تحية للفرقة الخاصة المكلفة بالمؤسسات المدرسية بمدينة تازة، تحية تقدير وإكبار لهذه الخلية المختلطة بهذه المدينة والتي تسهر على أمن مؤسساتنا التعليمية بهذه المدينة الساحرة بفضاءاتها الطبيعية. لقد تمكنت هذه الفرقة من الكشف عن شبكة تسويق واستهلاك المخدرات بمحيط مجموعة من المؤسسات التعليمية ، حيث اعتقلت ثلاثين شخصا في ظرف قياسي وحجزت كميات من المخدرات والأقراص المهلوسة كان هؤلاء المروجون يحاولون تصريفها قرب الثانويات والإعداديات وأوقفت الخلية ذاتها عشرين شخصا آخر من أجل تهم أخرى، وأجرت تحقيقات مع 175آخرين كانوا يتجولون بالقرب من المؤسسات المدرسية وكانت تصرفاتهم تثير الشكوك. يبدو جليا أن سياسة الفرق الأمنية الخاصة بمحيط المؤسسات التعليمية ستحقق نتائج في مجال استتباب الأمن بفضاءاتنا التعليمية وحماية أطفالنا من هؤلاء الذين يرون في فلذات أكبادنا إما زبائن محتملين للسموم التي يروجونها، أو أجسادا «يُعبث» بها بعد إغوائها أو إرغامها..! محيط المؤسسات التعليمية يعتبر بحق فضاء مفتوحا على كل الاحتمالات، فمن هنا يبدأ الانحراف، ومنه يبدأ الإدمان. الوضعية الأمنية، بمحيط وداخل المؤسسات التعليمية، أصبحت هاجسا جديدا بالنسبة لمصالح الأمن بمختلف المدن المغربية، بالنظر إلى حالات الاعتداءات المتكررة التي أصبحت تعرفها مجموعة من المؤسسات التعليمية العمومية والتي ترتفع معدلاتها في المؤسسات المتواجدة بالأحياء الشعبية، وتلك التي تعرف حالات اكتظاظ بين التلاميذ، نظرا للكثافة السكانية المرتفعة بهذه التجمعات السكنية. فبالإضافة إلى تفريخ محلات الألعاب والمقاهي بجوار المؤسسات التعليمية وماتنتج عنه من ظواهر سلبية نتيجة ولوج التلاميذ هذه الأماكن خلال الساعات البينية، نجد انتشار ظاهرة الباعة المتجولين الذين يشكلون محور تلاقي التلاميذ، بل إن البعض منهم لايتواني عن بيع الممنوعات (حشيش، قرقوبي) للتلاميذ، الأمر الذي يغذي العنف داخل المؤسسة. هكذا إذن، تساعد الساعات البينية في الرفع من وتيرة العنف، فأمام انعدام فضاءات داخل المؤسسات لاستقبال التلاميذ خلال الساعات الفارغة بين الحصص، وأمام انتشار المقاهي وقاعات الألعاب بجوار المؤسسة أو بالقرب منها، وأمام انتشار ظاهرة التعاطي للمخدرات وتناول الشيشا بهذه المقاهي وانعدام التواجد الأمني بمجموعة كبيرة من هذه المؤسسات، يبقى العنف سيد الموقف ليس فقط بين تلاميذ نفس المؤسسة، بل أيضا بين غرباء عن المؤسسات التعليمية الذين يرابضون أمامها لمعاكسة التلميذات، الأمر الذي يكون السبب الرئيسي في نشوب نزاعات تتطور إلى مواجهات عنيفة و ضرب و جرح و أحيانا القتل! توفير الأمن في محيط المؤسسات التعليمية للحد من الانحرافات المسجلة من الواجب أن ترافقه إجراءات عملية للمصالح الأمنية والعمالات والمقاطعات والجماعات تمنع إقامة المقاهي وقاعات الألعاب في محيط المؤسسات التعليمية، ولكن أيضا إقامة مرافق ترفيهية وقاعات مطالعة وتجهيزات رياضية داخل هذه المؤسسات لكي لاتبقى الساعات البينية مناسبة لطرد التلاميذ إلى الشارع وتعريضهم للعنف والعنف المضاد.