محنة كبيرة يعيشها مرضى داء السكري جراء غياب مادة الأنسولين ببني ملال. حوالي 3000 من هؤلاء المرضى كانوا يحصلون على هذه المادة مجانا من مختلف المراكز الصحية المتواجدة بمختلف أحياء مدينة بني ملال ، لكنها فقدت بشكل مفاجئ منذ أكثر من شهر مما جعل حياة معضمهم معرضة للخطر. مجموعات من هؤلاء المرضى المعوزين يطوفون يوميا على المراكز الصحية التسعة المتواجدة بالمدينة في محاولات يائسة للحصول على هذه المادة الحيوية التي تقيهم جرعاتها من مضاعفات صحية خطيرة كالقصور الكلوي و غيره . فقدت الأنسولين بأنواعها الثلاثة و خاصة نوع "الميكستا" الذي يستهلك بشكل كبير من طرف المرضى ، و الذي تكلف عبوة واحدة منه 160 درهم ، يحتاج منها المريض العادي إلى عبوتين في الشهر الواحد. مرضى جلهم في حالة فقر و هشاشة لا طاقة لهم لتوفير عبوتين بقيمة 320 درهم . بعضهم أبلغنا بأن أصدقاء لهم لازموا الفراش في بيوتهم بسبب تدهور حالتهم الصحية مع ما يتهددهم من مضاعفات قاتلة ، في حين لجأ بعضهم الأخر إلى استجداء أصحاب الصيدليات لمدهم بهذه المادة على سبيل السلف. اتصلنا ببعض الأطر الطبية لإستفسارهم حول هذا الموضوع فأبلغونا بأن الأنسولين مفقودة بشكل قطعي و أن الأمر يسري كذلك على دواء ارتفاع الضغط الدموي المفقود بدوره بجميع المراكز الصحية منذ ثلاثة أشهر. معاناة و معاناة… لهؤلاء المرضى في ظل خطابات لمسؤولي الصحة الذين يتغنون بإصلاحات "عظيمة" لهذا القطاع الذي أصبح عاجزا حتى على توفير أدوية ضرورية كان المرضى يحصلون عليها بشكل عاد و منتظم، فجاءت "الإصلاحات" المزعومة لتحرمهم منها و تتركهم لحال سبيلهم معرضين للموت في كل حين؟