لن تتردد ألقاب (التمساح، قريدة، الدكتور...) وغيرها من النعوت الغريبة أو المخيفة على أسماع البيضاويين وتلاميذ المدارس لمدة قد تصل إلى عدة سنوات. هذه القائمة الطويلة من الأسماء المستعارة لمجموعة من مروجي المخدرات، توالى سقوط أصحابها مثل أوراق الخريف، بعد أن رفعت المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية وتيرة حملاتها التطهيرية في الشهرين الأخيرين. فقد كانت أعداد هؤلاء «البزناسة» المبحوث عنهم أو من داعت شهرتهم أو من دخلوا حديثا للمجال، تزداد أرقامها في محاضر الشرطة القضائية على صعيد مختلف المناطق الأمنية، حيث وصلت لائحة الموقوفين خلال بضعة أسابيع إلى أكثر من 300 مروج للشيرا أو حبوب الهلوسة أو المعجون أو الكوكايين. هذه الضربات الموجعة لعدد من أخطر وأشهر مروجي المخدرات بكل من البرنوصي والحي المحمدي عين السبع وعين الشق الحي الحسني والفداء درب السلطان وبن مكسيك سيدي عثمان، جعلت سوق الحشيش والقرقوبي تشهد ارتفاعا في أثمانها خلال الآونة الأخيرة، خصوصا بعد صدور أحكام شديدة على عدد من المروجين الكبار تراوحت ما بين 8 و10 سنوات في ثلاثة قضايا تتعلق بأشهر «بزناسة» حي التشارك وللامريم والمدينة القديمة، الذين ضبطهم لدى بعضهم كمية 27600 قرص مهلوس، الكثير من هذه السموم كانت موجهة إلى التلاميذ والقاصرين. ورغم هذه النتائج المحمودة لفرق مكافحة المخدرات على الصعيد الولائي، التي أسفرت حملاتها الأمنية على حجز كميات كبيرة من الشيرا وحبوب الهلوسة والقنب الهندي والتبغ المسحوق والمعجون، بالإضافة إلى توقيف العشرات من «البزناسة» والموزعين، الذين تمت إحالة العديد منهم على أنظار العدالة بتهم حيازة وترويج المخدرات. فإن عدد من صانعي ومروجي المعجون أو يصطلح عليه ب«الشكيلطة»، حاولوا خلق سوق أخرى في محيط المؤسسات التعليمية، تكون قاعدة الزبناء فيها من التلاميذ والمراهقين من أبناء الأحياء الشعبية، حيث أوقعت مؤخرا الدائرة الأمنية «السور الجديد» بعمالة أنفا شبكة تتوزع أدوار أفرادها بين إعداد مخدر المعجون وترويجه بين صفوف القاصرين. وموازاة مع هذه المجهودات الأمنية في محاربة تجارة المخدرات بالدار البيضاء، وضعت «جمعية الكفاح لمحاربة القرقوبي ودعم ضحايا المخدرات» برنامجا للقيام بحملة تحسيسية وتوعوية لفائدة تلاميذ الثانويات والإعداديات وأبناء الأحياء الشعبية بعمالة أنفا، وذلك مباشرة بعد انتهاء الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية، حيث صرح في هذا الصدد ل«جريدة الأحداث المغربية» ضعوف مصطفى منسق التواصل و الإعلام للجمعية «أن هذه الحملة التحسيسية ستكون مساهمة للمجتمع المدني في إتمام العمل الجبار للشرطة القضائية في مكافحة آفة المخدرات والإدمان خصوصا بين صفوف الناشئة..».