أفطر عدد من المصلين من مدينة الدارالبيضاء، وآخرون قدموا من المدن المجاورة، مساء السبت، بجوار مسجد الحسن الثاني، للظفر بمكان ضمن حشود المصلين، الذين حجوا إلى المسجد لأداء صلاة التراويح خلف الإمام، عمر القزابري، وحضور دعاء ختم القرآن، الذي استقطب أعدادا كبيرة، قدرت بعشرات الآلاف، في أجواء روحانية. وتدفقت أمواج بشرية من مختلف الأحياء في اتجاه مسجد الحسن الثاني، دقائق بعد تناول وجبة الإفطار، وعجزت الشوارع والأزقة المؤدية إلى موقع المسجد عن استيعاب السيارات والدراجات النارية، وسجل اكتظاظا واختناق في حركة المرور، ونجمت عن ذلك حوادث سير، وصفت بالخفيفة. كما عجز فضاء المسجد والساحة المقابلة له عن احتواء أمواج المصلين، نساء ورجالا، غصت بهم كل الجنبات، ما اضطر عددا منهم إلى أداء صلاة العشاء والتراويح في الشوارع المحاذية للمسجد. وبعد صلاة العشاء، أعلن الإمام القزابري عن دخول مواطن روماني الإسلام، وعمل على تلقينه الشهادة، لترتفع بعدها أصوات النساء والرجال بالتكبير والزغاريد، ترحيبا بالمسلم الجديد. ودخل عدد من المصلين في جو من الخشوع، وفي لحظات بكاء واستغفار، ودعاء مسترسل، أثناء قراءة القزابري دعاء ختم القرآن، الذي دام أزيد من نصف ساعة، وسجلت حالة إغماء طفيفة لدى امرأة، حسب مصدر من الوقاية المدنية، نقلت إلى مستشفى مولاي يوسف، لتلقي الإسعافات الضرورية، وغادرت المستشفى مباشرة. وقال أحد المصلين إنه حرص على حضور صلاة التراويح ودعاء ختم القرآن في هذه الليلة، مشيرا إلى أن الازدحام لم يشكل لديه أي عائق، وأنه أمر متوقع، بالنظر إلى الأجواء الروحانية، التي تتميز بها صلاة التراويح في مسجد الحسن الثاني. وأوضح شاب في العشرينات من عمره أن "حضور صلاة التراويح بلغ ذروته ليلة أول أمس، لأن الجميع لم يرد أن يفوت دعاء ختم القرآن"، مبرزا أنه قدم مع أسرته من ضواحي الدارالبيضاء، وأن الأجواء كانت ممتازة. ويتوقع أن يستقطب عمر القزابري أعدادا غفيرة من المصلين في صلاة التراويح لإحياء ليلة القدر، مساء الأربعاء المقبل، ما يحتم على السلطات المختصة اتخاذ كافة الإجراءات كي تمر الأمور بسلام. وجندت مصالح الأمن والوقاية المدنية، ليلة أول أمس، عناصرها بهدف تنظيم ولوج المصلين للمسجد، بوضع متاريس حديدية، وتهييء ممرات خاصة للطوارئ، وتعبئة سيارات الإسعاف. كما سهر رجال الشرطة على تنظيم حركة السير والمرور بالشوارع المحيطة بالمسجد. واستفاد عدد من أبناء المدينة القديمة، وغيرها من الأحياء المجاورة من هذه المناسبة، إذ تحولوا إلى حراس للسيارات والدراجات النارية، ما مكنهم من كسب مبالغ مالية لا بأس بها. وقال أحد الحراس إنه اعتاد ممارسة هذه الحرفة طيلة شهر رمضان، ويتمكن بفضلها من كسب مبلغ مالي يستعين به على أعباء الحياة، مشيرا إلى أن "المدخول يرتفع ليلة ختم القرآن وليلة القدر، وحسب كرم المصلين، الذين يجود بعضهم بأزيد من 5 دراهم عن السيارة".