مبارك بدري من الرباط ترصد الأوساط الاستقلالية ظاهرة "الولائم السياسية" التي يتسع حضورها يوما بعد يوم على خلفية عدم تحديد تاريخ انعقاد الدورة الأولى للمجلس الوطني الذي من خلالها سيتم التصويت على الأمين العام لحزب الاستقلال و كذا أعضاء اللجنة التنفيذية. وتتمثل هذه الظاهرة في دعوات يومية لولائم يقيمها نواب وسياسيون وأعضاء من المجلس الوطني على شرف عبد الواحد الفاسي أو عبد الحميد شباط المرشحين الوحيدين لمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال. ويشير مراقبون استقلاليون يعكفون على رصد المشهد، الى ان "الصحف والمواقع الالكترونية الإخبارية والاجتماعية لا تخلوا يوميا من خبر عن مأدبة إفطار أو عشاء على شرف عبد الواحد الفاسي يدعى إليها العشرات، وأحيانا المئات، من الشخصيات السياسية والنيابية والاجتماعية" للتأثير في سباق الأمانة العامة و إثقال كفة طرف الفاسي على حساب عبد الحميد شباط. لا سيما ان النقاشات على هامش الطعام تتناول أبعادا خطيرة في المعتقد الشعبي المغربي من قبيل "مشاركين الملح و أطعام" أو "الملح يوقف فركابي" لمن يخون العهد وخصوصا بعد تقديم الولاء و أداء القسم مباشرة بعد الوليمة الدسمة التي تفعل فعلها في ترطيب الأفواه وتسكين الجوع. فيما يرى البعض ان تنظيم مثل هذه الولائم ما هو "إلا تقديم للقرابين من اجل ضمان مقعد داخل تشكيلة اللجنة التنفيذية المقبلة" ، ويخشى ان تتحول الولائم الى بديل عن حوار وطني خصوصا و ان النقاشات التي تتم على الموائد "نخبوية ولا تأتي بحلول للمشكلات التي يواجهها الحزب في المرحلة الراهنة" . وحسب تجارب الكثير من الحاضرين السياسيين الاستقلاليين الى مثل هذه الولائم أشاروا الى أنها أذابت في السابق الكثير من الثلوج و لملمة أطراف الثوب الاستقلالي ليستقر على جسد الوكة علال الفاسي، وأطفأت الكثير من الحرائق السياسية، وهم متفائلون بأن عبد الواحد الفاسي سيتمكن، عبر علاقاته بأعضاء المجلس الوطني، من أن يخرج بالوضع السياسي المتأزم للحزب الراهن إلى بر الأمان . ومع اتساع ظاهرة الولائم تتزايد الدعوات الى فتح حوار وطني معمق وواسع يعزز التلاحم ويكون قادرا على مواجهة التحديات المحيطة بالحزب، يشمل جميع أعضاء المجلس الوطني ومؤسسات الحزب للتوافق على التاريخ و الشكل الديمقراطي لدورة المجلس الوطني الأولى . وهو ما يؤكد ان الولائم تعكس عمق الهوة بين الأطراف المتنافسة على كرسي الأمانة العامة لحزب الاستقلال لأن عددا منها قد اشترطت طبيخا محددا كما تشتهيه هي لم يتمكن طباخو الحزب من توفيره فلم يحضر عبد الحميد شباط أو أي من رهطه لأية وليمة رغم أنهم يشكلون القطب الرئيسي الأخر في سباق التنافس الضاري نحو كرسي الأمين العام . لذا فأن الولائم السياسية التي تقام في المنازل دائما ما تكون وفق الرؤى والأفكار التي يؤمن بها المنضمون أصحاب الدار وبعيدا كل البعد عن المصالح الكبيرة للحزب، وهذا ناتج عن النزعة الانفصالية التي يؤمن بها بعض ساسة الحزب يريدون إتباع الآليات التي تمكنهم من تأسيس البنى التحتية القادرة على تكوين قاعدتهم المزعومة. ويعزو بعض الاستقلاليون تخوفاتهم من اللجوء إلى "المال السياسي" للتأثير على سير ونزاهة العملية الانتخابية، بشراء أصوات أعضاء المجلس الوطني التي ستصبح باهظة الثمن خصوصا بعد عدم التوصل الى حل يرضي كل من عبد الواحد الفاسي و عبد الحميد شباط. وفي الأيام القليلة المقبلة يرتقب تسرب الدسم السياسي تحت أواني اللاهثون وراء سحب الثقة من احد المرشحين، وكذلك المتربصين بازدياد النفوذ واتساع الشعبية مطبخ يثير شهية خصوم الحزب و أصحاب ديمقراطية الولائم السياسية لا سيما وان كبار طهاتها اللاهتون وراء ضمان عضوية الأمانة العامة لحزب الاستقلال. [email protected]