قدرت مصالح جد مطلعة أن العدد الحقيقي للمقاهي التي تقوم بترويح استهلاك الشيشا تتجاوز 3425 مقهى موزعة على مختلف الأحياء والدروب أغلبها يعمل في ظل ظروف جد مزرية من انعدام التهوية إلى تحول الفضاء إلى مكان لتجمع القاصرين نسبة مهمة منهم من الفتيات . هذه الوضعية الخطيرة زادت من تأزمها تورط بعض من العناصر الأمنية في توفير الحماية لهذه المقاهي بشكل أو بآخر بحجة الفراغ القانوني المتعلق باستهلاك الشيشا. السلطات العمومية كانت قد شنت حربا قبل سنوات على هذه المقاهي عندما أصدرت قرارا عام 2004 بالتصدي لهذه الظاهرة، إلا أن تطبيق القرار لم يكن جديا وخضع لتدخلات جهات نافدة لغض النظر عن هذه المقهى أو تلك رغم عملية سحب رخص الاستغلال من بعض المقاهي وحجز أعداد من الشيشا من بعض المتلبسين بتدخينها. وبسبب الخطورة التي أصبحت تكتسيها الظاهرة لوجود بعض هذه المقاهي بجوار المؤسسات التعليمية. الاحصائيات المتوفرة تفيد بأن عمالة مقاطعات مولاي رشيد وعمالة مقاطعات سيدي عثمان تتربع على لائحة المناطق التي تنتشر فيها هذه المقاهي تليها آنفا والحي الحسني فالفدا درب السلطان والحي المحمدي عين السبع ثم البرنوصي . ظاهرة تحويل فضاءات مجموعة من المقاهي إلى محلات تذخين الشيشا ووجهت بموجة احتجاجات من طرف السكان المجاورين لهذه المقاهي، بعض هذه الشكايات تشير إلى تنامي ظاهرة الدعارة وارتياد القاصرات خاصة التلميذات حيث يلاحظ ارتفاع عدد مقاهي الشيشة المتمركزة أمام المؤسسات التعليمية. التقارير الأمنية والتي ترصد ارتياد القاصرات لهذه الفضاءات تتحدث عن نقط بعينها بمناطق من مدينة الدارالبيضاء الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول الظاهرة وتداعياتها. يذكر أن حملة «محتشمة» كانت قد انطلقت بولاية الدارالبيضاء انطلاقا من تراب مقاطعات الحي الحسني لمحاربة مقاهي الشيشة توقف عند حدود المقاطعة بالنظر إلى الحماية التي تتمتع مجموعة كبيرة من المقاهي بمدينة الدارالبيضاء والتي تذر على أصحابها أموالا طائلة لكل مظلة منها نصيبها! الأمر الذي يدفع للقول بأن الحرب على الشيشا لن تقع في المستقبل القريب بالنظر إلى مجموعة من الاعتبارات لعل أهمها الفراغ القانوني لتجريم ومنع استهلاك الشيشا على اعتبار أن القانون المغربي لايتضمن نصوصا تمنع وتحرم استهلاك وترويج الشيشا صراحة وبشكل واضح من دون تناور أو التفاف يمنح هامشا لأرباب هذه المقاهي للمناورة خاصة وأن الاجراءات التي تتخد ضد بعض المقاهي تهم مايرافق عملية الاستهلاك من سلوكات لاأخلاقية وارتياد القاصرات أما التدخين في حد ذاته فإنه ليس مُجَرٌَما والدليل يقول البعض أن أسرا بكاملها تتناول الشيشا في جو عائلي في بعض هذه الفضاءات.