أضحت وسائل الإعلام تؤثر بشكل كبير في مجريات الأمور في عالمنا المعاصر؛ حيث يتزايد الاعتماد عليها يوما عن يوم في مجالات شتى: الإشهار؛ الإنتخابات؛ التعليم عن بعد... . كل هذا لأن الجميع أدرك مدى فاعليتها في تعبئة وتوجيه الرأي العام خصوصا مع التطور الكبير الذي يشهده مجال الطبع و الصوت و الصورة إضافة إلى مختلف المؤثرات؛ ووعيا منا بأهمية الإعلام المهني في المسار الدراسي للتلميذ يحق لنا التساؤل حول حضوره في وسائل الإعلام المكتوب منها والمسموع والمرئي؟. 1. الإعلام المهني في الصحف والمجلات : لقد ظلت الصحف الوطنية لفترة طويلة مصدرا مهما للمعلومة المهنية بالنسبة للشباب سواء منهم الباحث عن توظيف أو مباراة الالتحاق بالمدارس العليا؛ فكانت تمتلئ صفحات جرائد \"الرأي\" و \"الصباح\" (الجريدتين باللغة الفرنسية) بالإعلانات طيلة السنة على أننا كنا ننتظر يومي الثلاثاء والخميس حيث كان \"رأي الشباب\" يظم كما كبيرا من الإعلانات؛ الجرائد الأخرى ساهمت بدرجات متفاوتة في الإعلام المهني؛ لكن ذلك الدور الذي لعبته طويلا وبدأ الاعتماد عليها يتناقص نظرا لعدة أسباب لعل أهمها أن مجموعة كبيرة من المدارس و الإدارات لم تعد تعلن عن المباريات على صفحات الجرائد والمجلات حيث تكتفي بوضع الإعلانات على مواقعها الإلكترونية. ورغم كل هذا لازال ملحق الإثنين بجريدة \"الصباح\" (باللغة الفرنسية) يشكل محطة أساسية للباحثين عن شغل. كما ظهرت في السنوات الأخيرة جريدة ومجلة متخصصة في الإعلام لما بعد الباكالوريا لكن طغيان مؤسسات التعليم الخصوصي على صفحاتهما يحد من فاعليتهما. 2. وسائل الإعلام المسموعة والمرئية : لعلكم تتذكرون معي \"يومية المستمعين\" البرنامج الإذاعي الذي يساهم بشكل كبير في الإعلام المدرسي والمهني عبر أمواج الإذاعة الوطنية كما لا ننكر أهمية برنامج مثل \"آفاق الطالب\" الذي ساهم كثيرا في تعريف التلاميذ بعدد كبير من المسالك المهنية؛ لكن المختصين ينتظرون أكثر من هذا القطب العمومي ويتطلعون لمساهمته في برنامج أوسع يتجاوز الإعلام المهني المحتشم لينخرط في التربية المهنية خصوصا مع ظهور رائدة بقنوات تلفزيونية عربية كبرنامج \"طفل ومهني\" على قناة الجزيرة للأطفال؛ يمكن تصنيف البرنامج في خانة برامج التربية المهنية حيث تتناول كل حلقة مهنة معينة من خلال \"صحبة\" طفل لمهني وتعرفه عبر هذه الصحبة على كل ما يتعلق بشروط الولوج لهذه المهنة وجوانبها الإيجابية والسلبية. لا يمكننا كذلك أن نغفل مساهمة بعض المحطات الإذاعية الخاصة في مجال الإعلام المدرسي و المهني باستضافتها أطر الاستشارة والتوجيه في برامج باتت تتلمس طريقها نحو النجاح. 3. المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية : أشرنا في فقرة سابقة إلى اعتماد مجموعة من المدارس العليا والإدارات العمومية على المواقع الالكترونية كوسيلة للتواصل و الإعلام وهي الظاهرة التي ما فتئت تنمو باضطراد مسايرة للعصر؛ ويواكبها كذلك ظهور مواقع متخصصة في الإعلام المدرسي و المهني والتوجيه. لعل أهم وأشمل هذه المواقع موقع \"المنارة للاستشارة و التوجيه\" لكن أهم عائق أمام هذه الوسيلة هي المصداقية والتحيين خاصة مع غياب بوابة رسمية تعنى بمجال الإعلام المدرسي و المهني. خاتمة إضافة إلى الوسائل السابقة يمكن لسبورة الإعلام المدرسي و المهني والتوجيه ؛بالمؤسسات الثانوية الإعدادية و التأهيلية؛ أن تشكل وسيلة مهمة للإعلام المدرسي والمهني لولا غياب المذكرات الرسمية أو وصولها متأخرة الشيء الذي يدفع بالمستشار في التوجيه إلى الاعتماد على وسائل الإعلام السابقة حرصا منه على مصلحة التلميذ في انتظار إيلاء مجال الاستشارة و التوجيه الاهتمام الذي يمكنه من القيام بالدور المنوط به.