تعاني الفتاة و المرأة القروية معاناة كثيرة و مشاكل لا حصر لها , تتجرع خلالها مرارة الفقر المدقع , وتكابد قساوة ظروف الحياة ,و عار الجهل و الأمية –و إن استفاد بعضهن من برامج محو الأمية في مسجد أوزود و برنامج إحدى الجمعيات -, ناهيك عن حرمانها من أبسط الحقوق التي من واجبها , ومن حقها التمتع بها . ومن الظواهر التي تثير الانتباه في منطقة أوزود السياحية , ظاهرة تشغيل الفتيات و النساء في المقاهي و الفنادق , يعملن في التنظيف و غسل الأواني , و الطبخ و تحضير الفطائر ....و هذا طبيعي لا غبار عليه ,لا تكمن المسألة في عملهن , و إنما في أجورهن الزهيدة البخسة ,التي لا تسمن و لا تغني من جوع , و لاتكفيهن لإعالة أسرهن المحتاجة , ولا حتى لشراء ملابسهن و حاجياتهن الخاصة ...مقابل أعمال شاقة , أشغال قاسية تكعب الظهر , تيبس الأيدي, و تهش الركب , و تبدد الآمال ... وتتراوح أجور هذه النساء بين 20درهما و 40 درهما لليوم الواحد, و شهريا بين 800 درهما و 1200 درهما, دون الاستفادة من الضمان الاجتماعي [بدل انخراط العمال و العاملات تستفيد أفراد عائلتهم ]و التغطية الصحية..و حسب تصريح إحدى النساء العاملات, أثناء القيام بعملها سقطت, فتعرضت لحادثة و لا من رحمة و لا من درهم واحد من رب عملها...بالمقارنة مع النساء و الفتيات اللاتي يعملن لدى الأجانب - أرباب بعض الفنادق و القصبات- , اللائي يتقاضين ما بين 50درهما 70 درهما لليوم ,و كأجرة شهرية ما بين 1500 درهما و 2250 درهما مع الاستفادة من الضمان الاجتماعي ...و شتان بين الفريقين... و يعود استغلالهن هذا إلى الجهل و الأمية و الفقر و الحاجة الماسة للعمل و الظروف القاسية لهن ....و لتشغيلهن يجب على أرباب العمل توعيتهن, وتوفير مكونين ذي خبرات في مجال تخصص الفندقة , و التنظيف لتكوينهن , وتنمية قدراتهن و تطوير مهاراتهن في مجال العمل , و التحلي بالأدب و الأخلاق الحسنة و حسن المعاملة مع الزبناء ...و دفعهن أجورا مناسبة تناسب عملهن و مجهوداتهن التي يبذلنها ,و ذلك للرفع من مردودية العمل و قيام المشتغلين بعملهم أحسن قيام ...و بالنسبة للواتي يحضرن الفطائر في المقاهي أن يرتدين وزرة بيضاء و قبعة بيضاء مع استعمال قفازات بلاستيكية غذائية...مع توفير شروط النظافة و السلامة الصحية في كل مكان... كما يجب على ذوي الفنادق و المقاهي و القصبات فرض بذلة خاصة على العاملين لديهم , مثل ارتداء قميص أبيض و بذلة سوداء و ربطة عنق سوداء بالنسبة للرجال , و للنساء قميص أبيض و بذلة سوداء أو تنورة أو فستان قصير , و ذلك لتوحيد رداء العمل و تمييزه عن الآخرين , و لتقنين العمل , وفرض نظام خاص بعيدا عن العشوائية و الفوضى في فضاءات العمل , و لتحسين الإنتاج و كسب أرباح طائلة ... من هذا المنبر تطالب الفتيات و النساء اللائي يعملن بالرفع من أجورهن كحق من حقوقهن , و تحسين مستوى عيشهن ... فإلى متى ستدفع هذه الأجور الزهيدة لهؤلاء النساء في زمن ارتفاع الأسعار, وغلاء المعيشة ؟؟؟؟؟و ما مصيرهن مستقبلا و مصير أبنائهن ؟؟؟؟.