1- انتشار الزنا والخمر: من الأمور التي أصبحت من باب الحريات الشخصية الزنا بكل أنواعه وانتشار محلات الخمر. و تفتح هذه الأمور بابا كبيرا أمام ظواهر كثيرة بدأت تظهر في مجتمعنا" المحافظ "، فكيف سيكون الوضع إذا تحررنا وأصبحنا دولة علمانية ؟ من هذه الظواهر انتشار السرقة، الأمهات العازبات، القتل...ويعتبر الخمر أشد خطرا لأنه أم الخبائث، و به تتم الأشياء الأخرى. لهذا، فإن الدولة مسئولة أشد المسئولية عن تمكين الناس من هذه المحرمات، ف وزر القائمين عليها وزر كبير، فإن من مسئوليات أولي الأمر حفظ الدين، وحفظه لا يكون إلا بحفظ المسلمين وعدم تعريض إيمانهم لكل ما ينقص منه. هذا من الناحية الشرعية، أما من الناحية القانونية فإن الذي يمكن شارب الخمر من شرائه حري أن يعاقب أيضا بجريمة تقديم المساعدة له. هذا في عصرنا الحالي، أما في آخر الزمان فإن الأمر سيكون أكثر هولا. و من أراد أن يعرف هول تلك الأيام فعليه فقط أن يستحضر الواقع الذي نعيش فيه ثم فليقِس عليه: - ظهور الزنا بين المثليين، بل وظهور جمعيات تنادي بحقوقهم. - تقنين زواج المثليين في كثير من دول أوربا. - انتشار ظاهرة الاغتصاب، وما يجري في الهند من اغتصاب جماعي تطالعنا به قنوات الإعلام كل مرة يؤكد هذا. - انتشار الزنا بين المشاهير الفنيين والسياسيين باعترافهم: رؤساء الدول، الممثلون... - انتشار القنوات و المواقع الإباحية. - انتشار بيع الخمر في الأسواق داخل المجتمعات الإسلامية. إن هذه الأمور ستُعجل بالقيامة لاشك، لأن العالم الذي لا طهر فيه لا يستحق الاستمرار، و إن التناغم كل التناغم في عيش حياة بشرية ملؤها الاستمتاع العاقل باللذات لا الجري وراءها. لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة، أن يُرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد"(صحيح البخاري، ج:3، ص654، رقم 5231). 2- عقوق الوالدين: أدى غياب الثقافة الدينية المتمثلة في الأخلاق الدينية في المجتمع الفرنسي إلى اضمحلال العلاقات الأسرية، وخصوصا ما تعلق منها بعلاقة الأبناء بآبائهم. فمن المعروف أن انتشار ثقافة حقوق الإنسان بذلك التصور العلماني الرهيب في أوربا جعل من الأبناء ملوكا لا تُكلم، بل إن الابن أو البنت يستطيع بكل بساطة أن ينادي الشرطة إذا ما وُجه له كلام جارح من قبل أحد الوالدين، فيتم اقتياده بكل بساطة إلى المخفر لاستنطاقه. هذا الوضع يريد له الغرب العلماني نقله إلى أوطاننا تعجيلا ببناء النظام العالمي الغربي الأحادي القطب: دين واحد ( الإلحاد)، ثقافة واحدة( الاستهلاك والحرية المطلقة)...ويقول في هذا الصدد مورو بيرجر في كتابه: " العالم العربي اليوم": " يجب أن يوضع في الحسبان نقطتان رئيستان: أن يعمل على تقليل سلطة الأب على أولاده كي نصل إلى مرحلة تحمل الأسرة العربية كل طبيعة الحية الغربية. النقطة الثانية: ضرورة تأسيس حكومات عسكرية في البلاد العربية للقيام بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي"( نقلا عن مصطفى باحو، العلمانية؛ المفهوم والمظاهر والأسباب، ص: 56) هنا نتساءل عن دور العلانية في تنشئة الأجيال؟ هل لديها بديل للأخلاق الدينية التي توصي بها الأديان على اختلافها؟ هل تكتفي العلمانية بإعطاء الفرد حريته الخاصة وتقديسها حد اقتياد الأب إلى الشرطة بسبب مكالمة هاتفية من طفل؟ أظن أن الخسائر على مستوى العلاقات الاجتماعية ستكون أكثر من الأرباح في المجتمع العلماني. إن وجود الإنسان ليس رهينل بتوافر مقتضيات الحياة المادية فقط، بل إنه يحتاج إلى المؤانسة والألفة مع أفراد العائلة والمحيط الاجتماعي، لكن هذا الأمر أصبح عملة نادرة في ظل القيم الثقافية العلمانية. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم موضحا كيف سيكون الوضع الاجتماعي في آخر الزمان: " ...و أن تلد الأمة ربتها"(صحيح مسلم، حديث جبريل المشهور، ص8). إن الوظائف الاجتماعية ماضية إلى الانقلاب، فالأبناء ستصبح لهم سلطة الآباء، و ربما لن ننتظر آخر الزمان بعد عيسى عليه السلام حتى نرى هذا الوضع، فإن في مجتمعنا ما يكشف لنا بعضا من معالم هذه الصورة المنظرة، حيث أصبح الآباء مجرد موظفين همهم إحضار الأكل والشرب واللباس، أما التربية فقد أصبحت من وظائفهم الملغاة طبقا لحتمية المد العلماني.