انشغل الراي العام المغربي بالأحداث الدامية التي عرفتها مدينة العيون يوم الإثنين الأسود (08/11/2010) وذلك بسبب ما خلفته من ضحايا في صفوف رجال الأمن من جهة ومن جهة أخرى بسبب التعاطي الجديد للسلطات المغربية مع هذه الأحداث من خلال توثيقها بمهنة عالية بالصوت والصورة وهو ما لم يسبق له مثيل في جميع الأحداث التي شهدها المغرب . لقد شكل التعامل الأعلامي المغربي مع هذه الاحداث بالذات ضربة قوية لتوظيف أنصار الطرح الانفصالي للخطاب الحقوقي الذي يطالب العالم بحماية الحق في التعبير السلمي، وهو ما برز نقيضه في أحداث العنف التي تورط فيها حملة هذا الخطاب. لا شك بأن أحداث العيون الإجرامية التي شكلت لحظة فارقة في تاريخ قضية الوحدة الترابية للمغرب والتي كانت مفجعة ومؤلمة بكل المقاييس ، مناسبة تاريخية للمساءلة والنقاش الهادئ حول نجاعة التوجه الذي ساد تدبير هذه الاحداث بالذات والقضايا الأمنية والسياسية المتعلقة بملف الصحراء. كما انها امتحان للمغرب بشأن التعاطي مع مثل هذه الأزمات، و فرصة لا تعوض لكي يعيد النظر في مقارباته وسياساته ويستشف المستقبل بأعين أكثر نقدية وأكثر واقعية. لقد أسهب المحللون في شرح الأسباب و الدوافع الثاوية وراء أحداث يوم الإثنين الأسود بالعيون؟وكثرت التحليلات والتأويلات في شأنها ، و يصبح ضرباً من العبث أن يحاول المرء البحث عن الحقيقة وسط هذا الزخم المتدفق من الكتابات والتحليلات السياسية المتواترة بوفرة غزيرة عبر مختلف الوسائط من إذاعة وتلفزيون وصحافة مكتوبة وإنترنت ،وإشاعات ... و طبعاً يوجد ضمن هؤلاء المحللين ، مخلصون كثيرون يعملون بجد ودأب ومثابرة للتعبير عن المصالح الحقيقية للشعب المغربي ، عبر الكلمة الصادقة والمخلصة البعيدة عن الأهواء، كما يزجد من بينهم الطابور الخامس الذي لا تعكس تحليلاته الاتجاه العام الذي تتحكم فيه آليات تعمل ليل نهار للحيلولة دون توعية وتنوير المجتمع المغربي بمصالحه . ومن المواقف البارزة المسجلة غداة أحداث العيون : موقف الشجب والاستنكار ؟ يبدو أننا نحن المغاربة بصفة خاصة والعرب بصفة عامة ، قد تعودنا على ثقافة شجب واستنكار كل اعتداء يقع علينا، وكل إهانة نتعرض لها؛ ولا يبدو أننا نعرف غير ذلك ، و نتوفر في هذا الباب على قوالب نموذجية للشجب والإستنكار جاهزة تماما للتعبئة يتم إعدادها على جناح السرعة لإخلاء السبيل والذمة والتنصل من المسؤولية. نحن نتقن ونتفنن في وصف الأعداء والمعتدين بالمجرمين الحاقدين المتربصين والخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة ومن تم نعود إلى سباتنا العميق وكأن واجبنا الوطني ينحصر فقط في التنديد والاستنكار والشجب؟ هل ما وقع في العيون يوم الإثنين الاسود ينفع فيه النوح والبكاء والشجب والاستنكار ؟ (لا أقصد هنا النوح والبكاء على شهداء الواجب تغمدهم الله برحته الواسعة) . هل يكفي فيه التنديد ببعض الأبواق الأعلامية وببعض الجهات المعادية لمصلحة هذا الوطن ؟ هل نكتفي فيه بالتكرارالملل لبث شريط الأحداث ؟ وكأن الهدف هو الظهور أمام العالم بمظهر الضحية ؟؟ لقد مرت على المغرب من قبل أحداث سبقت هذه الحادثة الأليمة وماذا كانت النتيجة؟ صراخ واستنكار وضجة في الإعلام مدة من الزمان وانتهى الأمر بالنسيان وهكذا في كل الأحداث( أحداث فندق أسني بمراكش وتبوث تورط المخابرات الجزائرية ماذا فعلنا؟؟؟ هل نسكت وتمر هذه الحادثة كسابقاتها من الأحداث وتجري الحياة وكأن شيئاً لم يكن ونطوي صفحة وندخلها عالم النسيان؟؟؟؟؟؟ يبدو أن مشكلتنا التقليدية العويصة تتمثل في أننا لا نستفيد من أخطاء الماضي.... أليس من حقنا أن نطرح بعض الأسئلة التي لابد أنها تؤرق ضمير كل مواطن مغربي يهمه مصير وطنه ؟ ومنها : ماذا تريد الجزائر وإسبانيا من المغرب ؟ لماذا تتربصان ببلدنا من كل جانب و لا تدخران أي جهدا لتشويه سمعة و صورة المغرب أمام الرأي العام الدولي ؟ لقد بدا ذلك واضحا من خلال طبيعة التعامل الدبلوماسي والإعلامي الجزائري و الإسباني مع ملف الصحراء بصفة عامة ومع أحداث العيون بصفة خاصة ؟ ما العمل –والحالة هذه- لمواجهة غطرسة الجارة الجزائر وتدخلها السافر في قضية وحدتنا الترابية ؟ هل لازال طموح الجزائر أن تصبح القوة الأولى في المنطقة بدون منازع قائما رغم انتهاء الحرب الباردة ؟؟ لذلك فهي تعمل كل ما في وسعها لاستغلال كل قضية لإقصاء منافس قوي هو المغر ب.؟؟ أرى أنه يتعين على المغرب أن يحدد موقفا واضحا من التدخل الجزائري في شؤونه الداخلية، لأن كثيرا من المؤشرات تظهر بوضوح أن حكام الجزائر يتآمرون فعليا على المغرب. و وضع تندوف لوحده يثبت هذه الحقيقة، مهما حاولت الآلة الإعلامية لدولة الجنرالات ممارسة التضليل و اصطناع الحياد. أما بالنسبة للجارة الشمالية فإن هدف أوساط اليمين والجهاز العسكري، المهووسة بإضعاف المغرب، الدولة التي ينظر إليها بوصفها التهديد الإستراتيجي الأول لإسبانيا . واضح ويتمثل في وضع العصا في عجلة مواصلة المشروع التنموي الضخم بشمال المملكة وبالتالي عرقلة تحويل المنطقة إلى قطب استراتيجي منافس للجنوب الإسباني اقتصاديا وسياحيا . إطا كان هذا بهذا الوزضح ما هي الأستراتيجية المتبعة لمواجهة هذه السياسة العدوانية ؟ غير القبل والمصافحة وزيارات الود والمجاملة ؟؟؟؟ لقد اتضح الآن إن مخيم (اكديم أزيك) الذي رفع خلاله النازحون شعارات اقتصادية محضة كان في ظاهره تعبيرا نوعيا واحتجاجا حضاريا عن رفض المواطنين لفساد السلطات المحلية وتجاهلها لمشاكلهم اليومية ، ولكن في ثناياه يتوارى أصحاب الأطروحة الإنفصالية الذين حاولوا استغلاله لصالحهم. لرفع الضغط الدولي على الجزائر التي تتعالي صيحات المنتظم الدولي ضدها لفتح مخيمات تندوف في وجه منظمة غوث اللاجئين والمنظمات الأممية الموازية للاطلاع على ما يجري داخله ولمعرفة طبيعة المحتجزين فيه ومآل المساعدات الموجهة إليه ، إن الجزائر المتورطة حتى النخاع في مخيمات تندوف تبحث عن مخرج لورطتها ووجدت ظالتها في مخيم (أكديم ازيك) (أخبار القبض على تشاديين وجزائريين على هامش الأحداث) تبيِّن أنه لا أحد يعرف من في مخيمات تندوف، وأي شخص يمكن أن تعلمه الجزائر اللغة العربية واللهجة الحسانية يمكن أن تقدمه إلى العالم على أنه صحراوي أو ترسله إلى المغرب على أنه عائد) ، وقد كان هدف الجزائر وذيلها البوليساريو من استغلال مخيم (اكديم أزيك )هو تجنب الوضعية غير القانونية لاحتجازها للمغاربة الصحراويين على ترابها في غياب تام لاحترام كل القوانين الدولية المعمول بها والتخلص من المرتزقة بتحريضهم ودعمهم لإقامة هذه المخيمات على التراب المغربي . ولكن هذا المخطط الجنهمي الخسيس باء بالفشل. ومن الأسئلة التي تحيرني وربما تحير بال كل متتبع وهتم : 1- قبل النزوح : هل سكوت السلطات على بناء المخيم وفتحه حوارا مع (ممثلي النازحين) اعتراف صريح بالظلم والحيف الذي لحق بالمحتجين وبفشل السياسات المتبعة في التعاطي مع الجانب الإجتماعي في ملف الصحراء ، والاقتصار على دعم الأثرياء والأغنياء ورؤساء القبائل والعشائر وكبار الموظفين وبعض الأذناب والمتملقين و السماسرة ... ؟؟؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا ننتظر نزوح بعض سكان العيون والتحاق آخرين بهم من كل حدب وصوب ؟ ( اسا –كلميم –طاطان ... ؟؟؟؟) للأشارة فإن ظاهرة النزوح إلى مخيم خارج العيون، ليست تلقائية في رأيي ، لأن قرار المغادرة والنزوح إلى ضواحي العيون يحتاج إلى ترتيبات واستعدادات وعقد لقاءات . وهنا يثار تساؤل آخر حول دور الأجهزة الأمنية المختصة ؟؟؟، ثم دعونا نتساءل عن المسؤول الحقيقي على ما آلت إليه الأوضاع بمدينة العيون؟ فهؤلاء المواطنون لم يلجؤوا لهذا الأسلوب الجديد إلا بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب و السبل , قدمت القنوات التلفزيزنية الرسمية المغربية تغطية صحافية لمسؤولين يوزعون شهادات الملكية لقطع أرضية أو دور سكنية,ويطاقات الإنعاش الوطني؟؟؟ ألم يكن من المفروض بل من الواجب أن تتم هذا المباادرة قبل أن يأخذ اليأس مأخذه من مواطنينا فيعبروا عن غضبهم بالنزوح والاعتصام و تؤول الأمور إلى ما آلت إليه ؟ 2- فك الحصار عن المخيم : هل كان المقصود بمواجهة المخربين بقوات غير مسلحة خطوة مدروسة الهدف منها توريط الإنفصاليين ومن يقف من ورائهم في أعمال فوضى وتخريب وظهور المغرب بمظهر الضحية والمعتدى عليه ( لأن البولساريو والجزائر تلعبان دائما ورقة حقوق الإنسان ) واختار المغرب مواجهتهم بنفس السلاح الذي لطالما واجهوا به المغرب في المحافل الدولية ؟ خاصة وأن ذلك أفقد خصوم الوحدة الترابية ورقة أساسية في الدعاية ووضعهم في موقع دفاعي حرج، وهم يحاولون التنصل مما تفضحه الصور والأفلام المأخوذة بآلات تصويرهم هم انفسهم ،؟؟ ليشهدوا بأنفسهم على ما اقترفت ايديهم ....؟؟ أم أن السلطات عاجزة عن مواجهة الوضع ولا تمتلك منهجية واضحة وخططا لمواجهة مثل هذه الاضطرابات ؟؟؟و فوجئت بحجمها ونوعيتها وطبيعتها وقدمت بذلك دعما مجانيا في طبق من ذهب للخارجين على القانون وللخلايا النائمة للانفصاليين المدربين ومن وراءهم لاستغلال الوضعية برمتها لأشعال نار الفتنة والظهور بمظهر المنتفض المطالب بالاستقلال ( الإعلام الجزائر يسمي المخيم بمخيم الاستقلال )؟؟؟ 3- منع قيام المخيم هل كان بإمكان السلطات منع قيام المخيم وإجهاض تلك المناورة في مهدها . ولم تقم بذلك؟ هل عدم الاقدام على هذه الخطوة مرده الى ان الدولة اصبحت تساوي بين الأقاليم الشمالية والجنوبية ؟ واعتبرت أنه من حق الموطنين المغاربة في الشمال والجنوب أو أينما وجدوا أن يحتجوا ويتظاهروا بالشكل السلمي الذي يختارونه ؟ نظرا لأن ذلك حق يكفله دستور البلاد ولوائح الأممالمتحدة التي صادق عليها المغرب ؟ وترك الأمور تسير مجراها العادي للظهور بمظهر دولة الحق والقانون ؟ وعلى الاساس هل يمكن أن نساوي بين الاحتجاجات بالأقليم الجنوبية بتلك التي تعرفها الأقاليم الشمالية ؟ وهل كان على السلطات أن تتعامل مع الوضع معاملة خاصة باعتبار الوضعية الخاصة لهذه الأقاليم وباعتبار جهات تنازعه السيادة عليها ؟ وتتربص به وتستغل كل هفوة وكل احتجاج لتنسبه إلى الحركة الانفصالية وتستغله إعلاميا مدعومة من الإعلاميين الإسباني والجزائري؟ هل ما قامت به السلطات قبل نصب الخيام وأثناء تكاثرها كالفطر وأثناء فتح باب الحوار هو الصواب أم أنه كان عليها انتهاج سياسة أخرى ؟؟ صحيح أن المغرب عرف بين 1965 و1984 و1991 مظاهرات خطيرة وكبيرة خلفت ضحايا ومعتقلين بالمئات ( ما سمي بسنوات الرصاص) للمطالبة برفع الظلم الاجتماعي ولكنها لم تخلف كلها مجتمعة هذه الضجة الاعلامية التي خلفتها احداث العيون التي لم تكن فيها ضحية مدنية واحدة وكل الضحايا كانوا من قوات الأمن والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية ؟ 4- الإعلام المغربي وقضية الصحراء هل نجح المغرب في تسويق مواقفه على مستوى الإعلام الدولي بخصوص ملف الصحراء؟ و هل ينتوفر أصلا على مقاربة إعلامية في هذا الصدد ؟؟؟؟؟ 5- دور الأحزاب السايسية وما يسمى بجمعيات المجتمع المدني \" ما هو دور جمعيات المجتمع (أكثر من 500 جمعية ) والاحزاب السياسية ؟ سواء قبل الاحداث أوأثناءها أوبعدها ؟ إن لم يكن تأطير المواطنين و المساعدة على معالجة الكثير من مطالب الفقراء والمحرومين ، ومحاربة الاغداق السخي على الأعيان وعلى الذين يدينون بالولاء للسلطات ؟؟ لم نر ولم نسمع جمعية أو حزبا أو تجمعا ينبه إلى خطورة مثل هذه الإنزلاقات ..؟ ( وانا اكتب هذه المقالة تناهى إلى علمي أن ألاف المواطنين الصحراويين اجتمعوا تلقائيا بقصر المؤتمرات بالعيون وتناوبوا على أخذ الكلمة للتنديد بما وقع ولتأكيد مغربيتهم وولائهم للوطن) 6- سياسة الريع هل سياسة الريع المتبعة حاليا من طرف السلطات (بطاقات الإنعاش، امتيازات عقارية و مالية ،توظيفات ومناصب سامية ..) هي التي خلقت انتظارات لا متناهية عند الكثير وهي انتظارات ما فتئت تكبر إلى درجة يصعب التعامل معها أو حتى التجاوب مع البعض منها؟ هل هذه السايسة المتبعة منذ استرجاع الأقليم الجنوبية هي التي ولدت الابتزاز وجعلت العلاقة بين الدولة والمواطن علاقة زبونية تتحكم فيها اعتبارات المصلحة لا المواطنة والانتماء.؟؟؟ 7- العائدون إلى أرض الوطن من مخيمات تندوف هل نتوفر على مقاربة ناجعة للتعامل مع العائدين وانفصاليي الداخل غير المقاربات الريعية والأمنية ؟ أليست هناك أشكال وأدوات مراقبة لتتبع هذه الأفواج من العائدين والتأكد من هويتهم و أهدافهم ونواياهم؟؟؟بعد دخولهم إلى المغرب بذل مكافأتهم بطريقة ساذجة بالوظائف ولكريمات والدور والحسابات البنكية والبقع الأرضية !!!!!وإعطائهم الفرصة ليعيثوا في الأرض فسادا ،علما بأن منهم من لا يمت إلى الصحراء المغربية بأية صلة ( الموريتانيون على سبيل المثال الذين وجدوا في المغرب ما لم يكونوا يحلمون به في وطنهم ولو بعد قرون !! ألم تثر انتباه المسؤولين ظاهرة العودة المكثفة للعائدين الجدد المكونين من الشباب بنسبة عالية ؟ فهل يعقل أن تفر كل هذه الأعداد من مخيمات تندوف بهذه السهولة؟ وحتى لو افترضنا حالة سهولة الفرار من المخيمات، فكيف تفتح الأبواب بدون تحريات؟ ولماذا لم تنشئ الدولة مخيما على الحدود لهؤلاء العائدين الجدد، وتطلب من منظمات الأممالمتحدة الإشراف عليه، واستعماله كورقة في شكل مخيم على الحدود مع موريتانيا للتشهير بالجزائر والبوليساريو؟؟؟ 8- الإستشعار الأمني والضربة الإستباقية : هل هناك ضعف في الاستشعار الأمني للمناخ الذي ترتبه الجزائر في المنطقة منذ أزيد من سنة، خصوصا مع تنامي ظاهرة الزيارات المتكررة لانفصاليي الداخل إلى الجزائر ولقاءاتهم بمخابراتها وربما خضوعهم لدورات تدريبية على حرب العصابات (يبدو ذلك جليا من الأسلوب الهمجي لقتل والتخريب )، ؟؟؟ هل لم تفطن سلطاتنا إلى استعداد الجزائر و صنيعتها /البولزاريو لنقل الصراع إلى داخل الصحراء و إشعال مواجهات كبرى داخل إحدى المدن الجنوبية ، بعد فشلهم في إقناع المجتمع الدولي بتبني آلية مراقبة حقوق الإنسان ،( مسرحية أمينتو حيدر نموذجا ) ؟؟؟؟ 9- الكوركاس والعائدون القدامى ما هي وظيفة «الكوركاس» ووظيفة العائدين القدامى في ملف الصحراء(الوزراء والسفراء فوق العادة والمستشارون والعمال والولاة ؟؟؟) أين هم البرلمانيون و المنتخبون المحليون؟ فهل فشلت نهائيا سياسة الإعتماد على الأعيان ؟خصوصا بعد أن أصبحت العلاقات تحكمها الشكارة وليس المباديء ؟ ختاما ماهي الحلول التي نرجوها بعد هذه المحنة ؟؟؟؟ ثمة حاجة اليوم إلى اعتبار أن المعركة الجارية اليوم معركة إعلامية وسياسية أكثر منها معركة على الأرض، فهذه الأخيرة كسبها المغرب وموقعه التفاوضي بعد طرح مشروع الحكم الذاتي يعزز ذلك، وهذه المعركة لا يمكن كسبها نهائيا بدون القطع مع سياسة التردد في تنفيذ ما يعلن من إجراءات وتوجهات حول الديموقراطية المحلية وإرساء دولة القانون وتسريع برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقة شديدة الخصوصية، وهو ما يقتضي امتلاك قدر عال من الثقة في النفس في مواجهة مؤامرات الاستفزاز الانفصالي.كما يتوجب على المغرب أن : 1- يتحرك ديبلوماسيا وصراحة لإظهار أن مشكل الصحراء لن يجد طريقه إلى الحل بسبب التدخل الجزائري المباشر . 2- يقوم بخطوات عملية اتجاه المنتظم الدولي من أجل الكشف عن الأطماع الجزائرية في الصحراء. 3- لا يقبل حضور الجزائر كطرف ملاحظ في المفاوضات التي يجريها مع البوليساريو لأنها ليست دولة محايدة في هذا الملف، بل هي التي تعرقل التوصل إلى حل لاغالب فيه ولا مغلوب... 4- يذكر إخواننا الجزائريين بإحدى أهم صور التاريخ المشهود وهي وقوف المغارية إلى جانبهم في كفاحهم المسلح من أجل الاستقلال . وتذكير جنرالاته بأن المغرب كان وما يزال في إفر يقيا و العالم العربي شعلة مضيئة و يعطي صورة مضيئة للصورة القاتمة في هذه البلدان وفي الجزائر بالذات وهذا ما لا يتحمله الحكام في الجزائر. وعلى المغرب في إطار تدعيم الجبهة الداخلية للملكة : 5- أن يعمل على تهيئ الإقتصاد الوطني لتوفير الشغل لأبناء الشعب ومحاربة الإقصاد والتهميش والفقر في جميع ربوع المملكة لا فرق في ذلك بين مواطن صحراوي وآخر سوسي أو ريفي أو دكالي أو عبدي .... 6- أن يفتح نقاشا ذكيا ورزينا حول كيفية تجاوز المقاربة الريعية إلى مقاربة تعطي المغاربة بدون استثناء القدرة على الخلق والإبداع والابتكار في إطار دينامية اقتصادية مبنية على المبادرة الحرة، لتجاوز منطق الاتكالية والانتظارية. 7- أن يحارب الاغتناء غير المشروع على حساب أموال الشعب ونهب تراوثه . 8- أن يحارب سوء تدبير و رداءة تسيير الشأن العام المحلي والوطني بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بدل التعيينات بالمحسوبية والزبونية والقرارات العائلية والقبلية والنفوذ المالي والسياسي... 9- أن يحيي الإجماع الوطني حول ثوابت الوطن وفي مقدمتها قضية الصحراء .عمى زسلوكا وليس شعارات رنانة مناسباتية . 10- أن ينهج استراتيجية جديدية في تدبير ملف الصحراء على يد رجال أكفاء ونزيهين معروفين لدى الشعب المغربي .لما ى تأسيس مجلس أمن قومي يكون فوق كل الإعتبارات والحساسيات والحسابات ؟؟؟ 11- خلق نخب جديدة من ذوي الإرادة الصادقة القوية المستعدون لتوظيف كفاءتهم و موقعهم و نفوذهم لصالح الوطن و لخدمة مصالحه الإستراتيجية والقطع مع سياسة استعمال \"الأعيان\" 12- على الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني أن تكون في مستوى هذه الفترة الحاسمة من تاريخ المغرب بذل الاقتصار على دورها في خلق الكائنات الإنتخابية وفي جمع التبرعات المالية التفنن في ديباجة التقارير المالية لتبرير تبذير الاعتمادات المالية المخصصة لها . 13- الا يقتصر دور المغرب في المطالبة والإصرار على الحكم الذاتي ويتقوقع في هذا المطلب بل يتعين عليه اتخاذ المبادرة وفرضه كأمر واقع ؟؟؟؟؟؟ والطريق إلى ذلك هو تطبيق الجهوية الموسعة بشرط أن يتم ذلك بواسطة انتخابات نزيهة وشفافة تفرز خريطة انتخابية حقيقية ونخبا نظيفة الذمة . هذه وجهة نظر مواطن مغربي عادي ارتأى أن يتقاسمها معكم والسلام مولاي نصر الله البوعيشي [email protected] عيون الساقية الحمراء