بسم الله الرحمن الرحيم موهبة :TALENT: في المعنى اللغوي: تمت ترجمة المصطلح بالإعتماد على المنهل قاموس فرنسي- عربي حيث جاء فيه: Talent\" تالان: وحدة وزن في اليونان القديمة تساوي من 20 إلى 27 كيلوغرام؛ وحدة نقد تساوي وزن تالان ذهبا أو فضة. هبة و موهبة ؛ قريحة؛ أهلية. موهوب : ذو هبة و قريحة1\". • لسان العرب: الهبة: العطية الخالية عن الأعواض و الأغراض.... و الموهبة: الهبة بكسر الهاء؛ و جمعها مواهب ... و يقال لهذا واد موهب الحطب أي كثير الحطب2. • محيط المحيط: ... و علم الموهبة في عرف العلماء علم يورثه الله لمن عمل بما علم و إليه الإشارة بحديث من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم3. • المرام في المعاني و الكلام: الموهبة و الموهبة ( بكسر الهاء و فتحها ) : العطية؛ الشيء الموهوب4. • الموهبة و الموهوب عند علماء النفس و التربية: تختلف التعاريف المقدمة باختلاف الإطار المرجعي للباحث ؛ و يورد أحمد محمد الزعبي في كتابه \" التربية الخاصة للموهوبين و المعوقين و سبل رعايتهم و إرشادهم\" مجموعة من التعارف نجملها كما يلي: • التعريف التقليدي للموهبة هو تعريف سيكومتري؛ يعتمد على محك الذكاء المرتفع كما تقيسه اختبارات الذكاء الفردية؛ فقد حدد لويس تيرمان نسبة الذكاء 140 حدا فاصلا بين الأطفال الموهوبين و العاديين5. • لم يعد ينظر إلى القدرة العقلية العالية بأنها المعيار الوحيد في تعريف الموهوب بل أصبح ينظر إلى أشكال أخرى ... رينزولي ... يقول : تتألف الموهبة من تفاعل ثلاث مجموعات من السمات الإنسانية هي : قدرات عامة فوق المتوسط؛ مستويات عالية من الدافعية و مستويات عالية من الإبداع ... أما تاننبوم فقد عرف الموهبة تعريفا يأخذ بحسبانه العوامل الاجتماعية ؛ و النفسية؛ و غيرها من العوامل فهو يرى أن الطفل الموهوب ؛ هو ذلك الطفل الذي يتوفر عنده الاستعداد الكافي ليكون منتجا للأفكار ... التي تساعد في رفع مستوى حياة الناس أخلاقيا ؛ و عقليا ؛ و انفعاليا و اجتماعيا ؛ و ماديا و جماليا6. • أما الجمعية الأمريكية لعلم النفس فقد عرفت الموهوب بأنه الفرد الذي يتمتع بقدرات و استعدادات ظاهرة و كامنة تسمح له بالتفكير الخلاق و الابتكار؛ و القدرة على القيادة و المساهمة في و ضع الحلول المتميزة؛ و الأداء المرتفع الذي يميزه عن أقرانه في إحدى المجالات التي يقدرها المجتمع تقديرا إيجابيا عند توفر الظروف المناسبة للأداء7 •الموهوبون و النظام التربوي: يقودنا الشق الأخير من تعريف الجمعية الأمريكية لعلم النفس إلى ارتباط الموهبة بالإهتمام وهو ما تنبهت إليه مختلف الحضارات التي طورت أنضمة مختلفة للكشف عن الموهوبين وتعليمهم بطريقة خاصة و توجيههم نحو مهام و مناصب معينة ؛ من الحضارة الصينية مرورا بأفلاطون في كتابه الجمهورية ٌلى الدراسات العلمية حول الموهوبين في القرنين 19 و20 حيث حددت طرق الكشف عن الموهوبين و رعايتهم و تسريع وثيرة تمدرسهم و تخصيص برامج و مراكز تربوية خاصة بهم . و كما هو شأن جل دول العالم فقد أشار الميثاق الوطني للتربية و التكوين في الدعامة الحادية عشر إلى ضرورة إحداث آليات \" لرصد؛ مكافأة و تشجيع المتعلمين ذوي الامتياز\" 8. الموهبة و التوجيه المدرسي والمهني: قد يجد الموهوب أن قدراته تتفق مع مهنة معينة أو عدة مهن كما أن اختبارات الاستعدادات \"تفيد نظريا فقط\"9 لأنه يحصل على درجات مرتفعة في كل مجالاتها تقريبا؛ و لأن الموهبة تخلق لدى الموهوب ضغوطا من قبيل الخوف من عدم الاستمرار في العطاء بنفس الدرجة \" فإن هؤلاء الأطفال لا يحتاجون إلى التوجيه و الإرشاد المهني فحسب بل يجب أيضا أن يتلقوا المساعدة من جانب أحد المرشدين المتخصصين في فهم مثل هذه الضغوط التي ترتبط بالموهبة و التي قد يعاني منها العديد من الطلاب الموهوبين \"10 خاصة و أن الأسر غالبا ما تكون عاجزة عن توفير هذا الدعم و يجب على المجتمع \"يشجع هؤلاء الطلاب أيضا على أن يعدوا أنفسهم للعديد من الفرص التي ترتبط بموهبتهم\"11. انطلاقا من كل ما سبق يمكننا القول بأن الموهوب له قدرات خاصة ظاهرة أو قد تكون كامنة أحيانا ؛ تهم هذه القدرة مجالا أو مجالات متعددة ؛ قد تسبب ضغوطا نفسية لصاحبها؛ الذي يحتاج إلى رعاية خاصة من الأسرة و المجتمع و المدرسة عبد الرحيم السعداوي