{ أنا شاب في الثلاثين . أعاني من مشكلة تنغص حياتي . فأنا أشعر بخوف شديد كلما وجدتُ نفسي وحيدا في غرفة أو في مكتب مغلق أو في مصعد ! أعرف جيدا أن هذا الخوف غير مبرر لكني لا أستطيع السيطرة عليه . فما أجد نفسي في مكان مغلق حتى يبدأ قلبي في الخفقان الشديد وأحس بالرعب. وسؤالي هو: هل هي حالة تستدعي العلاج النفسي؟ وهل هي قابلة للشفاء؟ ( م. ر./ الدارالبيضاء ) ليست حالتك هذه بالحالة النادرة . أما الاسم العلمي الذي يطلقه عليها المختصون فهو الفُوبْيا . و يقابله في اللغة العربية : الرُّهاب. يتعلق الأمر بخوف مرَضي ينتاب المرءَ في مواقف معينة و يَزول بزوالها. علما بأن هذه المواقف لا تنطوي على ما يستوجب الخوف . ويصنف الأطباء حالات الرهاب إلى أشكال مختلفة : - فهناك رهاب الفضاءات ، و هو الأكثر حدوثا . وقد يتعلق الأمر برهاب الفضاءات المغلقة ، كما في حالتك . لكن هناك من يعاني من رهاب الفضاءات المفتوحة . ومعنى ذلك أنه يشعر بخوف شديد بمجرد ما يجد نفسه في ساحة عمومية ، أو في شارع من الشوارع الكبرى . فإذا هو هرعَ إلى أحد المقاهي ، أو إلى أي مكان « مغلق»، فإن الخوف سيزايله في الحين . وتظهر الأعراض الأولى لرهاب الفضاءات ، في الغالب، ما بين العشرين و الثلاثين من العمر. وقد تتباعد نوبات الخوف و تَقلّ إلى أن تزول تلقائيا . غير أنها قد تتفاقم في حالات أخرى، وعندئذ تصير استشارة المختص ضرورية . - و ثمة أشخاص يعانون من رُهاب المواقف الاجتماعية ، أو من الرهاب الاجتماعي. يتعلق الأمر بأشخاص خجولين و قلقين، قد لا يستطيع الواحد منهم، مثلا ، أن يتناول وجبة في مطعم ، رفقة أشخاص آخرين. ومنهم من يصاب برعب حقيقي إذا هو وجد نفسه مضطرا لإلقاء كلمة في جماعة من الناس. - وهناك أيضا رهابُ وسائل النقل ، خصوصا الطائرة والقطار. - وهناك رهاب الحيوانات . و هو رهاب بسيط ، يشاهَد بصفة خاصة لدى النساء، كالخوف الشديد من الفئران أو الصراصير أو العناكب . - ومن أنواع الرهاب كذلك رهاب الأماكن العالية كالجسور والشرفات المرتفعة. وقد أوجدَ المحللون النفسانيون نظرية مترابطة لتفسير كيفية حدوث الرهاب، و بيّنوا كيف يتحول الخوف النفسي العميق لدى الرهابيين إلى خوف واضح ومحددالمعالم . أما أتباع المدرسة السلوكية فيرون من جهتهم أن الرهاب ليس سوى خوفٍ مكتسَب جراء تجاربَ حياتية سابقة . و بالتالي، فإن الشخص الذي يعاني منه يستطيع أن يتخلص من معاناته تلك إذا هو تعَودَ تدريجيا - بمساعدة المختص- على « الثبات « في المواقف التي تخلق لديه نوبة الخوف . و يبقى أن نشير إلى أن الحالات البسيطة للرهاب لا تستوجب أي علاج ، ما دامت لا تنعكس سلبيا على حياة المرء .