في كل يوم, و في كل لحظة يتلفظ رجال و نساء التربية و التعليم و الآباء و الأمهات كلمات لا يزنوهن و لا يحسبون لها أي حساب, و لا يعون بانعكاساتها السلبية و نتائجها الوخيمة, وهي تدمر الأهداف التربوية التي يصبون إليها. نتواصل مع أبنائنا و تلاميذنا بالكلام خاصة في المدارس الابتدائية و في الوسط الأسري, ونشجعهم و نمدحهم و نحاسبهم و نعاملهم بالكلام و بالألفاظ لا تعني لدينا شيئا, و هي كلمات قاسية تدمر نفسية الطفل,و تدفعهم نحو الانحراف, _ السب و الشتم: نشتمهم على اليوم الذي ولدوا فيه,نسبهم بألفاظ قبيحة, نلعنهم,(الله يلعن والدك,الله يلعن اماك ) , _ النعت الشنيع : نصفهم بأوصاف الحيوانات:بهيمة,حمار,كلب, حلوف, ضبع , مشاغب,حيوان... _ الإهانة : من خلال الانتقاص من قيمتهم و ذلك بوصف مثل:كسول, فاشل,غبي,كذاب, قبيح,شمكار,مجرم, موسخ,خانز,حمار, لا فائدة منك, كم أكرهك... _ المقارنة بالآخر: تدمر شخصية الطفل, إذ أن كل طفل له قدرات و مهارات و تختلف عن الآخر, وهي مقارنة تشعر بالنقص و الاحتقار و الإحباط, و يقدم الثقة بالنفس لديه, ويكره المقارنة به, (فلان مربي عليك...أخوك أحسن منك), معانقة طفل جديد أو احد الإخوة دون الآخرين,و تقبيل ابن دون الآخر,الاعتراف بالحب لأحد الأبناء على مسامع الآخرين... _ معلومات وكلمات خاطئة:حمقني, اسكت راك صغير, و الله يخزيك, أنت لست ابني, ... _ التهديد الخاطئ :غانقتلك, غنهرس راسك, غنشرب دمك, غنذبحك ,الله يسقطك... _ المنع غير المقنع:ممنوع, وإياك, تكرار لا لا لا, لا ننفذ طلباته, ونرفضها دون سبب... _ الدعاء عليه:ملعون الله يهنيني منك ... _ الضرب و العقاب,غنضربك,غنعاقبك,مندورش معاك... _ كشف أسراره: وذك بفضح أسراره و كشف خصوصياته و عيوبه أمام إخوته و أمام التلاميذ,كتبوله في سرواله, وكسله أو عدم انجاز واجباته المنزلية... يستمع الأطفال و التلاميذ لكلمات أساتذتهم و ووالديهم في طفولتهم, و هو كلام سيئ, و عبارات مشينة يحملونها في قاموسهم, وتغدو من الأمراض اللسانية التي لا تفارقهم طول حياتهم و تعتبر بمثابة سلاح من الدمار الشامل لحياتهم و نفسيتهم و تربيتهم, و لحياة كل من يعاملهم في المستقبل... لذلك على كل المربين و الأولياء و الأمهات تجنب هذه الكلمات السلبية الخطيرة , واستبدالها بكلمات طيبة ايجابية تتمحور حول الحب و الحنان و التشجيع و المدح و الاحترام, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و الفاحش و البذيء"... فالكلمة الطيبة أهم من الهدية, إذ نوفر لأبنائنا كل شيء من طعام و ترفيه و تعليم و تحقيق رغباتهم, لكن ندمر ونحرقهم و نعدمهم بالكلام القبيح... يجب الحرص على اختيار و الكلمات الطيبة,لما لها من اثر عظيم على نفسية الطفل, فالكلمة الطيبة تصنع أجيال الغد, و الكلمة المؤثرة تساهم في بناء أطفالنا, و الألفاظ العذبة الساحرة تنشر السلام و الوئام, و الابتسامة العريضة تغرق أطفالنا في بحور السعادة,و القبلة الحلوة تزيد الحب لديهم تجاهنا,والعناق الحار لهم يقوي علاقتنا معهم... فعلينا كمربين اجتناب استعمال الكلمات الهابطة القاسية ,وتغيير قاموسنا الدنس بكلمات طاهرة حديثة , يسمعها أبناؤنا فيقتدون بها, و التحلي بصفات حميدة و تربية حسنة ويتخذونها دستورا في حياتهم...