تم إعطاء انطلاقة المرحلة الثانية لمشروع تنمية زراعة الزعفران بإقليمأزيلال في موسمه الثاني (2019/2020) يوم أمس الثلاثاء 25 غشت الجاري انطلاقا من جماعة أيت بوولي، بحضور ممثلين عن عمالة إقليمأزيلال ومجلس جهة بني ملالخنيفرة والمجلس الإقليميلأزيلال إلى جانب ممثلي التعاونيتين الفلاحيتين أيت بوولي متعددة الأغراض وأمكار للأعشاب الطبية والعطرية بزاوية أحنصال. iframe title="انطلاقة الموسم الثاني من مشروع زراعة الزعفران أو "الذهب الأحمر" بإقليمأزيلال" width="620" height="349" src="https://www.youtube.com/embed/IfJywnFJ0rM?feature=oembed" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen ويأتي هذا المشروع في إطار تنويع وتثمين المنتوجات الفلاحية بالنفوذ الترابي لإقليمأزيلال، بهدف خلق فرص للشغل والنهوض بالمستوى المعيشي للفلاحين، وخاصة الصغار منهم، حيث تم التوقيع على اتفاقية شراكة لتنمية زراعة الزعفران، بتكلفة إجمالية قدرها 26.250.000 درهم، وتهدف إلى تهيئة 350 هكتارا من الأراضي الفلاحية وغرسها بنبتة الزعفران بالنفوذ الترابي لأربعة عشر جماعة ترابية متواجدة بأعالي الجبال كمرحلة أولى، على أن تشمل هذه الزراعة باقي الجماعات بالإقليم خلال المراحل القادمة. وساهم في تمويل هذه الزراعة بالإقليم كل من مجلس جهة بني ملالخنيفرة بمبلغ 15.000.000 درهم، والمجلس الإقليميلأزيلال ب 1.000.000 درهم، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية: 1.000.000 درهم، والمجالس الجماعية المعنية50.000 درهم لكل جماعة أي ما مجموعه 700.000 درهم، ثم المديرية الجهوية للفلاحة ب 8.550.000 درهم. وقد تم في هذا الصدد توزيع 200 طن من بصيلات الزعفران على 2460 فلاحا خلال الموسم الفلاحي المنصرم، بتأطير من المصالح الفلاحية والتعاونيات الفلاحية المعنية. كما تم تهيئ "دار الزعفران" بمركز أزيلال بهدف دعم التعاونيات الفلاحية في تسويق منتوج الزعفران وباقي المنتوجات الفلاحية في أحسن الظروف. ونظرا للنجاح الذي عرفته زراعة "الذهب الأحمر" بإقليمأزيلال خلال الموسم الماضي، وتنفيذا لمقتضيات الاتفاقية الموقعة في هذا الإطار، سيتم خلال هذا الموسم الفلاحي 2019/2020 توزيع 400 طن من بصيلات الزعفران على ما يفوق 3000 فلاح على أن تتم مواكبتهم خلال فترتي الغرس والجني لضمان نجاح هذه الزراعة والحصول على مردودية مهمة من شأنها أن تساهم في الرفع من مداخيلهم المادية وتحسين مستواهم المعيشي. وفي تصريح لموقع أزيلال أون لاين أكدت فاطمة أمكار، رئيسة تعاونية أمكار بزاوية أحنصال ومديرة منتزه جيوبارك مكون أن مناسبة التواجد بأيت بوولي هي إعطاء الانطلاقة للمرحلة الثانية من مشروع زراعة الزعفران، مبرزة أنه من بين المشاريع المهمة بالمنطقة. iframe title="فاطمة أمكار رئيسة تعاونية أمكار بزاوية أحنصال:"الزعفران زراعة بديلة لتنمية المناطق القروية بأزيلال"" width="620" height="349" src="https://www.youtube.com/embed/8NhqIn79JaU?feature=oembed" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen وأضافت أمكار أن زراعة الزعفران بالمنطقة ليست وليدة اليوم، بل يرجع إلى تجربة مقدرة راكمتها التعاونيات الفلاحية بأيت بواولي وبزاوية أحنصال الرائدة في زراعة الزعفران الذي يعتبر زراعة بديلة لمجموعة من المغروسات الأخرى، مؤكدة على أهمية هذه الزراعة في خلق فرص الشغل والنهوض بالمستوى المعيشي لساكنة المنطقة التي تعاني من الهشاشة. ونوهت ذات المتحدثة بمجهودات عامل إقليمأزيلال في دعم ومواكبة مشروع زراعة الزعفران بإقليمأزيلال إلى جانب باقي الشركاء، مبرزة أن من بين الصعوبات التي واجهت هذا المشروع التنموي الرائد الذي انطلق بشكل رسمي السنة الماضية، هي مشكل تسويق المنتوج الذي قدر السنة الماضية بحوالي 80 كيلوغرام، إلا أن مبادرة عامل الإقليم إلى إنشاء "دار الزعفران" بمدينة أزيلال سيساهم في حل تسويق الزعفران إلى جانب باقي المنتجات المجالية بالإقليم. ومن جهته نوه عبد اللطيف مرادو، رئيس التعاونية الفلاحية أيت بواولي متعددة الأغراض، بنجاح مشروع زراعة الزعفران بالمنطقة، ووجه شكرا خاصا لعامل الإقليم، موضحا أن الفضل في ذلك يعود إليه لكونه تبنى هذا المشروع ووقف شخصيا على نجاحه بالإقليم، وأعطى نفسا قويا لهذا النوع من الزراعة البديلة بأزيلال؛ مضيفا أن المستفيد الأول من هذه الزراعة الجديدة هي الساكنة، لتحسين الدخل الفردي للأسر في أعالي الجبال التي تعاني من الفقر و الهشاشة. وأشار مورادو إلى أن تعاونية أيت بواولي الفلاحية تأسست في 17 يونيو 2011، وأنها وضعت برنامج عمل كبير، وتعتبر زراعة الزعفران ضمن أولوياتها إلى جانب الجوز في الرتبة الثانية، مؤكدا أن زراعة الزعفران تم الاشتغال عليها منذ سنة2011 كمرحلة تجريبية، حيث تمت زراعة ما بين 7 و 8 هكتار، وفي سنة 2018 تمت زراعة 11 هكتارا، في سنة 2019 تم غرس 30 هكتارا، ليصل المجموع الإجمالي للمساحة المغروسة بالزعفران بايت بواولي السنة الماضية 48 هكتارا وهي المساحة التي ستتضاعف هذه السنة. وبخصوص اليد العاملة التي ستشغلها هذه الزراعة البديلة، أكد ذات المتحدث أن الهكتار الواحد يوفر ويشغل ما بين 360 إلى 400 يد عاملة سنويا، وأن جميع أفراد الأسرة يمكنهم الاشتغال في هذه الزراعة من مختلف الأعمار والجنسين. وكشف مورادو أن هذه الزراعة البديلة مكنت الفلاحين المحليين من تحسين دخلهم السنوي حيث كان يتراوح ما بين 10.000 درهم و 30.000 درهم قبل التعاطي لزراعة الزعفران، وبفضل "الذهب الأحمر" ارتفع دخل المزارعين إلى 70 ألف درهم وهي نتائج مشجعة حيث يحدوهم الأمل للوصول إلى ما بين 100 ألف إلى 150 ألف درهم كدخل سنوي للفلاح مع حلول 2025. واعتبر رئيس تعاونية أيت بوولي الفلاحية متعددة الأغراض أن قاطرة التنمية بالمناطق الجبلية والنائية هي الزراعات البديلة ( القطاع الفلاحي) والقطاع السياحي، متمنيا أن تتغير الوجهة التنموية بإقليمأزيلال مع حلول 2025 لتصبح فلاحية وسياحية بامتياز. وفي ذات السياق، نوه نور الدين الهلالي، الكاتب العام لتعاونية أيت بواولي الفلاحية، بمساهمات جميع الشركاء، وبالدور الريادي الذي تقوم به تعاونية أيت بوولي اللاحية وتعاونية أمكار بزاوية أحنصال في تحسيس ومواكبة الفلاحين، ونتيجة هذه الجهود ارتفع عدد المستفيدين إلى أكثر من 3000 فلاح فيما وصلت كمية بوصيلات الزعفران التي ستوزع هذه السنة 400 طن. وأوضح الهيلالي أن هذه النبتة "نبتة مباركة" نظرا لنفعها على الأسر، وأنها خلقت ديناميكية كبيرة في تراب الجماعة وفرص الشغل بالمنطقة، حيث يساهم كل أفراد الأسرة في هذه الزراعة. وشكر الكاتب العام لتعاونية أيت بواولي الفلاحية كل الشركاء لمساهمتهم في إنجاح هذا المشروع، وعلى رأسهم عامل الإقليم الذي أخذ هذه المبادرة بشكل قوي ومهم، وأعطى نفسا إيجابيا وقويا لهذا المشروع الذي آمن به وبأهميته وجدواه على مجموعة من مناطق الإقليم. واستطرد الهيلالي قائلا إن هذا المشروع بدا بوثيرة صغيرة، لكن رويدا رويدا بدأ يقف على سوقه، ويعجب الزراع نباته، وبدأ في التوسع، مضيفا أن المفرح أكثر هو أن ساكنة المنطقة أصبحت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأهمية زراعة الزعفران، واعتبارها بديلا لمختلف الأنشطة الفلاحية التي يمارسها سكان المنطقة. هذا ومن المنتظر أن تشمل زراعة الزعفران، التي تعتبر ثورة في المجال الفلاحي بإقليمأزيلال باقي الجماعات الأخرى، لأنها تعتبر زراعة بديلة يمكن أن تغير من أحوال ساكنة الجبل الاقتصادية والاجتماعية، دون أن ننسى ضرورة التفكير في تنظيم مهرجان للزعفران بأزيلال ليكون اسم هذه المناطق مرتبطا بهذه الزراعة. SONY DSC