إن عملية التوجيه تشكل محطة تحول كبرى في الحياة الدراسية، باعتبارها تمكن التلميذ من اختيار المسلك الدراسي الذي يوافق تطلعاته وقدراته، فهي الخطوة الأولى في طريق تحقيق مشروعه الدراسي والمهني، وتضعه بالتالي في قلب عملية مصيرية يلعب هو فيها الدور الأساسي وتلقي على عاتقه مسؤولية اختيار سليم يشكل بداية لرسم المعالم الأولى لمستقبله. وعليه، فإن التلميذ مطالب بانتهاج أسلوب حيوي وفعال في بحثه عن المعلومات، بعيدا عن الانتظارية السلبية والتبعية في الاختيار وتقليد الأقران أو التأثر بما يشاع من أفكار خاطئة حول مسلك دراسي معين دون تبين أو تدقيق، وهو مطالب كذلك بتوسيع دائرة استشارته لتشمل كل الأطراف من مستشار في التوجيه وأساتذة وإدارة وولي الأمر، مع العلم أن ما يناسب الآخرين قد لا يناسبه والعكس صحيح، لأن لكل إنسان ميزاته العقلية والنفسية والوجدانية قلما يتشابه فيها مع غيره ، ففي المسار الدراسي التلميذ مطالب باتخاذ قرارات حاسمة في بعض المحطات وبالخصوص في مستويات التوجيه. فالاختيار الناجح يعتمد على ثلاثة عناصر: معرفة خاصيات الشخصية، الإطلاع على تحولات سوق الشغل عالميا ومحليا، ومعرفة مختلف التكوينات المتوفرة. وحتى نتمكن من معرفة الاهتمامات نطرح بعض الأسئلة مثل: • ماهي المهن التي أميل إليها؟ • ماهي الشعب الدراسية المؤدية إلى هذه المهن؟ • ما هي متطلبات وموانع وصعوبات كل شعبة؟ • هل تسمح قدراتي ومؤهلاتي وكذا نتائجي الدراسية بمتابعة الدراسة بتلك الشعبة؟ • ماهي الإجراءات المتبعة للترشيح إلى هذه الشعبة؟ • في أي ثانوية أو بلدة توجد الشعبة؟ ولهذا يتعين على التلميذ اختيار الشعبة الدراسية أو التكوينية التي تتناسب مع قدراته وميولاته الشخصية، وذلك من بين مجموعة من الشعب والمسالك المتوفرة. وحتى يكون الاختيار صائبا ولا عشوائيا، فمن الضروري أن نتبع المراحل التالية: مرحلة الاستكشاف: إنها مرحلة تمكن التلميذ من استكشاف محيطه الدراسي والمهني من خلال طرحه لأسئلة وإجابته عنها مثل: • ما هي الشعب الدراسية والتكوينية المتاحة ؟ • ما هي الآفاق الدراسية والتكوينية لهذه الشعب ؟ • ما هي الآفاق المهنية لهذه الشعب ؟ استكشاف الذات، وذلك بالتعرف على ميولاته ومؤهلاته من خلال طرحه لأسئلة وإجابته عنها مثل: • ما هي المواد الدراسية التي أحبها أكثر؟ • ما هي المواد الدراسية التي أحقق فيها أفضل النتائج ؟ • ما هي المجالات المهنية التي أميل إليها؟ مرحلة اختيار الشعبة: من أجل اتخاذ القرار الصائب واختيار الشعبة التي يود التلميذ الالتحاق بها ينبغي اتباع الخطوات التالية: أ - تحديد المجال الذي تنتمي إليه: أدبي، علمي أو تقني؛ ب - عقد مقارنات بين هذه الشعب وذلك من خلال الإجابة عن 10 أسئلة بالنسبة لكل شعبة: • ما هي المؤهلات المعرفية والبدنية المطلوبة ؟ • ما هي المواد الدراسية ؟ ما هي المواد الرئيسية من بينها ؟ • ما هي معاملات هذه المواد ؟ • ما هي الحصص الأسبوعية لكل مادة ؟ • ما نظام التمدرس المطبق ؟ ( داخلي، خارجي ) • أين تقع المؤسسة التي تدرس بها الشعبة ؟ • ما هي مدة الدراسة بالشعبة ؟ • هل تتطلب الدراسة بالشعبة مصاريف إضافية ؟ • ما هي الآفاق المستقبلية للشعبة ؟ • ما هو أسلوب الترشيح للشعبة ؟ خطوات عملية:اختيار الشعبة التي تمثل أفضل توافق بين الرغبات والميولات من جهة والنتائج الدراسية والظروف الصحية والاجتماعية من جهة أخرى. عبد الرحيم السعداوي