تجرد تذرف دموعا حارقة كلما أطلقت العنان لمخيلتها تجول في صفحات الدفتر الأسود لايامها الخوالي.... تنتطر فجرا جديدا كلما انبثق بهواءه السجسد. .. وبدم يضخ في قلب متازم تاكلت أوردته يتضرع في صمت لعل يوما مشرقا يقدم إليه بعد نفاذ صبر وسم أوشاما عميقة على قسمات وجهها .... سنين خلت سلبوا الحنان منها،وسرقوا البسمة العريضة التي لا تفارق محاياها، ومن حظنها نهبوا الدفء،وخطفوا أطهر المشاعر ....وفي مغرسها نبتت أحقاد وتمرد على الواقع،وفي صدرها تاججت نار سلخت منها هويتها وانتماءها إلى وطنها الأم.... ******* في محرابها تناجي.... في دجى ليل ساكن ،خلد فيه الجميع الى سبات سرمدي تناجي كما كل مرة في محرابها غارقة في آهاتها الزافرة....تجهش بالبكاء ويديها على وجهها الحزين في همس تتلعثم: ما هكذا صعبة هي الحياة ومليئة بالمفاجات والصدمات، ماهكذا يا قلبي الفاتر أراك تحتضر بوخزات أليمة ترسلها وتجتاح بها قفصي الصدري... منذ ماض مرير وفي حاضر مضني وغذ أليم بلا إنسانية. ..ما هكذا تجن جنونا يا هذا القلب الذي اتعبه السهاد و أضناه الطقس الجنائزي كل لحظة وسط متاهات وذكريات جريحة....وما يزداد إلا ضنكى مع الايام. ... متى يحين لبريق شمس يسطع في ليالي بيضاء ويولد من جديد....وتزهو نجمات منعها الشؤم في سواد لا تتخلله بياضات بشرى ما... ******* ظلال الماضي... أضناها الأرق لسنوات في ربعها الخالي...تعيش للماضي الذي يطاردها و يلاحقها كما ظلها الوارف يتابعها أينما حلت وارتحلت... ترسم احلاما في غاية الروعة في تصاميم مع الايام تتناسل كما الدالية تختال بأوراقها تعبث بخشاش الأرض. .. تهفو أن ينجب الحاضر الذي دمر أملها وسط قانون غاب تتقاذف فيه الوحوش تحاول افتراسها في اية لحظة....و الشجر الذي كبل خطوها للمضي قدما... تود لو يباد ماضيها لذي تتنفسه كما الهواء بعيدا عن الخنق والضيق...تتمنى لو تنسى الأشواك التي تنغص شرايينها وتسيل دما ... لكن لكل جذوره ترصع في احشاءها رافضة الانصياع لرغباتها ولو لومضة ما.... ******* تلاشي... كعادتها ...بمجرد وضع رأسها على الوسادة وبعد ذكر أذكارها الليلية في تمتمات غير مفهومة تهمهم بها... تستحضر سيناريوهات اليوم ،قصيرة كانت او طويلة او مسترسلة....تتلاشى امامها كما اللالىء المنثورة...تستعيد كلام الناس الذي يحبط من ارادتها،ويقتل عزيمتها...تنتقي الصالح من الطالح،وتعزل الصواب من الفاحش.... تختار الصفات المثلى و تمحو الرذيلة.... في كر وفر ،ومد وجزر ، تنصاع لكلام الناس لتحقيق أمنياتهم، ولا تجعل أحلامها تتحقق...وأهدافها تنجز...ولا تسعى للوصول إلى ما تصبو إليه.... تعاني إعاقة ما وسط رهاب اجتماعي تصل فيه الذكورية حد السقف...