تحول منتج سيدي حرازم السياحي في رمضان إلى أكبر منتجع لتقديم «الشيشا» إلى زواره ليلا، وفضلت أغلب المقاهي به إجراء تعديلات على خدماتها. فبعدما كانت معروفة بتقديم «الطاجين» وصحون الشاي للضيوف، لجأت إلى تقديم «الشيشا» للرواد بمبالغ تترواح ما بين 50 و60 درهما. وأرجعت المصادر هذه التعديلات في الخدمات إلى ما سمته الركود الذي تعرفه المنطقة في رمضان والذي تزامن هذه السنة مع فصل الصيف. حيث يسجل هذا المنتجع رقمه القياسي في استقبال الزوار في هذه الفترة من كل سنة. ووسعت بعض المقاهي بالمنتجع من «دائرة نفوذها» ولجأت إلى كراء أفرشة لزبنائها من عشاق استهلاك «الشيشا» في الساحة الرحبة للمنتجع، وهي ساحة تغيب عنها أضواء الإنارة العمومية بالليل. ويستطيب أغلب عشاق «الشيشا» جلساتهم الليلية في الساحة التي لا تبعد عن مقر رجال الدرك سوى ببضعة أمتار. ويتوافد على هذا المنتجع مواطنون من مختلف مناطق المغرب. كما أنه يعد من أهم المنتجعات التي تستقبل مغاربة الخارج خلال مقامهم ببلدهم لقضاء العطلة. وفضلت المقاهي «المصنفة» بالمنتجع الاستعانة بالأجواق الموسيقية لجلب الرواد، وذلك إلى جانب «بذل» المجهود لتقديم أنواع «رفيعة» من «الشيشا» لزبناء ضمنهم قاصرون وقاصرات يمضون لياليهم في الرقص على إيقاع الموسيقى الصاخبة في انتظار وصول وقت السحور وركوب الدراجات، مثنى مثنى، والعودة إلى رحاب فاس والنواحي. ولم تحد حانات فاس عن هذه التعديلات في لائحة خدماتها خلال شهر رمضان. فبعد أن توقفت أياما قليلة فقط قبل حلول شهر الصيام عن تقديم خدماتها الكحولية بمختلف أنواعها، لجأت إلى تقديم «الشيشا» إلى روادها على أنغام نفس الأجواق الموسيقية التي كانت «ترابط» بها خلال الأيام العادية من السنة. وفضلت بعض المقاهي، التي فتحت أبوابها حديثا ببعض الأحياء الراقية بفاس، أن تركز في خدماتها على «الشيشا» وأحدثت لهذه الغاية «سراديب» خاصة ب»الشبان» وفضاءات أخرى خاصة ب»الكهول»، ووضعت في أبوابها الرئيسية حراس أمن خاصين ببنيات جسمانية مفتولة. وتشن السلطات في بعض الأحيان حملة على عدد من مقاهي الشيشة بفاس، إلا أن هذه الحملات، في نظر المتتبعين، لا تعدو أن تكون موسمية. وأثناء هذه الحملات تعمد السلطات إلى مصادرة «آليات» تدخين الشيشا، دون تسجيل أي حالات اعتقال في وسط أصحاب المحلات المتخصصة في تقديمها. وفي بعض الحالات يتمكن أصحاب هذه المحلات من استرجاع «السلعة» المصادرة بأثمنة منخفضة في ظروف غامضة. وبالرغم من أن مذكرة لوزارة الداخلية تمنع «ترويجها» في المقاهي إلا أن عددا من المستثمرين في القطاع يفضلون توفيرها كخدمة ضمن خدمات محلاتهم، ويتراوح ثمن جلسة «شيشا» مع كوب قهوة بها ما بين 50 و60 درهما. وكانت فاس قد شهدت السنة الماضية شدا وجذبا بين عدد من أصحاب هذه المحلات ورجال السلطة، في غياب مشاركة السلطات الأمنية، انتهت بتراجع هؤلاء القياد وأعوانهم عن حملاتهم بعد تلقيهم تهديدات من قبل «لوبي» مقاهي «الشيشا» بالنزول في تظاهرات احتجاجية إلى الشارع. ولم يمض إلا وقت وجيز عن هذا «التجاذب» حتى تم الإعلان عن جمعية لأرباب المقاهي أسندت فيها «المناصب» الرئيسية لبعض أصحاب مقاهي «الشيشا» من «الطراز الرفيع».