هل اقتربت أزمة حزب الاستقلال من نهايتها؟ الظاهر أن ما لم تتمكن منه أسابيع من المفاوضات ومن التجوال ومن حرب الكواليس، حقق بسرعة قياسية في عشاء نظم في بيت رئيس مجلس النواب كريم غلاب وأحد أقطاب لجنة المساعي الحميدة التي عقدت في الآونة الأخيرة اجتماعات مكثفة مع كل من المرشحين للأمانة العامة كل على حدة، قبل أن تتمكن ليلة أول أمس الأربعاء من جمعهما على طاولة واحدة. الاجتماع الذي عقد بمباركة الأمين العام الحالي عباس الفاسي ودام ثلاث ساعات تمكن من ترسيم ما أسمته مصادر «الأحداث المغربية» قواعد اللعب النظيف في الصراع لتولي منصب الأمانة العامة. كريم غلاب رئيس مجلس النواب أكد في تصريح هاتفي ل«الأحداث المغربية» خبر اللقاء، وقال إن اللقاء خرج بخلاصتين، أولهما إرجاع هياكل الحزب الحالية للعمل بطريقة عادية لتدبير المرحلة السابقة لانتخاب الأجهزة الجديدة، “ولهذا تقرر، يقول غلاب، عقد اجتماع للجنة التنفيذية للحزب في الأسبوع المقبل”. الخلاصة الثانية التي خرج بها أول اجتماع جمع حميد شباط وعبد الواحد الفاسي مرشحا الأمانة العامة وجها لوجه منذ انعقاد المؤتمر السادس عشر، هي التزام المرشحين الاثنين بعدم الدخول في صدامات وخوض التنافس في أجواء بعيدا عن إثارة نار العداوات والاصطدامات بين الاستقلاليين. مصادر استقلالية قالت إن العشاء الذي نظم في بيت كريم غلاب وحضره كل أعضاء اللجنة الخماسية، خرج فعليا بحل يمكن أن يخرج حزب الاستقلال من الدوامة التي عاش فيها منذ ثلاثة أسابيع بعدما اتفق المرشحان على حياد أجهزة الحزب، من إدارة وجهاز المفتشين، في التنافس بين عبد الواحد الفاسي وحميد شباط. حياد أجهزة الحزب قادت بحسب نفس مصادر الجريدة، إلى الاتفاق المبدئي حول عقد اجتماع للجنة التنفيذية يوم الإثنين أو الثلاثاء المقبل من أجل حصر لائحة أعضاء المجلس الوطني، حتى تكون رهن إشارة مناضلي الحزب، وتحديد موعد أول دورة للمجلس الوطني التي ستعرف انتخاب الأمين العام للحزب. “بداية نهاية الأزمة” بهذا وصفت مصادر مقربة من حميد شباط، اللقاء الذي جمع بين حميد شباط وعبد الواحد الفاسي في بيت كريم غلاب، نفس المصادر قالت إن حفل العشاء لم يخرج بإعلان انسحاب مرشح لمرشح آخر، بقدر ما اتفق على الاتفاق على قواعد اللعب النظيف في التنافس حول كرسي الأمانة العامة. مصادر الجريدة قالت إن حميد شباط وعبد الواحد الفاسي اتفقا على استبعاد الولائم للقيام بالحملة بين أعضاء المجلس الوطني لأنها تسيء لصورة الحزب، كما تم الاتفاق على استبعاد كل الصدامات التي يمكن أن تهدد وحدة الحزب بعد انتخاب الأمين العام. كيف اقتنع، في الأخير عمدة فاس ونجل عباس الفاسي للجلوس مع البعض بعد كل هذا الصراع؟ المصادر المقربة من حميد شباط قالت في تصريحات هاتفية ل«الأحداث المغربية» إن الإعلان عن موعد مؤتمر نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، عجل باللقاء المباشر بين شباط وعبد الواحد الفاسي للمرور إلى مرحلة أكثر جدية، بعدما أبان حميد شباط عن عزمه للمضي في الترشح لأبعد مدى. على العكس من تيار شباط، مناصرو عبد الواحد الفاسي يرون أن اللقاء كان تتويجا لاجتماعات ماراطونية قامت بها لجنة المساعي الحميدة والتي عقدت اجتماعات مع شباط ومع الفاسي كل على حدة قبل أن تتمكن من جمعهما في اجتماع واحد. مناصرو عبد الواحد الفاسي قالوا للجريدة، إن اللقاء لم يكن للمفاوضة حول انسحاب طرف لصالح طرف، بل للتوافق فقط على قواعد لعب نظيفة.