تأخذ المخدرات ،الحشيش والقنب الهندي – الكيف- والمعجون ، في العديد من الأحياء الهامشية بازيلال ،كازلافن وتشيبت واليلي ومركز المدينة "بين البروج" تأخذ مكانا للبيع في شهر رمضان ، وترتفع الأسعار بسبب الطلب المتزايد وأيضا بسبب ضغط الحملات الأمنية التي تستهدف المروجين . فرغم الحملات الأمنية ضد تجار المخدرات في الأحياء مند شهر شعبان وخاصة التي قامت بها مؤخرا العناصر الأمنية للدائرة الأولى على مروج المخدرات بحي ازلافن المسمى "ب" وانتهت بكسر اليد اليمنى لعنصر امني التابع لدائرة المذكورة . فرغم هذه الحملات تظل عازجة عن الحد من الظاهرة ومدمنون يضاعفون الاستهلاك رغم ارتفاع الأثمان وتجاوزت قطعا الحشيش والمعجون في بعض الأحيان مبلغ 20 درهم فما فوق ، وفي ليالي المدينة خلال شهر رمضان تنتعش المخدرات بشكل كبير ويعد الحشيش والمعجون بديلا للخمور , وتختلف حسب نوعية الفئات فهناك النوع الجيد الذي يمنح لزبناء مميزين , وهناك أيضا مخدرات الفقراء الباحثون عن المتعة بين أزقة ودروب المدينة إذ يصير شهر رمضان بالنسبة لهم صيام في النهار والترقب الملح لساعة الإفطار لتجديد الصلة مع المخدرات قبل أي شيء أخر. أما المروجون فيجدون في هذا الشهر الكريم مناسبة لمضاعفة إنتاجهم وتوفير اكبر قدر ممكن من الأصناف التي يزداد عليها الإقبال من طرف المستهلكين وهي " الحشيش "و "المعجون " و " القنب الهندي " خاصة الشباب منهم الذي يشهد إقبالا مكثفا على تناولها مقارنة مع الأيام العادية لارتباطه بعوامل نفسية واجتماعية تزداد حدتها خلال هذا الشهر الكريم الذي له مكانة دينية مهمة في نفوس المغاربة . ويتميز شهر رمضان عن باقي الشهور الأخرى باتساع دائرة المقبلين على المخدرات بكل أنواعها , إذ يقلع العديد منهم عن الكحول ليلجئ إلى هذه السموم التي تفوق خطورتها هذه الأخيرة . ورغم أن الحملات الأمنية التي تستهدف هذا النوع سواء كانوا تجار أم مستهلكين ترتفع حدتها قبل رمضان , إلا أن النشاط يستمر والبيع يتزايد خاصة إذا علمنا أن المدينة لا تتوفر على ملاهي ليلية أو أماكن معينة لتجمع مافيا المخدرات وإنما يتم ذالك داخل أحياء المدينة , مما يستدعي من الأمن ابتكار أشكالا جديدة ويقظة كبيرة لتحديد نقط البيع ، ومع اختلاف الطرق التي ينهجها الأمن , تزداد حيطة وحذر مروجي هذه السموم ويستمر الاعتقال كما يستمر بيع المخدرات ، فرغم اعتقال بارون المخدرات الملقب ب - المعدة - الذي يشتغل في تجارة المخدرات بعيد عن أعين العناصر الأمنية أكثر من 14 سنة في الجبال والمغارات والوديان ، ويعتبر العنصر الخطير بالنسبة للمخبرين والسلطات المحلية والأمنية في هدا المجال ، فهناك عناصر أخرى شابة احترفت هده المهنة لغياب فرص الشغل وكدا الربح السريع ، وهناك أشخاص استفادوا من العفو الملكي ، وامتهان هده الحرفة وبيع المخدرات بالتقسيط بعدة أماكن بازيلال وخاصة منها الأحياء الهامشية ومركز المدينة . بمعنى أخر أن شهر رمضان لم يعد يرتبط برواج سوق المواد الغدائية فقط بل أيضا المخدرات ، اد أن المغاربة ينقسمون على أنفسهم إلى قسمين خلال هدا الشهر المبارك ، من يصرف همه لتوفير "القفة" وكل مايؤتث به على مائدة الإفطار ، وبين مطاردي خيوط الدخان من " الحشيش "و"القنب الهندي " ، ويرى المتتبعون أن الحملات الأمنية على تجار المخدرات تبقى موسمية .