قال صلى الله عليه وسلم : » سباب المسلم فسوق وقتاله كفر « متفق عليه قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه ، والفسق في اللغة : الخروج ، والمراد به في الشرع الخروج عن الطاعة ، وأما معنى الحديث: فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أما عند المالكية فساب المسلم يستحق العقوبة والتأديب من طرف ولي أمر المسلمين، قال محمد عليش المالكي في شرحه لمختصر خليل الخرشي : لو قال: يا فاسق أو يا فاجر أو يا شارب الخمر أو يا ابن الفاسقة أو يا ابن الفاجرة أو يا آكل الربا أو يا حمار أو يا ابن الحمار أو يا خنزير أو ما أشبه ذلك فإنه يؤدب من مقاصد رسالة الإسلام تهذيب الأخلاق، وتزكية النفوس، وتنقية المشاعر، ونشر المحبة والألفة وروح التعاون والإخاء بين المسلمين.. قال النبي : { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق } رواه أحمد والطبراني وهناك آفة عظيمة انتشرت بين جميع فئات المجتمع على اختلاف مراحلهم العمرية وطبقاتهم الثقافية.. آفة عظيمة نشأ عليها الصغير، ودرج عليها الكبير، وتساهل بها كثير من الآباء والأبناء، الرجال والنساء، الشباب والفتيات.. آفة عظيمة تولدت منها الأحقاد، وثارت الضغائن، وهاجت بسبها رياح العداوة والبغضاء. آفة عظيمة تغضب الرب جل وعلا، وتخرج العبد من ديوان الصالحين، وتدخله في زمرة العصاة الفاسقين.. إنها السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان.. فتجد الوالد يسب أبناءه ويلعنهم، والأم كذلك تفعل مثله، ولا يدريان أن ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الآثام. وتجد الصديق يسب ويلعن صديقه، فيرد عليه بسب أمه وأبيه. حتى الطفل الصغير تجده قد تعود كيل السباب واللعائن للآخرين، وربما فعل ذلك بأبيه وأمه وهما ينظران إليه فرحين مسرورين.. إن الواجب على كل عاقل أن يضبط لسانه دائماً، ولا يعوده السب واللعن، حتى مع خادمه وولده الصغير، بل ومع أي شيء من جماد أو حيوان، فإنه لا يأمن إذا سب أحداً من الناس أو لعنه أن يقابله بمثل قوله، أو يزيد عليه فيثور غضبه ويطغى، ويقوده إلى ما لا تُحمد عقباه، وكم من جريمة وقعت كانت بدايتها لعناً وسباباً، ومعظم النار من مستصغر الشرر وإذا سب الإنسان أو لعن مسلماً فقد آذاه، والله تعالى يقول:{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا } الأحزاب8 فيا عباد الله يا أهل الاسلام أحسنوا لبعضكم البعض وهذبوا ألسنتكم ورتبوا ألفاظكم تفلحون في حياتكم وتظفرون بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين يا إخواني اجعلوا الكلام بينكم كعطر الورود له رائحة زكية تفوح في كل مكان وتترك أثرا طيبا