تجار الممنوعات يبتدعون طرق ترويج جديدة والأسعار تلتهب في رمضان ارتفعت أسعار المخدرات إلى مستويات قياسية بمدينة الدارالبيضاء بحلول شهر رمضان، وصار الإقبال على استهلاك المخدرات بعد موعد الإفطار لافتا للانتباه في مقاهي الأحياء الشعبية والحدائق العمومية. وفيما يقبل الكثيرون على التزود بمخدر الشيرا و"الكيف"، فإن آخرين يفضلون "المعجون" أو أقراص الهلوسة المعروفة ب"القرقوبي". ولمواجهة تنامي ظاهرة ترويج واستهلاك المخدرات في شهر رمضان، باشرت مصالح الأمن بمختلف الدوائر حملات تطهيرية بمختلف الأحياء، بتنسيق مع فرق مكافحة المخدرات بمصالح الشرطة القضائية، بهدف اعتقال المزيد من مروجي المخدرات. وأشارت مصادرنا إلى أن مروجي المخدرات يستعينون بقاصرين لترويج الممنوعات، كما يعمد بعضهم إلى البيع بتقنية "الشباك"، إذ يتحصن المروج وراء جدران منزل أسرته ويكتفي بفتح كوة بالحائط ويحيطها بسياج سميك، ويستعمل هذه الكوة لتصريف البضاعة واستلام النقود من المدمنين المنتظمين في طابور قرب منزله. ففي منطقة "لهراويين"، تؤكد مصادرنا، ابتدع مروجو المخدرات حيلا طريفة لضمان بقائهم بعيدا عن الاعتقال، إذ يستعمل بعضهم العربات المجرورة كغطاء لتصريف المخدرات، إذ يوهم تجار المخدرات عناصر الأمن والدرك بأنهم ينقلون الركاب على متن العربات المجرورة، في حين أنهم يحملون الراغبين في اقتناء المخدرات على متن "الكرويلة" إلى حيث يقبع مروج بالجملة يستعين بخدمات معاونين قام بتشغيلهم من أجل مساعدته على تصريف بضاعته. وموازة مع الحملات الأمنية، فإن تجار المخدرات يبتدعون حيلا جدية للاستمرار في ترويج الممنوعات، كالتوزيع باستعمال الهاتف النقال في التواصل مع زبنائهم مع الحرص على تغيير أرقام هواتفهم باستمرار، وارتداء أزياء عمال شركات مناولة أو الاستعانة بدراجات نارية أو سيارات صغيرة لترويج البضاعة. وفي شهر رمضان، وصلت أسعار حبوب الهلوسة المعروفة ب "القرقوبي" إلى مستويات قياسية، وهكذا وصل سعر الحبة الواحدة من "القرقوبي" المعروفة ب"بولا حمرا" إلى 70 درهما في الأحياء الشعبية، بعد أن ظلت أسعار هذه الحبوب تتراوح ما بين 15 و30 درهما في الأيام العادية. وعزا مصدر أمني ارتفاع أسعار أقراص الهلوسة في سوق المخدرات بمدينة الدارالبيضاء إلى إغلاق الحانات لأبوابها مع حلول الشهر الفضيل، ولوجود نقص في تزويد الأسواق التقليدية بالمدينة المعروفة المشهورة في الاتجار في المخدرات. وأوضحت مصادرنا أن هذه الحملات، التي تباشرها مصالح الشرطة بالمدينة خلال شهر رمضان، أسفرت عن اعتقال الكثير من المروجين، مما جعل أسعار الحبات المهيجة ترتفع إلى مستويات قياسية. وحسب مصطفى ضعوف، منسق التواصل بجمعية الكفاح لمحاربة القرقوبي ودعم ضحيا المخدرات، فإن الإقبال على استهلاك الأقراص المهيجة في صفوف الشباب بات مثيرا للقلق، مشيرا إلى أن الجمعية التي ينتمي إليها رصدت تنامي التجار في أقراص الهلوسة بالعديد من الأحياء الشعبية بالمدينة. وتروج بمدينة الدارالبيضاء هذه الأيام أقراص هلوسة جديدة يلقبها مستهلكوها ب"القاتلة" ويقبل على شرائها الشباب بشكل لافت للانتباه، بالنظر إلى "المزايا" التي تتوفر عليها، إذ تدخل مستهلكها في عالم سحري مليء بالأحلام. وهذه "القاتلة" عبارة عن أدوية معروفة باسم "روش1" و"روش 2"، ويتم جلبها من مدينة مغنية الجزائرية باتجاه المغرب عبر مدينة وجدة، وتباع في العاصمة الاقتصادية بسعر 70 درهما للقرص الواحد.