خلق الإمام الشاب، عمر القزابري، حالة طوارئ في مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، أول أمس السبت، بعد أن حج إلى المسجد أزيد من 230 ألف مصل لإحياء ليلة القدر، حسب مصادر أمنية. القزابري يستقطب مليون مصل خلال الأسبوع الأول من رمضان(أيس بريس) واستطاع المقرئ القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، أن يشغل الناس من جديد بصوته الشجي، وأن يستقطب مليون مصل، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، في حين استقطب قرابة ربع مليون مصل، خلال ليلة القدر فقط. وحرك القزابري، الإمام الشاب القادم من مدينة مراكش، أزيد من 800 رجل أمن بمختلف المصالح، ساهموا في حفظ الأمن العام خارج المسجد، والسهر على تفريق المصلين، بعد انتهاء صلاة التراويح واستتباب الأمن. وقال مصدر أمني ل"المغربية" إن المديرية العامة للأمن الوطني عملت على تسهيل أداء الصلاة في رمضان بمختلف المساجد في أحسن الظروف، تزامنا مع ليلة القدر، إذ أرسلت عناصر الأمن إلى المساجد المعروفة، ابتداء من السادسة مساء، مشيرا إلى أن أفراد الأمن اضطروا إلى تناول وجبة الفطور خارج منازلهم. وأضاف المصدر نفسه أن 120 عنصرا تابعة للوكالة الحضرية، قدمت المساعدة لرجال الأمن خارج المساجد المعروفة، التي جهزوها بالمتاريس الحديدية، التي تحول دون مرور السيارات في بعض الشوارع، إلى غاية انتهاء صلاة التراويح. وإضافة إلى تعليمات حفظ الأمن العام خارج المساجد، التي توصلت بها جميع عناصر الأمن المكلفة بالسهر على حركة السير خارج المساجد، صدرت تعليمات لضبط متهمين بالسرقة ينشطون داخل المساجد، خلال أداء صلاة التراويح. وأثار دعاء الختم بمسجد الحسن الثاني مشاعر المصلين، وهم ينصتون لساعة زمن من الدعاء، فجرت دموع النساء، وهن يسمعن أدعية مصاغة بلغة البيان، وكانت أصوات إجهاشهن بالبكاء مسموعة، وهن يحملن أكفهن تضرعا إلى الله بالمغفرة وتقبل صلاة وصيام الواقفين، طمعا في العتق من النار ومحو الذنوب. كما شهدت منافذ مسجد الحسن الثاني إقبال عدد من المتسولين، أكثرهم من النساء مصحوبات بأطفال صغار، منهم رضع، ومعاقون وضعول على كراس متحركة، بغية استعطاف المصلين وتسول الصدقات وكسب سخاء من حضر ليلة القدر في أكبر مسجد في العالم، بعد الحرمين، في مكة والمدينة . وبعد صلاة آخر ركعة، بدأت جموع غفيرة من المصلين تنصرف عن رحاب المسجد، بينما فضلت جموع أخرى الاستمرار في أداء الصلوات، إحياء لليلة القدر، كما استمر تدفق المصلين والمصليات صوب الأزقة والشوارع المؤدية إلى مسجد الحسن الثاني، ما جعل شوارع المهدي بنبركة، والزرقطوني، ومولاي يوسف، وزنقة كلميمة، تشهد حركة سير استثنائية، استنفرت العشرات من رجال الأمن المكلفين بالسير والجولان. وتوافد آلاف المصلين من الدارالبيضاء والرباط، وحتى من مدن بعيدة، مثل فاسومراكش، إلى مسجد الحسن الثاني، بغية الاستماع إلى صوت القزابري الحسن في ترتيل القرآن الكريم، الذي يحرك شجون المصلين. في السياق ذاته، امتلأ مسجد الأندلس، في حي أناسي، بالدارالبيضاء، بعشرات الآلاف من المصلين، الذين وقفوا أمام المقرئ عيون الكوشي، الذي ختم القرآن ورفع الدعاء في أجواء روحانية، حين كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة والنصف صباحا. وضاق المسجد بالمصلين، الذين لم يجدوا بدا من الصلاة بعيدا عن المسجد بعشرات الأمتار، بينما اكتفى آخرون بالاستماع إلى تلاوة الكوشي بصوته الشجي.