في عمق الأزمة تسارع الإراداتُ والطاقات المسؤولة إلى إبداع الحلول لا إلى إلقاء اللائمة على أسباب الأزمة. ولا أدل على ذلك من مثالِ بلاد التايوان التي استطاعت بحكم نظرتها الواقعية والعقلانية والعلمية والمتضامنة أن تهزم الوباء رغم كونها أول دولة طالتها (...)
إذا كان إيقاع داء (كوفيد 19) سريعا وذكيا وماكرا أيضا من خلال قدرته على التحول التلقائي وإخفاء أعراضه، فإنه لا يعدو أن يكون فيروسا كسائر الفيروسات القابلة للتطويق والمحاصرة.
وحديثنا هنا لن يكون حديث تخصص علمي، فالأمر متروك لأهله يبثّون فيه ما شاؤوا (...)
بعيدا عن فكرة المؤامرة، لا يسعنا في سياق انتشار الوباء الكوفيدي التاسع عشر إلا أن نذعن لفكرة مقابلة، هي أنه وباء قاتل. ومن ثمّة لا مجال للخوض في حيثيات التواطؤ الدولي الذي يحاول جاهدا وجادا أن يمرر خطاب التفوق الغربي. وإنما المجال الجدير بالحديث (...)
في فلسفة الحق لا يكفي أن نكسب الحق لنعيشه بكل القوة الممكنة في الذات البشرية الراغبة في تجاوز تاريخ القهر، فهذا الوجه من الحق مكفول نظريا في الأديان وفي الفلسفات وفي التيارات الفكرية المنظّرة له والمنافحة... أما الوجه المسكوت عنه والمرغوب بشدّة فهو (...)
1- كتابةُ الشرخ:
أعتبرُ الكتابةَ عقدا نبرمهُ اختيارا مع أحلامنا. وحيث أن هذه الأحلام في ذاتها ليست سوى ذلك التاريخ المسكوت فينا، فإن الكتابة هي السردُ الممكن لقوّة هذه الصيرورة في سياق التحول، والسيرورة في سياق الحركة. فكلا الحرفين هنا دالٌّ، سواء (...)
ما الوجود الجسدي أو الجسداني في منظومة فن الأيكيدو؟
لنبدأ بالقول: إنّ الأيكيدوكا، إنسانٌ عاد، لكنّه يقفز على النمطية بانخراطه في مجال رياضة الأيكيدو. وهو بهذا القفز يتحوّل إلى ممارس لوجودين: وجودٌ يحكمه التواصل اليومي عبر آلية اللغة العادية (...)
6 – الأنساق الذهنية:
نعتبر النسق منظومة مضمرة من الدلالات الموغِلة في الخطاب، لا يصنعها مبدع المتن الشعري أو أيّ متن لغوي آخر. وإنما تصنعها الثقافة. وهو نسق يتوارى خلف مورفولوجيا الكلام في ظاهر اللفظ والمعنى. وفي هذا السياق نحاول أن نقرأ ديوان (...)
-الجزء الأول -
تمهيد:
سنتناول مفهوم الانسجام تظهيرا لا تنظيرا، باعتباره منظومة حركية تتجاوز حدود النص، وتفكّر في الخطاب، مفترضين وجود متلقٍّ فعّال وقادر على ممارسة التأويل... (فليس هناك نص منسجم في ذاته ونص غير منسجم في ذاته بعيدا عن المتلقي). كما (...)
في ديوان (نْڭُولْ كَلمْتِي)، تقبض نون النسوة في شخص الشاعرة الفاضلة "وفاء أم حمزة" على الزجل كمشروع فني، يتشكل تاريخاً غائرا لأنطولوجيا أشد غورا وهي تمارس كشفاً نوعيّاً في الذات المجروحة، يحرسها الشعر في تجلّيهِ العاميّ الدّارج والمنخرط في سيمياء (...)
بعيدا عن أيّ تعميمٍ مُغْرِض، أقول: عندما يتحول الشاعر الزجال إلى كائن يتوسل العتبات والموائد، يموت الفن وتموت رسالة الفن. وبالتالي يُفرغ الشعر عامّة والزجل خاصة، من محتواه الرؤيوي القاضي بتحويل الكلام من كلام الخطاب اليومي إلى كلام متعالٍ بالمفهوم (...)
من المشابهة إلى التقاطع إلى التوتّر
لم أختر نصوصا بعينها وإن قرأتها بشغف ، و إنّما اخترتُ عبارات استعارية ثلاثة بعد تقصٍّ دقيق لطبيعة القول عند الشاعر الرائد احمد لمسيح ، وضعتُها معالم لقراءة الكلّ من خلال الجزء في عجالة لا أنويها متعسفة على عالم (...)
" المحارب الجميل"
في فن الأيكيدو يتكلم الجسد باعتباره معادلا موضوعيا للمقول الذي هيمن طويلا على مشاهد التعبير في مجالات التربية على هذا الفن الأصفر وقيمه .
هكذا يدعونا فن الأيكيدو إلى الاستماع إلى هذا الجسد ، وإلى ملاحظته وهو يتحرك في الفضاءات (...)