الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    لقاء بوزنيقة الأخير أثبت نجاحه.. الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    التوافق المغربي الموريتاني ضربة مُعلمَين في مسار الشراكة الإقليمية    من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    وفد شيلي يثمن طفرة التنمية بالداخلة    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    أوزين: الأمازيغية لغة 70 في المائة من المغاربة .. وعلمانية المملكة متفردة    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    ألمانيا تفتح التحقيق مع "مسلم سابق"    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025        توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    أميركا تلغي مكافأة اعتقال الجولاني    الحوثيون يفضحون منظومة الدفاع الإسرائيلية ويقصفون تل أبيب    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع        "فيفا" يعلن حصول "نتفليكس" على حقوق بث كأس العالم 2027 و2031 للسيدات    مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    كيوسك السبت | أول دواء جنيس مغربي من القنب الهندي لتعزيز السيادة الصحية    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزام من مقاهي الشيشا يطوق مؤسسات تعليمية
نشر في شعب بريس يوم 02 - 01 - 2011

رصد خارطة مقاهي الشيشا وفظائعها بمحيط المؤسسات التعليمية
فرق من عاملات الجنس لتنشيط مقاهي الشيشا توقع بتلميذات في شبكات الدعارة
من الصعب فهم هذا الانتصار المتواصل للوبي مقاهي الشيشا بالعاصمة الاقتصادية. اعتراف أقر به مسؤولون بالمدينة قبل الجمعيات التي ناهضت تطويق المؤسسات التعليمية بمقاه أثبتت محاضر الشرطة في مختلف الدوائر الأمنية بالمدينة، أنها تحولت إلى نقط سوداء لترويج المخدرات والعمالة الجنسية، والأخطر فيها توريط تلاميذ، تحولت وجهتهم من قاعات الدراسة إلى تيه من الإدمان.
انتصار السلطات على مقاهي الشيشا بالبيضاء محدود، فهناك مؤسسات تعليمية تحيط بها ما يزيد عن 20 مقهى، حولت محيط المؤسسات إلى فضاء مفتوح للانحراف، وشكايات الأهالي تصطدم بتواطؤات تشكى منها عمال مقاطعات.
من المسؤول عن استمرار الظاهرة في التوسع؟، كيف أنتجت مقاهي الشيشا قصصا مؤلمة لتلاميذ تحولوا إلى مدمنين؟، ما الحل ومن المسؤول على تطبيقه؟
منقبة حتى النخاع تجلس في مقهى شعبي... مشهد لن يثير كثيرا رواد مقهى داخله مدخنة لمستعملي الشيشا، الدهشة علت وجوه الجالسين خارجه بحديقة صغيرة يلجأ إليها بعض رواد المقهى من الجيران اتقاء شبهة الاختلاط ودرء لمساءلة الزوجة، الضيفة مغلفة تخفي الشكل والملامح، وحين ألقت بجسدها على الكرسي، اعتقد البعض أنها أصيبت بعياء يتطلب التدخل لمدها بما يطرد دوخة محتملة.
تململ نزف الجلسة للتطوع، لطن قيدوم رواد المقهى كسر حماسه، وطلب منه التراجع، فالوضع لا يحتاج شهامته، لم يستسغ الجالسون تصرفه، فبادر بالتريث حتى ينجلي غموض التصرف، وما هي إلا لحظات حتى خرج شاب تلخص هيأته انتماءه إلى فصيل محترفي مقاهي الشيشا، اقترب من الشابة فهمس في أذنها، وتطلعت إلى وجهه الطويل وأشارت إليه بغنج بدد هالة النقاب وتوقعات الجالسين، عاد الشاب إلى داخل المقهى لتخرج بعده شابة معروفة السيرة بالمقهى فاصطحبتها إلى داخل المقهى.
انتهى المشهد الخارجي، وصمت الجمع فانتشى قيدوم المقهى بخبرته، فاختزل الحكاية بالقول "ما ابقى لا نقاب... كلشي ولا.."، حكم صاعق سمح بسرد العديد من الوقائع الصادمة، لشابات وشبان وجدوا في مقاهي الشيشا المنتشرة قاعد خلفية لبداية مشوار الانحراف عما هو مطلوب منهم في هذه الفترة العمرية.
"البلاكة الكحلة" آخر صيحات الانحراف
الإشباع تحقق في الوقائع النتواترة عما يحدث بمقاهي الشيشا في مختلف أحياء الدار البيضاء... لم تعد حكايات ولوج هذه المقاهي من القاصرين والمتزوجات والمتزوجين وممارسة كل أشكال الانحراف، وتعويض مادة العسل بالمخدرات والكحول، وحكايات الحروب التي تقع بمحيط هذه المقاهي، انتقلت إلى جرعات الإجرام المتزايد، وآخرها حكاية "البلاكة المحلة" التي تجعل صاحبها، في حل من كل القيود التي تحد من عربدته، منها يمارس حاملها كل أنواع الإجرام ويفرض قانونا خاصا يمكن أن يرهن حيا بكامله.
من البرنوصي إلى سيدي معروف ومن المدينة القديمة إلى منطقة مولاي رشيد سيدي عثمان أصبح لكل حي فتوته يحكم على الحي بقانونه، يتسلح بحالة من التخدير القوي يستعمل فيها خليط من أنواع القرقوبي، يتحول بعده مستعمله إلى آلة من العنف الجامح، وتغيب فيها كل حدود التمييز.
أصحاب "البلاكة الكحلة" يتخذون من مقاهي الشيشا، مقرات لانطلاق عربدتهم، وحتى في حال اعتماد صاحب المقهى لممارسة عربدة، تبدأ من الصباح إلى المساء، لا ينجو منها لا عابر ولا قاطن للحي.
سياج مقاهي الشيشا على محيط المؤسسات التعليمية، جعل الآباء والأولياء يتخوفون من انزلاق أبنائهم إلى دروب التيه التي تنتجها هذه الفضاءات، حكايات ترويها الأمهات وهن ينتظرن أبناءهن أمام المؤسسات التعليمية، فيها كثير من الحقيقة، والتضخيم حق لهن لطرد شبح الانحراف عن أبنائهن.
في التفاصيل كثير من الوقائع، وأخطرها أن تخاف أمهات على أبنائها الذكور من ظاهرة استقطاب فتيات لزملائهن الذكور نحو هذه الفضاءات، فلم تعد هناك حدود بين الجنسين في رفقة السوء، والعابر لهذه المقاهي، يلحظ وقوف شابات بدون خجل أمام هذه المقاهي، بعضهن بوزراتهن، من دون خجل ولا خوف.
"شوف أسيدي ما بقات حشمة" تقول سيدة وهي تراقب دلع تلميذات أمام مقهى للشيشا أمام ثانوية جعفر الفاسي بمولاي رشيد. تابعت هذه السيدة منظر تلميذات، لا يميزهن عن عامات الجنس سوى وزرات بيضاء، وهن يتمايلن ويستعرضن مؤخراتهن وشعورهن، من دون شعور بالخجل أو الامتعاض من تغزل وتحرش الجالسين والعابرين للمقهى، ومن هنا تتشكل قناعات العديد من الأهالي حول فساد محيط المؤسسات التعليمية، وانحدار قيم ظلت توفر الطمأنينة للعائلات على أبنائها حين يقصدون المؤسسات التعليمية.
ما سر هذا الانقلاب الذي يدهش آباء وأولياء التلاميذ؟ الجواب موجود في التفاصيل التي لا يتم الانتباه لتكرارها، وحين تتضخم بمنشطات النسيان والإهمال، تنتج شبحا يخيف. فقد سبق تعميم مذكرة تحذيرية رقم (09/1003) من قبل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء على المؤسسات التعليمية بالمدينة تدق ناقوس الخطر، من رواج أنواع مريبة من الحلوى تحمل الاسم الغريب "زيتا بيتا"؛ يتم بيعها وتداولها أمام أبواب المدارس وفي محيطها المباشر، وتحتمل كما تؤكد مصادر الأكاديمية وجود خطر إصابتها للأدمغة الصغيرة بآفة الإدمان. ودعت المذكرة المسؤولين والمهتمين إلى القيام بالمتعين من أجل وضع حد لبيعها وتداولها في محيط المدارس حماية للتلاميذ.
وحرصا م الأكاديمية على الوقاية والاحتراز وجهت المذكرة تحت عنوان "خطر انتشار أنواع من المخدرات في شكل حلوى مريبة تباع لأطفال المؤسسات التعليمية"، أطر الإدارة التربوية في جميع المؤسسات التعليمية بجهة الدار البيضاء الكبرى، إلى واجب التوعية والتحسيس في صفوف الآباء والأسر وأولياء الأمور لأجل توعية أبنائهم وبناتهم بالامتناع عن اقتناء أي نوع جديد أو غريب من الحلوى ما لم يكن معروفا ومتداولا من قبل، ومن ضرورة حمل هذا الأمر إلى الدوائر الأمنية لينال حقه من البحث والتحري.
هذا الانتباه في موضوع حلوى تباع للتلاميذ لجرهم إلى الإدمان، سبقها الحديث بقوة عن جنوح عصابات ترويج المخدرات إلى تمرير المخدرات عبر مشروبات غازية، يتم استهداف التلاميذ من الجنسين بها، وكثر الحديث عن اعتداءات جنسية على الفتيات بعد تخديرهن، كل هذا التداول للخطر، لم يقنع مكونات العملية التعليمية، كما يحلو للمسؤولين قولها لصياغة إرادة مشتركة في التصدي لهذا المد العارم لتلويث محيط المؤسسات.
على العكس من ذلك تماما، أعطى المسؤولون، إشارات على خضوعهم، من خلال التساهل في فتح مقاهي لترويج الشيشا، بمحيط المؤسسات التعليمية، مقاهي لا تكتفي باستقبال زبناء بالغين، بل تتحول بحكم قوة العرض والطلب، إلى استقبال تلاميذ، وتحويلهم من قاعات الدرس إلى جلسات الشيشا.
متواليات الجسارة تضاعفت عند أصحاب هذه المقاهي، فرغم الحملات التي تقودها السلطات بالبيضاء، إلا أن الاجتثاث النهائي لهذه الفضاءات لم يتم، صحيح أن مخافر الشرطة لا تخلو من محجوزات كثيرة من النرجيلات وعتقلين، وصحيح أن مجهودات قوية بذلت في بعض عمالات الولاية، إلا أن استمرار العديد من هذه المقاهي بالوجود بمحيط المؤسسات التعليمية يعبر عن مقاومة شديدة لمجهودات السلطة.
جسارة أصحاب المقاهي، يوازيها إصرار مافيا المخدرات، على إنتاج جيل من المروجين القادرين على فرض سلطتهم، وآخر تقليعات حراس الإدمان، تسمى "البلاكة الكحلة" التي تسمح لمن وصل إلى جدبتها بالتصرف من دون قيود للخوف أو التردد في السيطرة على محيطه وفرض قانونه، على الجميع بما فيهم التلاميذ وأسرهم.
حبل من فضاءات الانحراف يلتف حول محيط المؤسسات
حبل مقاهي الشيشا وقاعات الألعاب التي حولها مروجو المخدرات ومدمنو القرقوبي إلى أوكار يلف محيط مجموعة من المؤسسات التعليمية وحول حياة مجموعة من التلاميذ إلى جحيم، ففي منطقة واحدة بعمالة مولاي رشيد، توجد حوالي 20 مقهى للشيشا، تحتضن دفعات من التلاميذ، اختلطت عليهم قاعة الدرس بقاعات تدخين النرجيلة، وسهلت على مروجي المخدرات استهداف شباب وتحويلهم إلى منحرفين ومدمنين، رعوا حياة عائلاتهم، ومنهم من تحول إلى صعلوك الدرب.
وسواء بتراب عمالة مولاي رشيد أو بنمسيك أو الحي المحمدي وأنفا والحي الحسني، الوصفة متشابهة، لكي ترفع من المداخيل وتدخل منافسة الوصفة الشهيرة، "بين كل مقهى ومقهى، مقهى" لا بد من تغيير نشاطك، فالتخلص من زبناء يتناوبون على كوب قهوة أو "بخلاء"، يشربون جزء من كوب قهوة في الصباح، ويحتفظون بالجزء الآخر للمساء، لا بد من فتح مجالات "البلية"، التي تسمح بامتصاص الجيوب.
مقاهي الشيشا لا تنجح لأنها تقدم هذا النوع من الخدمة للعموم فقط، بل لا بد من توفير لوجيستيك لذلك، أولها أن يوفر صاحب المقهى مجموعة من الفتيات الجميلات، يجلسن بالمقهى لجذب زبناء، يقضون وقتا طويلا في التفرج على المؤخرات والسرة العارية، وحيد يدمنون الرفقة، ينتقلون إلى زبناء قارين.
مهمة كتيبة الفتيات هي خلق رواج مهم بالمقهى وضبط مجالات الاستقطاب، فالزبناء المطلوبون مستعدون لصرف ما يزيد عن 100 درهم على الأقل في كل طاولة، وهو ما يعني توفير مدخول قار يجعل المقهى قادرا على المنافسة، ولضمان مدخول مرتفع يتم استقطاب فئات تضمن رواجا مستمرا خصوصا في فترات غياب الزبناء القارين أثناء أوقات العمل، حيث يتم استهداف التلاميذ لتحقيق أغراض متعددة.
التلميذ بالنسبة لهذه المقاهي زبون مربح، فكلما أصابته "بلية" الشيشا يستطيع الحصول على مصروف جيب يضخ في مداخيل المقهى، وبالنسبة للإناث منهم، يتحولن إلى عنصر إغراء مهم لصغرهن، وتتكفل فتيات المقهى باستدراجهن للدخول في علاقات، غالبا ما تنتهي باحترافهن للعمل الجنسي، وبذلك تكون دورة المقهى مضمونة.
النتيجة المؤلمة لهذا الوضع هو تحول هذه المقاهي، سواء بعلم أصحابها أو بدون علمهم، إلى وكر لتجار المخدرات والأقراص المهلوسة، ويتحول التلاميذ إلى مروجين لعتاة المخدرات بعد أن يتمكن منهم الإدمان، وتتحول الفضاءات المحيطة بالمقهى إلى مسرح من الصراعات، تنتهي بجرائم قتل بشعة، والحوادث التي عرفتها مجموعة من الأحياء عديدة.
الشكايات التي تقدم بها السكان في مختلف مقاطعات الدار البيضاء كثيرة، ويصعب إيجاد مقاطعة خالية من هذا التشكي، ومن نماذج هذه الشكايات التي تحيل على طبيعة الأوضاع التي تخلقها هذه المقاهي، هناك عريضة تحمل عشرات التوقيعات لساكنة أحياء زرهون الثلاثة توصلت "الأحداث المغربية" بنسخها تطالب عامل عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ورئيس المنطقة الأمنية بالتدخل العاجل بحماية أرواح ومصالح المواطنين من المنحرفين وبؤر تفريخ الجريمة، اتي أودت بحياة ثلاثة أشخاص في ظرف وجيز ناهيك عن حالات ارتفاع السرقات التي طالت النساء، بعضهن يحملن عاهات مستديمة بعد الاعتداء عليهن بواسطة سيوف.
الشكاية حددت الساحة الموجودة وسط حي زرهون 3 باعتبارها بؤرة تعج بتجار المخدرات والقرقوبي وملاذا للمنحرفين، وتوقفت عند حقيقة تسخير المراهقين وتلاميذ المؤسسات التعليمية في بيع الأقراص المهلوسة، وتنتهي االشكاية بلوم الأمن باعتباره الملاذ الطبيعي لحمايتهم، فحين يكشف مجرمون عن أوجههم ويقومون بغارات كما حدث مع عصابة إجرامية قامت بتخريب ست سيارات وسرقة محتوياتها وأسفر الهجوم عن إصابة أبناء الحارس الليلي الموجودين بحي زرهون 2 و3، يصعب على المواطنين تقدير المجهودات التي يقوم بها امن بالمنطقة، ويصعب عليه تصديق غياب الإمكانيات.
هذا النموذج توجد منه المئات من الشكايات بمختلف المقاطعات والدوائر الأمنية، يعكس خوفا شديدا من ه ا الحبل الذي بدأ يلتف على محيط المؤسسات التعليمية وأحياء الدار البيضاء، والذي عكسته تقارير رسمية عديدة من دون حلول.
أين الخلل في مواجهة هذا الغول؟
كل الجهات الرسمية والمدنية والجمعيات يعترفون بهذا الخطر، كل محاولات التصدي في مختلف مقاطعات البيضاء لم تجتث الظاهرة، كل التظاهرات والندوات لم تنجح في وأد هذه الفتنة، وفي تصريحات غير علنية اعترف مسؤولون كبار في السلطة المحلية بالدار البيضاء، أن هناك تواطؤات بين أصحاب هذه المقاهي وعناصر تعمد إلى إخبار أصحاب هذه المقاهي بموعد زيارات لجن التفتيش، بل هناك عامل أعياه هذا التجسس، وعبر عن عجزه في ضبط حالات التلبس، خصوصا بالنسبة لولوج القاصرين واستعمال المخدرات.
إزاء هذا الوضع الذي يعرفه سكان الدار البيضاء، ويتداوله المسؤولون في جلساتهم، يتضح أن الإجراءات الشكلية لمحاربة الظاهرة، لا يمكنها أن تنجح إلا بإدارة صلبة ي منع مطلق لمثل هذه المقاهي، على الأقل أمام المؤسسات التعليمية، ولا يمكن إقناع أي واحد بأن السلطات الأمنية والمحلية غير قادرة على معرفة تفاصيل ما يجري داخل هذه المقاهي، الذين يعودون بعد فترة وجيزة للضحك على الأمنيين الذي بذلوا مجهودا في إيقافهم، فأعادهم القضاء بسرعة إلى مقاهيهم.
العملية واضحة، تحتاج إلى إطار قانوني واضح، وإلى تنسيق أمني جاد، وإلى قضاء نزيه، وحينها سيعرف المتاجرون بمستقبل الشباب أن العملية جد في جد، ولا مجال للعب.
قصص تلميذات قاصرات يغوين مراهقين لارتياد مقاهي الشيشا
"سيارة تعليم" الانحراف للقاصرين
سيارة تعليم الانحراف للقاصرين بمحيط المؤسسات التعليمية بالدار البيضاء تتوسع. الخبر ليس في حاجة إلى حملة إعلامية، فالإقبال واضح حد الاكتظاظ... "الناجحون" في الامتحان كثر، وكتاب النجاح والسقوط تختزله فصول حكاية شاب يدعى عماد، اعتقل نهاية الأسبوع بعد خمسين شكاية من الجيران، وشابة تدعى نهاد.
فصل الاستقطاب:
وضعت يدها على مقود الدراجة النارية ومالت في حالة غنج تتأمل المارة تارة تقترب من عماد لتقف عليه بكامل طولها لتلقي بجسدها عليه في حالة شرود... يتأمل هذا الفتى الشارع المحاذي لمقهى الشيشا الشهيرة بالحي، يمسد شعره براحتيه تارة ثم يغمض عينيه اتقاء وهج الشمس اللافح تارة أخرى... مشهد عماد ونهاد يتكرر باستمرار حتى حفظه الحسين صاحب الدكان، تارة ينتقده من مدخل الغيرة على تهور مراهقين يقصدون مقهى الشيشا أكثر ما يلتزمون بمقعد الدراسة، وتارة يصمت حفاظا على هامش ربح مهم في بطاقات التعبئة والسجائر والشوكولاتة.
"سيارة تعليم الانحراف تبدأ من هنا" يقول شاب عليم بخبايا الجدبة التي تسود داخل طرق المقاهي الذي ضربه لوبي الشيشا على المؤسسات التعليمية بالدار البيضاء. صاحب الرخصة والمعلم والمتعلم متماهون هنا، ليس هناك من شكوى للفاعلين في هذه الرقصة، والمتضررون من الأسر أغلبهم في دار غفلون، والمشتكون من الجيران خفتت الشجاعة في أجسرهم حين باغته صاحب المقهى بلائحة الموقعين على لائحة التشكي من الضرر وضعوها لدى الجهات المعنية بالتدخل، فيما اختارت الأغلبية التفرج على سوق استعراض المؤخرات والسرات العاريات التي ابتلعت التشكي بالقفشات والاستمناء.
فصل التلقين:
نهاد تعرف جيدا تفاصيل الحركة بالمقهى ومحيطها، لا تتوقع رد فعل مفاجئ، لذلك تستجمع تقاسيم وجهها الدائري وهي تداعب رفيقها الصغير حين يجاهد للتخفيف من جرعة التغنج والدلال لدى رفيقته، لتقول، "ما كاين غير الرعاون"... هذه الخلاصة الواثقة تهدئ بها نهاد روع المراهق الصغير... وتختصر عليه كل تخوم الخوف لتحشره في جو العربدة المنتشرة، وحينها تقترب رجليه من عتبات المقهى للدخول إلى فردوس سفلي يردم فيه شبان وشابات بموسيقى صاخبة.
دلف عماد إلى الداخل بخطى مضطربة، وهو يتابع شريطا من المصافحات أبهره، وسكنت شخصية نهاد القوية في زاوية من رأسه، طأطأ وانزوى في طاولة ينتظر الصغيرتين على فخذيه وحاول أن يسترخي، ثم شاح بناظريه يتجول، مراهقات تخلصن من وزرة الدراسة، وتدلت شعورهن وبدت صدورهن تتقدم سنهن، فتحركت داخله كل الشهوة التي ظل يختزنها، وقبل أن تعود نهاد كانت قيود الفتى قد ذابت في بحر الاستيهام.
فصل الفعل:
"وافين ألساط..." لغة جديدة للتواصل أرفقتها نهاد بلمسات ناعمة على قفا الفتى، فاستجمع جثته الصغيرة وانصهر بعناد في جو طلق فيه جزر التحفظ وتناثرت أسمال ثوب ولد الناس، ليقبل التبني في الحضن الجديد، تكررت الزيارات، واكتشف عماد قائمة شهوات جديدة، ولم تستطع يقظة الأسرة من كشف خلل جهاز التربية الذي تعطل، وأصبحت حكاية نهاد وعادل معروفة تختصر في عبارة "البلاكة الكحلة".
لا قيود ولا قواعد ولا خوف في هذه اللوحة، كل مؤسسات المراقبة غير معترف بها، العائلتان استسلمتا بعد تبادل الاتهامات، المدرسة يئست من التنبيه، فأضحت سيارة نهاد وعماد تشحن من داخل المقهى بكل أنواع المخدرات لتمارس جموح الانحراف.
فصل الضياع:
ولأن "ضربة بمقص أحسن من ألف تخميمة" قررت عائلة نهاد هجرة المدينة، لتقطع حبل هذه الورطة، ثم انتشال نهاد قسرا، وبقي عادل عالقا بين مقهى الشيشا ورأس الدرب، تحول إلى صعلوك ليلي، وتحولت حكايته مع نهاد إلى قصة للتنذر والتأسف في الدرب، وانهارت الأم أمام هذا المشهد، لتجرف معها بنيان أسرة بكاملها.
"ضاع كل شيء" هي خلاصة هذا الكتاب على لسان والد عماد، لم يبق من الأسرة الهادئة التي كانت تثير غيرة الجيران غير الأحزان، عماد يواصل مشوار الانحراف في الدرب، والأم أصيبت بمرض مزمن، والأب فر إلى بلدته الأصلية، ولم تجد الأخت سوى جسدها لتغطية مصاريف البيت ودواء الأم وانحراف الأخ، والشخوص الفاعلة في هذه الدراما يواصلون جني أرباح سيارات تعليمهم، لا يلتفتون إلى مأساة النهاية، وفي كل يوم بداية التفكير في مشروع يذهب الفرح الطري من قلوب صغار. متى نسمع حكاية الضحية الموالية؟
آفة تركض وإجراءات تزحف
- قال عبد الصمد التحفي المسؤول بالنسيج الجمعوي لمحاربة تعاطي المخدرات، إن مقاهي الشيشا التي تحيط بالمؤسسات التعليمية بالدار البيضاء، تحولت إلى محطة لاستقطاب قاصرين، يبدؤون رحلة الانحراف بترويج المخدرات وينتهون بالتحول إلى عتاة للإجرام، وأرقام الضحايا في تزايد مستمر.
- مصالح ولاية الدار البيضاء توصلت منذ سنتي 2005 و2006 بما يزيد عن 500 شكاية من قبل الأشخاص المعنويين مثل الجمعيات وبعض الهيئات التي تندد بظاهرة انتشار مقاهي الشيشا وطالبت السلطات بمحاربتها. وحسب المعطيات الرقمية التي أوردها مدير الشؤون العامة بعمالة الدار البيضاء؛ فإن عدد المقاهي التي تروج لمادة الشيشا بالمدينة يفوق 2000 مقهى، وأن حوالي 9 في المائة من متناولي الشيشا تقل أعمارهم عن 25 سنة.
- في سنة 2008 ذكر وزير الداخلية آنذاك شكيب بنموسى، جوابا على سؤال بالبرلمان، بأن مصالح وزارته سجلت وجود 450 مقهى بالبيضاء تقدم الشيشا، مضيفا أنه تم إلقاء القبض على 255 شخصا بتهمة ترويجها واستهلاكها. وأضاف بنموسى بأنه ريثما يصدر نص قانوني يجرم هذا الأمر، فإن السلطات تلجأ حاليا إلى مقتضيات قانونية تخص الصحة العامة والتبغ لمواجهة الظاهرة.
- في نهاية شهر فبراير من سنة 2009 كشف مدير الشؤون العامة بعمالة الدار البيضاء المختار البقالي القاسمي، في عرض كان قد ألقاه بمجلس العمالة، أن الزيارات الميدانية التي كانت قد قامت بها سلطات ولاية الدار البيضاء الكبرى لأكثر من 700 مقهى مروجة للشيشا بصفة نهائية، لضبط ترويج المخدرات بها ومعاينة حالات مخلة بالحياء والأخلاق.
- محاربة ظاهرة الشيشا بالنسبة للمسؤول ذاته لا يمكن أن تكون بصفة شمولية، لانعدام الإمكانات المتاحة، إلا أنه أكد على وضع أرضية لمحاربة الظاهرة بصفة تدريجية تهدف إلى الحد من التفشي في مرحلة أولى، ثم التدرج بعد ذلك في مرحلة ثانية تصل إلى غاية 2009/2010 للتقليص بصفة تدريجية من الآفة إلى حدود 40 أو 50 في المائة.

نماذج من بؤر محاصرة مقاهي الشيشا للمؤسسات التعليمية
• في جزء من تراب عمالة مولاي رشيد على مستوى شارع ادريس الحارثي والعقيد العلام وبين مقر عمالة مولاي رشيد في اتجاه المركب الثقافي مولاي رشيد، يقع تجمع لمجموعة من المؤسسات التعليمية.
تجمع ثانوية جعفر الفاسي ومدرستي المسيرة الخضراء وإدريس الكتاني تحيط بها من الجهات الأربع ما يزيد عن 14 مقهى للشيشا وقاعات للألعاب، وهي مقاهي تحمل أسماء غربية تمتح من بلاد الغربة فرنسا إيطاليا إسبانيا وعربية تحيل على فضاءات الترف والصفا والأحلام والسعادة.
في المحيط الممتد بين المركب الثقافي ومولاي رشيد، والشارع المؤدي إلى مقر عمالة مولاي رشيد، توجد العديد من مقاهي الشيشا، تصل إلى حوالي 12 مقهى كانت موضوع شكايات من قبل المواطنين ومن أطباء ومسؤولي مكاتب خاصة ومواطنين.
إعدادية للا مريم تحيط بها قاعات للألعاب تستعمل من قبل مجموعة من الأشخاص لترويج النفحة، وترويج واستهلاك المخدرات.
بعض المقاهي ابتكرت وسائل تنشيط لجذب الزبناء، ومنها سهرات لا تقتصر على الديدجي الذي يستعمل نهارا بل تستقدم فرقا موسيقية في نهاية الأسبوع لتسخين الأجواء، وجلب الزبناء.
• بمنطقة بنمسيك تنتشر مجموعة من المقاهي بمحيط مجموعة من المؤسسات التعليمية، فأمام مدرسة الأخيار الحرة بشارع إدريس الحارثي توجد مقهى معروفة باستقطابها للتلاميذ، ويجد تلاميذ ثانوية الحسن الثاني ومجموعة من الإعداديات والمدارس أنفسهم وسط روائح النرجيلة وسلوكات مروجي المخدرات الذين غزوا بعض المقاهي المنتشرة على طول شارع وادي الذهب.
• بسيدي البرنوصي توجد مقهى شهيرة تطوق محيط ثانوية عثمان بن عفان وإعدادية طرفة بن العبد ومجموعة مدارس كامل الحرة.
سبق للسلطات الأمنية أن داهمت المقهى عدة مرات، وهناك محاضر تشير إلى استعمال المخدرات، ممارسة الدعارة، وفي كل مرة تنتهي القصة بعودة المقهى إلى ممارسة نشاطها.
• بمنطقة المعاريف تطوق مقاهي للشيشا الثانوية التأهيلية الواحة والثانوية الإعدادية سيبويه، وتوجد مقهى لا تتورع في إخراج النرجيلة إلى زبنائها بالفضاء الخارجي للمقهى، التلاميذ يقبلون بكثرة على هذه المقاهي، ويتحول محيطها إلى سوق للتحرش.
تتنوع الخدمات التي تقدمها هذه المقاهي بين تقديم الشيشا لمختلف الزبناء، ومنهم تلاميذ تبدأ رحلتهم إلى المقاهي من أوقات الفراغ، حيث تعجز المؤسسات في توفير فضاءات لإبقاء التلاميذ داخلها من قبيل مكتبات داخلية، وفضاءات متعددة الوسائط وينتهي باحتراف الذهاب إلى هذه المقاهي حتى في أوقات الدراسة.
مقاهي تنافست في استقطاب التلاميذ من خلال فتح قاعات للرقص، سواء في أقبية تحت أرضية أو في فضاءات داخلية، ومنها من استغل كل الأوقات لجذب الزبناء، في ما تخصصت قاعات الألعاب في توفير غطاء لمدمني المخدرات.
جل المقاهي كانت موضوع شكايات من طرف المواطنين، شكايات رفعت إلى عمالة مقاطعة مولاي رشيد وإلى الجهات الأمنية.
تدخل السلطات السجل في حق عدد من المقاهي، لكن سرعان ما تعود الأوضاع إلى حالها.
أصحاب المقاهي يتوزعون بين مسؤولين أمنيين ومسؤولين جماعيين، ومستثمرين فضلوا الربح السريع.
بعض المقاهي ابتكرت وسائل تنشيط لجذب الزبناء، ومنها سهرات لا تقتصر على الديدجي الذي يستعمل نهارا بل تستقدم فرقا موسيقية في نهاية الأسبوع لتسخين الأجواء، وجلب الزبناء.
بعد مذكرة وزارة الداخلية لتفعيل شرطة المدارس
تراجع ملموس في الجرائم المرتبطة بمحيط المؤسسات التعليمية
التقارير والأرقام التي توصلت بها المصالح المركزية لوزارة الداخلية والإدارة العامة للأمن الوطني مؤخرا حول توفير تغطية أمنية على مدار ساعات الدرس بمحيط المؤسسات التعليمية، سجلت أنه في شهور شتنبر، أكتوبر ونونبر الماضية تم تسجيل انخفاض كبير وملموس في ترويج المخدرات والتحرش والتحريض على الدعارة والسرقة بالنشل تحت التهديد بالسلاح، مقارنة مع نفس الشهور من الموسم الدراسي الماضي.
هذه النتيجة تؤكد أن تفعيل المذكرة الموجهة من وزير الداخلية إلى السلطات المحلية بالمدن والأقاليم وإلى مختلف المصالح الأمنية بتفعيل شرطة المدارس التي تزامنت مع بداية الدخول المدرسي لسنة 2010.
وكانت مذكرة وزير الداخلية بتوفير الحماية الأمنية في المؤسسات التعليمية قد جاءت نتيجة للاجتماع الذي عقد بالرباط وجمع مولاي "الطيب الشرقاوي" وزير الداخلية ووزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي "أحمد اخشيشن" لدراسة التهييئ للدخول المدرسي لهذه السنة وكلن من قضاياها توفير الأمن والسلامة بالمؤسسات التعليمية بعد تزايد حالات الاعتداء على التلاميذ.
رغم لجوء العديد من المؤسسات التعليمية وخاصة الراقية إلى التعاقد مع شركات خاصة للحماية والأمن، إلا أن ذلك لم كن كافيا لتوفير أمن للتلاميذ.
للإشارة، فإنه سجلت في الموسم الدراسي الماضي وحسب إحصاءات الإدارة العامة للأمن الوطني ارتفاعا في حالات الاعتداء بالعنف والسرقات، كما انتشرت في محيط المؤسسات التعليمية بعدما أصبحت هذه الأخيرة هدفا لشبكات ترويج المخدرات، أنواعا وأشكالا مختلفة من السموم التي تختلف مكوناتها وأثمانها باختلاف رواد هذه المدارس. وحسب بحث ميداني أجرته إحدى الجمعيات أن ربع التلاميذ يتناولون مواد مخدرة، وخاصة المعجون الذي أصبح أكثر انتشارا في صفوف المتمدرسين لانخفاض أثمنته التي تختلف حسب النوع وحسب وجودها في السوق، يبدأ ب5 دراهم بالنسبة للمعجون المعروف ب"الشكيليطة" وقد يصل إلى أكثر من ذلك بالنسبة للنوع المسمى "بن لادن"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.