أضحت التبوريدة حاضرة بقوة في كل مناطق المغرب وفي كل القبائل والمدن، ولا تخلو مناسبة احتفالية هنا أو هناك من عروض لها تستقطب عادة أعداد كبيرة من الجمهور، وحول ما تحمله التبوريدة من قيمة ورمزية كتراث شعبي مغربي أصيل، على اعتبار ما يقدمه هذا الفن أو هذه الرياضة من صفحات تستحضر جزءا من تاريخ المغرب في الجهاد والكفاح والمقاومة. لذلك جرت العادة عند المغاربة في كل مناسبة الاحتفال بفن الفنتازيا. ويقال إن هذا الفن ظهر في المغرب منذ القدم. والمغاربة الذين يملكون خيولا مدربة على "التبوريدة" هم من خيرة قوم القبيلة، فأصحابها محترمون وأصحاب نخوة ولهم قيمة في قبيلتهم. لكن للأسف، لم تحظ التبوريدة باجتهادات أو محاولات لتطويرها ، وتنظيم الإطار الذي تمارس داخله ، أو إبداء أدنى محاولة تأطيرية للفرسان من قبل الجمعيات المنتمين إليها ، حتى يتمكن الفارس من الاستفادة من عدة دروس قد تجنبه عدة أخطاء شائعة في فن التبوريدة ، لكن التبوريدة تواصل تنظيم عروضها مرتبطا بالمزاجية التي جعلها تتيه في عوالم الفوضى والعشوائية، كما جعل المنتسبين إليها من ممارسين ومسيرين لجمعياتها، يعيشون في تيهان وارتجالية وفوضى ، مما يسبب عدة اصابات قاتلة وأخراها خطيرة . فإن التبوريدة يجب أن تتطور، وبهذا على الجمعيات وضع استراتيجية في ظل الإمكانيات المتاحة إليها لتسطير برنامج سنوي مواكب لبرنامج المواسم بشراكة مع خبراء ومختصين وباحثين لتحسين وتطوير المردودية المرتبطة بفن التبوريدة بصفة خاصة ، وذلك بعقد دورات تكوينية وحملات تحسيسية ومباريات على مدار السنة في عدة ميادين ، كتطوير مجال ترويض الخيول الذي يعرف ضعفا كبيرا ، تجنبا لفقدان الفارس السيطرة على الفرس ، ولعل الفرس الطائش بموسم ألف فرس وفرس بالفقيه بن صالح لخير دليل، بحيث تسبب في إصابات بليغة في صفوف الجمهور، كما ان لتحسين مستوى صناعة السروج والبنادق دور كبير في فن التبوريدة ، حتى يأتي اليوم الموعود بما لا تحمد عقباه ويتعرض الفارس لقدر الله لإصابة قد تكون خفيفة وقد تكون بليغة وقد تكون مميتة، نطلب الله السلامة للجميع. بحيث تتسبب البنادق التي لا تتوفر فيها كل شروط السلامة والجودة في الصنع ، والتي أنتهت صلاحيتها ، في اصابات بليغة معظمها قاتلة ، آخرها الفارس الذي أصيب عشية يومه الخميس 12 ابريل 2018 بموسم مسغونة للتبوريدة ؛ لأن مادة الحديد أو الفولاد تتعرض للصدأ ومادة البارود تحتوي على مواد مؤكسدة تؤدي إلى تآكل مادة الحديد أو الفولاذ كذلك ، مما يؤدي إلى تقلص مدة حياة هاته المادة وبالتالي انفجار البندقية أثناء الطلقة….