الشبيبة التجمعية تستهجن مسرحية "كرطونة الحماية الاجتماعية" للبيجيدي    التساقطات المطرية الأخيرة ترفع نسبة حقينة سدود المملكة إلى أزيد من 27%    الدوحة .. الاتحاد العربي للثقافة الرياضية يمنح الجائزة التقديرية لعام 2024 لفوزي لقجع    ابن تطوان "الدكتور رشيد البقالي" ينال إعجاب علماء كبار ويظفر بجائزة عالمية في مجال الفكر والأدب    صادرات قطاع الطيران ناهزت 26,45 مليار درهم سنة 2024    بني ملال ينتزع التعادل مع بركان    مشتبه به مغربي الأصل يقتل طفلة إريترية في هولندا يوم عيد ميلادها    إدانة برلماني بالسجن 3 سنوات في قضية فساد مالي.. إلى جانب 9 متهمين آخرين    الشرع: الرياض تريد دعم دمشق    توقيف 6 أشخاص بالبيضاء يشتبه تورطهم في قضية تتعلق بتبادل الضرب والجرح    خبير صحي يحذر: إجراءات مواجهة "بوحمرون" في المغرب "ضرورية ولكنها غير كافية"    المغرب يتسلم رئاسة التحالف الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز التنمية المستدامة    إضراب عام في القطاعين العام والخاص احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والغلاء    دراسة: الجمع بين الرياضة والوزن الصحي يمكن من الحد من خطر الإصابة بالسرطان    الاتحاد الأوروبي يحذر من رسوم ترامب.. ستؤدي إلى التضخم وتضر بالاقتصاد العالمي    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    بعد انضمامه للأهلي.. بنشرقي: اخترت نادي القرن لحصد الألقاب    فتح تحقيق جنائي بحقّ زوجة نتانياهو    تعليق الدراسة ببعض مناطق اقليم الحسيمة تقلبات الاحوال الجوية    الشبكة المغربية لهيآت المتقاعدين تحتج ضد تجاهل الزيادة في المعاشات    طنجة: انعقاد الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية    "الجبهة المغربية" ترفض "تهريب" نصوص قوانين إلى البرلمان    أسعار المحروقات تشهد زيادة "طفيفة" للمرّة الثانية توالياً خلال شهر بالمغرب    نشرة إنذارية (تحديث): تساقطات ثلجية وأمطار قوية مرتقبة من الأحد إلى الثلاثاء بعدد من أقاليم المملكة    درك شفشاون يطيح ب"ملثم" سطا على وكالة لتحويل الأموال    بعد أيام من الغموض .. الشرطة البريطانية تفك لغز اختفاء تلميذتين مغربيتين    المغاربة أكثر الجاليات اقتناء للمنازل في إسبانيا    تحولات "فن الحرب"    استثمارات كبرى لتعزيز التنمية في الناظور.. البنك الدولي يدعم مشاريع البنية التحتية بقيمة 250 مليون دولار    اقتراب كأس إفريقيا يُسرّع وتيرة الأشغال بملعب طنجة الكبير    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    الزوبير بوحوت يكتب: السياحة في المغرب بين الأرقام القياسية والتحديات الإستراتيجية    وهبي: العدالة الانتقالية تجربة وطنية رائدة أفضت إلى تعزيز المصالحة بين المجتمع المغربي وتاريخه    القيمة السوقية لدوري روشن السعودي تتخطى المليار يورو    تطوان تحتفي بالقيم والإبداع في الدورة 6 لملتقى الأجيال للكبسولة التوعوية    القنيطرة... اختتام دوري أكاديميات كرة القدم    الإرث الفكري ل"فرانتز فانون" حاضر في مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش    حكومة أخنوش تتعهد بضمان وفرة المواد الاستهلاكية خلال رمضان ومحاربة المضاربات    هكذا يخطط المغرب لتعزيز أمن منطقة الساحل والصحراء    الإعلام في خدمة الأجندات السياسية والعسكرية    الرجاء البيضاوي يتجه إلى إلغاء الجمع العام مع إناطة مهمة الرئاسة إلى بيرواين حتى نهاية الموسم    تجميد المساعدات الأميركية يهدد بتبعات خطيرة على الدول الفقيرة    دراسة: هكذا تحمي نفسك من الخَرَفْ!    المنتخب الوطني لأقل من 14 سنة يجري تجمعا إعداديا بسلا    الجمعية المغربية لدعم إعمار فلسطين تجهز مستشفى الرنتيسي ومستشفى العيون باسطوانات الأكسجين    استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل الاثنين بعد رابع عملية تبادل للرهائن والمسجونين    الصين: شنغهاي تستقبل أكثر من 9 ملايين زائر في الأيام الأربعة الأولى من عطلة عيد الربيع    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هناك قواعد يجب سنها من أجل تأهيل التبوريدة لتصبح رياضة قائمة بالذات

لا يختلف إثنان حول ما تحمله التبوريدة من قيمة ورمزية كتراث شعبي مغربي أصيل، على اعتبار ما يقدمه هذا الفن أو هذه الرياضة من صفحات تستحضر جزءا من تاريخ المغرب في الجهاد والكفاح والمقاومة. لذلك جرت العادة عند المغاربة في كل مناسبة وعيد وطني الاحتفال بفن« الفنتازيا«. ويقال إن هذا الفن ظهر في المغرب منذ القدم. والمغاربة الذين يملكون خيولاً مدربة على «التبوريدة» هم من خيرة قوم القبيلة، فأصحابها محترمون وأصحاب نخوة ولهم قيمة في قبيلتهم.
وتشهد الدورة السادسة ل «معرض الفرس» أيضاً تنظيم المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة، بمشاركة نحو مئة من الخيول العربية العالية الجودة.
التبوريدة أضحت حاضرة بقوة في كل مناطق المغرب وفي كل القبائل والمدن، ولا تخلو مناسبة احتفالية هنا أو هناك من عروض لها تستقطب عادة أعداد كبيرة من الجمهور . لكن للأسف، لم تحظ التبوريدة باجتهادات أو محاولات لتطويرها وتنظيم الإطار الذي تمارس داخله، وتواصل تنظيم عروضها مرتبطا بالمزاجية التي جعلها تتيه في عوالم الفوضى والعشوائية، كما جعل المنتسبين إليها من ممارسين ومسيرين لجمعياتها، يعيشون في تيهان ما بين الانتماء إلى جامعة رياضية بقوانين محددة تؤطرها، وما بين الانتماء للشركة الملكية لتشجيع الفرس.
في هذا الحوار، يطرح علال هروي، الشاب الذي يجمع بين الممارسة كفارس، وما بين التسيير والتدبير كرئيس لجمعية فرسان زناتة المحمدية وككاتب عام للفدرالية البيضاوية للفروسية التقليدية، تصورا عمليا ممكن تفعيله لتطوير هذه الرياضة، وتنظيم تقنياتها.. هو تصور احترافي نضعه ونطرحه للمتابعة:
} تحيل رياضة التبوريدة، بقاموس مصطلحاتها إلى الجانب الثقافي، بما تفسرون ذلك؟
مما لا شك فيه فالتبوريدة أو الفروسية التقليدية أو الفنتازية، فن من الفنون الثقافية وموروث مغربي أصيل، وبما أننا دأبنا على تنظيم بطولة وطنية منذ أعوام وإقصائيات مؤهلة لها، وبما أننا ألفنا تنظيم عروض التبوريدة بالمعرض الدولي للفرس بمدينة الجديدة، والذي نسعى من خلاله للتعريف بها وبقوانين ممارستها لكل المتتبعين عبر العالم بفضل الشهرة التي أصبح يكتسبها هذا المعرض على الصعيدين الوطني والدولي.
إذن ألا يخطر ببالكم أنها رياضة تستحق أن تكون كذلك. وما الفرق بينها وبين باقي رياضات الفروسية الأخرى طالما هناك فرس وفارس وقانون للتباري وتحكيم لاختيار البطل.
ومن هذا المنطلق أوجه الدعوة لكل المهتمين والممارسين وكل الجهات المسؤولة والمعنية بهذا المجال لتضافر الجهود من أجل إنجاح هذا المشروع الذي سيكون مغربيا خالصا وسيكون فخرا لكل مغربي بمساهمته في إخراج نوع رياضي للوجود بكامل قوانينه بعدما كان حبيس الأعراف والتقاليد وبطبيعة الحال نزداد اعتزازا لما نرى التبوريدة ضمن لائحة رياضات الفروسية بالألعاب الأولمبية في يوم من الأيام إن شاء الله .
} ما الهدف من إضافة كلمة التبوريدة لاسم الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية؟
معظم الجامعات والاتحادات عبر العالم تحمل نفس الاسم وتضم كل الرياضات المتعلقة بالفروسية تحت لوائها، لكن نحن لدينا إضافة نتميز بها عن باقي بلدان المعمور، ألا وهي رياضة التبوريدة، ونريد بهذه الإضافة إثارة انتباه وفضول المتتبعين لرياضات الفروسية، وتوسيع قاعدة الجماهير والمهتمين والباحثين على الصعيد القاري ودفعهم إلى اكتشاف هذه الرياضة التي لا محالة ستنال إعجاب الجميع.
} كيف تولدت لديكم فكرة تأهيل التبوريدة؟
هناك أنواع رياضية تبدو أقل شأنا من التبوريدة لكن بفضل وضع أسس وقوانين تنظمها أصبحت رياضات أولمبية قائمة بذاتها. ونحن اليوم نتوفر على كل الإمكانيات والآليات لتحقيق هذا الحلم، قطعنا أشواطا ووصلنا مراحل متقدمة بفضل الأميرة للاأمينة رحمها الله ونتمنى أن نستمر في هذا الاجتهاد مع الشريف مولاي عبد الله العلوي إن شاء الله.
} ما هي الإمكانيات والآليات المتوفرة لديكم لتحقيق هذا الهدف؟
الحمد لله نتوفر على كل ما يضمن هذا النجاح إن شاء الله، فهناك إصرار وحماس وترقب من طرف كل مكونات أسرة التبوريدة ولدينا جامعة ملكية لرياضات الفروسية محتضنة وراعية لهذا المشروع كان لنا شرف ترأسها من طرف الأميرة للاأمينة رحمها الله والتي كان لها الفضل الكبير في إبراز معالم التبوريدة كفن ثقافي وموروث أصيل وراقي بإمكاننا المنافسة والتباري فيه لنيل لقب من الألقاب، وما ترأسها اليوم من طرف الشريف مولاي عبد الله العلوي إلا دلالة على مدى الرغبة في الاستمرارية على نفس النهج، وعلى مدى نبل هذه الرياضة، وعلى مدى ارتباط الشعب المغربي بجميع شرائحه بالفرس والفروسية، ولنا اليقين على أنه سيأتي بالجديد وسيوفر كل الإمكانيات للنهوض بهذا القطاع وتأهيل رياضة التبوريدة بالخصوص.
} من خلال الإجابة عن السؤال السالف، ما قصدكم بلقب من الألقاب؟
نعم، كما يعلم الجميع أن هناك بطولة وطنية في رياضة التبوريدة تجرى أطوارها بملعب الفروسية بدار السلام بمدينة الرباط في شهر يونيو من كل سنة بعد إقصائيات مؤهلة لها تجرى بجميع ربوع المملكة تخضع لقوانين صارمة وقواعد مضبوطة لاختيار الثلاثة الأوائل عن كل جهة من الجهات الستة عشر تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية والتبوريدة. وكما يعلم الجميع أيضا، ألفنا تنظيم المعرض الدولي للفرس بملعب الفروسية للامليكة بمدينة الجديدة في شهر أكتوبر من كل سنة، حيث أصبح يكتسب شهرة عالمية وخير دليل على ذلك تزايد عدد المشاركين والعارضين الدوليين سنة بعد أخرى في مختلف التخصصات المتعلقة بالفرس والفارس ورياضات الفروسية.
هذا المعرض الذي يتضمن عدة فقرات من مباريات وندوات وحملات تحسيسية وعروض...، والتي نجد من بينها عروضا في رياضة التبوريدة طيلة أيام هذا المعرض وتعرف أكبر نسبة من المتابعة باستقطابها لأكبر عدد من الجماهير. ومن هذا المنطلق نقترح على السيد رئيس الجامعة الملكية وأعضاء مكتبه المحترم التفكير في تنظيم كأس العرش للتبوريدة بمناسبة المعرض الدولي، واستبدال عبارة "عروض التبوريدة" بكأس العرش للتبوريدة، يتبارى من أجله الستة عشر فريقا المحتلة للمراتب المتقدمة في البطولة الوطنية حتى تمنحها روح المنافسة والإثارة والتشويق، وبالتالي سيصبح لدينا بطولة وطنية قوية وكأس العرش على غرار باقي الرياضات.
} ما رأيكم في الرأي الذي يقول أن التبوريدة تجرى في أجواء من العشوائية والفوضى؟
نعم، أنا متفق معكم، لسنا راضين ما دمنا نمارس في جو من العشوائية والميوعة بما تتضمنه الكلمة من معنى. هناك تطفل من الممارسين أنفسهم وهناك استهزاء من المنظمين وهناك تماطل من الجهات التي تتلذذ في منح التراخيص، وهناك عرقلة من طرف البعض واستغلال من طرف آخر لأغراض نحن في غنى عنها مادامت الأجواء التي تحيط بالملاعب تسيل اللعاب وتجلب لنا كل هذا الكم من الويلات في غياب التأطير والجو المسؤول الداعي إلى إبعاد الحسابات الضيقة والسياسة عن الرياضة.
} أمام هذا الزخم من الإكراهات ما هو تصوركم للخروج بهذه الرياضة إلى بر الآمان؟
أكيد أن هناك عدة إكراهات يجب أن تطوى صفحاتها ويجب علينا أن نركز على المستقبل الذي سيحمل مشروعا مهما وضخما يستدعي مساهمة كل الأطراف المعنية وكل الشركاء تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية والتبوريدة، لأننا اليوم نتكلم عن رياضة بعينها ليس كالأمس كنا نتكلم عن مواسم أو مهرجانات أو عروض للتبوريدة تقام نزولا عند الرغبة في حالة الفرح والبهجة والسرور وتمنع عند النكسة. ويبقى المخرج الوحيد هو الاختيار ما بين الرياضة والفن.
} من هي الجهات أو الأطراف المعنية؟
هناك في الدرجة الأولى الممارسون والمهتمون بالتبوريدة وهم من يشكل القاعدة، حيث يجب عليهم تأسيس أندية أو جمعيات رياضية خاضعة للقوانين الجاري بها العمل تمنحهم الحق في الانخراط بالجامعة الملكية المغربية للعبة والتي تشكل الحلقة الأهم في هذه المنظومة حيث يتوجب عليها سن قوانين منظمة وبحث سبل التأهيل بإشراك تلك الأندية أو الجمعيات الرياضية وبمساهمة عدد من المؤسسات والتي تفرض نفسها في هذا المجال. أذكر على سبيل المثال: الشركة الملكية لتشجيع الفرس، وزارة الشباب والرياضة، اللجنة الأولمبية، وزارة الفلاحة والصيد البحري، وزارة الثقافة، وزارة السياحة... للعب دور المستشهر والراعي من أجل إيجاد حل لتأمين الممارس وصيغة لمنحه الرخصة الجامعية وإخضاعه للمساطر المتداولة في قانون الرياضة لضمان حقوقه ومعاقبته عند الضرورة.
} ما هي التدابير أو الخطوات الأولى لتحقيق هذا المبتغى؟
يجب أن يكون هناك إجماع على اختيار الممارسة تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية، المسؤول الوحيد على تدبير شؤون هذه الرياضة، ليس فقط فيما يخص البطولة الوطنية والإقصائيات المؤهلة لها وكأس العرش إن شاء الله، بل حتى في المهرجانات والمواسم التي تنظم سنويا في جميع ربوع المملكة والتي نقترح في المنظور الجديد أن تحمل اسم مباريات أو دوريات للتبوريدة لوضع القطيعة مع الماضي لأنه عندما نتكلم عن مهرجانات أو مواسم فإننا نتكلم عن لوحات فنية أو فقرات موسيقية أو فلكلورات أو أهازيج أو طقوس تنتظم قرب أضرحة لأولياء صالحين تسمى بأسمائهم أو تنظم بمناسبة أسابيع ثقافية أو أعياد وطنية أو دينية أو عندما تدعو الضرورة للتنشيط.
ومن هنا يتوجب على الجامعة تسطير برنامج سنوي للمباريات خاص بالأندية أو الجمعيات الرياضية المنخرطة تحت لوائها والمستوفية للشروط بعد عقد جموعها العامة وتهيىء لوائح منخرطيها وبطائق فرسانها وتأدية واجبات الانخراط والتأمين بالجامعة الملكية التي ستعمل على موافاة العمالات بلوائح الأندية المسموح لها بالممارسة والتباري فيما بينها وفق قانون الرياضة، و غير المنخرطة لا حق لها بطبيعة الحال حتى تسوي وضعيتها.
كما يتوجب على الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية والتبوريدة الضغط والسهر من أجل توفير ملاعب قارة وخاصة بالتبوريدة في جميع المدن مستعينة بالفصل 42 من الميثاق الجماعي، تسند مهمة تسييرها للأندية والجمعيات الرياضية المنخرطة.
} هل يمكنكم أن تقربونا من أجواء المهرجانات والمواسم وهل هناك تشابه في طريقة اللعب ؟
نعم، متعددة هي طرق اللعب بما يسمى بالميزان عند "الباردية"، وبإتقان الطريقة يعز الفارس وينال لقب "الباردي" أو يهان وينتظر حتى يتقنها. ومن بين الطرق أو المدارس إن صح التعبير نجد الطريقة الخياطية والطريقة الشرقاوية والطريقة الناصرية والطريقة الرحالية...، وكل يعتز بطريقته أو مدرسته بما تتضمنه من "خرطة وكرنة أو تسبيتة..."
ومن هنا أوجه نداءا لشيوخ ورواد هذه الطرق للتعريف بها وتدوينها وحفظها حتى لا تضيع معالمها مع مر الزمان وقدر الموت يأخذ منا واحدا تلو الآخر، ونحن مقبلون على مرحلة جديدة في تاريخ التبوريدة بتحويلها من فن ثقافي مغربي إلى رياضة دولية قد تكتسب صفة الأولمبية إن شاء الله مع تضافر الجهود وانسجام الجميع. وتبقى هذه هي أوجه الاختلاف في اللعب لكن أوجه التشابه والتي يجمع عليها الكل والتي تشكل أقوى اللحظات إثارة وتشويقا هناك "المشية أو التشويرة أو التدبيبة" عند تلقي الإشارة من "المقدم أو العلام" قائد "السربة أو العلفة" حيث تتجلى براعة مروضي الخيول في تلك الحركات الإنسيابية للفرس، ومن بعد ذلك هناك الانطلاق في السرعة حيث على الفارس ضبط الفرس للبقاء في خط مستقيم مع باقي الفرسان وحتى يتسنى "للمقدم أو العلام" مراقبة الجميع بالتفاته على اليمين تارة وعلى اليسار تارة أخرى وهنا تتجلى حنكته في ضبط إيقاع المجموعة حتى يبقى الجميع رهن إشاراته الصوتية وقت الأمر بالمشي ووقت الأمر بالجري ووقت رفع البندقية معلنا عن البدء في الحركات المنسجمة والمنسقة والتي تظهر طريقة المجموعة في اللعب، ووقت طلقة البارود التي يجب أن تكون موحدة بعد تلقي الإشارة "الندهة" والتوقف في خط مستقيم بضع ثوان عند الخط المعد للغرض.
} هل لديكم اقتراحات فيما يخص الجانب التقني للعبة مستقبلا؟
فيما يخص طريقة اللعب نقترح أولا: الإعلان عن طريقة اللعب لدى لجنة التحكيم حتى تسهل مأمورية الحكام.
ثانيا: توحيد طرق اللعب كلها فيما يخص "المشية أو التشويرة أو التدبيبة" حيث يجب أن لا تتعدى أربعين مترا من أصل مائة وخمسين مترا التي نقترح أن تكون المسافة ما بين خط الانطلاق وخط التوقف.
ثالثا: إيقاع سرعة الخيول لا يجب أن يكون بطيئا حتى درجة الملل.
رابعا: طلقة البارود الموحدة يجب أن تكون قبل التوقف كليا ولبضع أمتار من الخط وفي خمسة أمتار على أقصى تقدير.
أما فيما يخص التحكيم نقترح أولا: أن تنظم دورات تكوينية ومباريات للراغبين في حمل صفة حكم والتفوق في نيل الشواهد تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية والتبوريدة.
ثانيا: يجب أن يكون الحكم على معرفة بجميع طرق اللعب وأن يكون محايدا لضمان النزاهة في هذه المهمة.
ثالثا: نقترح إحدى عشرة حكما في محيط الملعب حيث حكم مراقب قبل خط الانطلاق للتأكد من ملء البنادق ولتفادي بعض حالات الغش عند غير الراغبين في إطلاق البارود وهذه حالات تكون عند فقدان الثقة في عنصر أو عناصر من المجموعة، حيث يجب الانتباه إلى ذلك. وحكمين مراقبين عند خط ارتفاع سرعة الخيول وحكمين في متوسط الملعب وعلى علو مترين من الأرض حتى يكونا في نفس المستوى مع الفارس وقت رفع البنادق التي يجب أن تكون على نفس الخط ونفس الارتفاع. وحكام الطاولة عددهم خمسة لمراقبة الحركات الموحدة التي تظهر وتبرز طريقة اللعب وطلقة البارود الموحدة. والحكم الحادي عشر مهمته مراقبة البنادق أمام حكام الطاولة قبل مغادرة "السربة" للملعب وعلى خط التوقف حيث يعلن ويشهر بالبندقية أو البنادق التي لم تطلق البارود.
رابعا: ضرورة الاستعانة بالتقنيات الحديثة من كاميرات مراقبة الخطوط وكاميرات الفيديو للتأكد عند الحاجة وعند تقارب المستويات وفي حالات الشك للفصل في النتائج.
وتبقى بعض التفاصيل يمكن مناقشتها مع لجنة التحكيم أو المكتب المسير بالجامعة الملكية.
} نلاحظ في بعض طلقات البارود إصابات للفرسان نتيجة انفجارات للبنادق، تبدو قوية وذات خطورة. في رأيكم هذا ناتج عن ماذا؟
الكل يعلم أن البارود مادة متفجرة تتطلب الحيطة والحذر، لكن قلة الوعي بخطورتها من طرف عدد كبير من الفرسان والأشخاص اللذين نستعين بهم لإعداد البنادق، وقلة الخبرة عند البعض منهم في كيفية الضغط وقوة الضغط على البارود والكمية المسموح بها لكل معيار لأن سعة البنادق تختلف، تبقى هذه هي الأسباب المباشرة لتلك المشاكل من جهة، ومن جهة أخرى تبقى العشوائية وقلة الخبرة في صناعة البنادق من طرف بعض الصناع التقليديين، سامحهم الله وعدم إلمامهم بمعايير السلامة هي الطامة الكبرى مستغلين سذاجة المقتني ومستغلين قدرته الشرائية.
وهناك أسباب أخرى تتجلى في قلة قطع العيار في حال ما إن كانت البندقية ذات مواصفات دولية عندما نقول "مكحلة أصلية" ما يعني بندقية ذات أصل صناعي معروف يعود تاريخها إلى عشرات السنين، بل حتى مئات السنين، وهنا يبدأ المشكل حيث ننتبه فقط لأجزاء العيار المكونة لآلة الضغط "La platine à percussion" وإلى جمالية النقوش وحالة الخشب المكون لسرير البندقية "La crosse"، دون الانتباه إلى سمك الأنبوب "الجعبة". "Le canon" لأنه لا يبقى على حاله بعد كثرة الاستعمال مع مرور الوقت في غياب الصيانة الضرورية لأن مادة الحديد أو الفولاد تتعرض للصدأ ومادة البارود تحتوي على مواد مؤكسدة تؤدي إلى تآكل مادة الحديد أو الفولاذ كذلك مما يؤدي إلى تقلص مدة حياة هاته المادة، حتى يأتي اليوم الموعود بما لا تحمد عقباه ونتعرض لقدر الله لإصابة قد تكون خفيفة وقد تكون بليغة وقد تكون مميتة، نطلب الله السلامة للجميع.
} في غياب الجودة وقلة الصناع وندرة قطع الغيار في السوق، ما هو الحل في نظركم؟
يبقى الحل في هذا الاتجاه هو الاجتهاد لإيجاد بديل صديق أقل خطورة من البارود وبنفس قوة الصوت أو أكثر مستفيدين من الخبرة الدولية في مجال صناعة وصيانة البنادق، ومستعنين بالتقدم الذي يعرفه ميدان تطوير مادة البارود "La poudre noire" في يومنا هذا، حيث أصبح الطلب على هذه البنادق يكبر نزولا عند رغبة بعض الجمعيات الصديقة للبيئة والثروة الحيوانية والتي تشترط للانخراط بها هذا النوع من البنادق ذات الطلقة الواحدة لممارسة رياضة القنص، ونزولا عند رغبة الصناع أنفسهم للحفاظ على أصل هذه الصناعة والحنين إلى تاريخها في القارة الأوربية والقارة الأمريكية والقارة الأسيوية، وتحديدا في كل من فرنسا، البرتغال، ألمانيا، إسبانيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية والهند واليابان والصين، حيث نجد لائحة طويلة بأسماء الصناع والشركات وبأثمنة جد معقولة.
} هل من مجالات أخرى يمكن أن تساهم في إنجاح هذا الحلم؟
كثيرة هي المجالات التي يجب أن تتطور وكثيرة هي المجالات التي تتطلب الدعم حتى تساهم في نجاح مشروع التأهيل. وبهذا على الجامعة وضع استراتيجية في ظل الإمكانيات المتاحة إليها لتسطير برنامج سنوي مواكب لبرنامج المباريات والدوريات بشراكة مع خبراء ومختصين وباحثين لتحسين وتطوير المردودية في عدد من المجالات المرتبطة برياضات الفروسية بصفة عامة ورياضة التبوريدة بصفة خاصة لأنها بدون شك ستعرف منافسة دولية شرسة، وذلك بعقد ندوات ودورات تكوينية ومعارض وحملات تحسيسية ومباريات على مدار السنة في عدة ميادين نذكر منها على سبيل المثال:
1 - تطوير مجال ترويض الخيول يعرف ضعفا كبيرا مقارنة مع دول أخرى
2 - تجويد وتحسين نسل الخيول بشراكة مع الشركة الملكية لتشجيع الفرس والحريسات...
3 - التغذية الخاصة بالخيول بشراكة مع المختصين في هذا المجال.
4 - البيطرة العصرية والتقليدية بالاستعانة بذوي الخبرة.
5- الحدادة للتحسيس بأهميتها.
6- تحسين مستوى صناعة البنادق والسروج.
7- تنظيم مباريات ودوريات في التبوريدة خارج أرض الوطن للتعريف بها وعرضها على الجامعات الدولية ذات الاختصاص نفسه تحت الإشراف الفعلي للجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية والتبوريدة.
} كيف استقبلتم تعيين مولاي عبد الله العلوي رئيسا للجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية خلفا للفقيدة الأميرة للا أمينة؟
موقفنا إيجابي بطيبعة الحال، ولا يمكنني أن أقول إلا أننا نحن أسرة رياضة التبوريدة خاصة والفروسية عامة نحمد الله، وإنه لشرف واعتزاز أن يكون الشريف مولاي عبد الله العلوي على رأس الجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية خلفا للأميرة للاأمينة تغمدها الله برحمته، وإنه لفخر لكل مغربي أن تكون الفروسية رياضة الأمراء في هذا البلد. ولا أظن أن يكون هناك من هو أحق وأجدر منه في هذه المرحلة بالذات، والجامعة مقبلة على حمل مشروع مهم وضخم وجديد في عالم الفروسية إن شاء الله، وتحتاج الحكمة والصرامة والانضباط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.