قدمت فرقة أنفاس على خشبة مسرح محمد الخامس يوم 16 يونيو عرضا فنيا مسرحيا يجمع بين الإثارة والإمْتاع؛ ولم يقتصر هذا العمل على اختيارات مسرحية ترتهن بالمقتضيات الكلاسيكية للممارسة المسرحية، وهذا الأمر ليس بجديد في كل الأحوال، لكن من فَكَّر وتصوَّر وصاغ (...)
في سياق الحديث عن "النموذج التنموي"، أو عن التوزيع المغربي غير العادل للثروة، وفي إطار الأهمية القصوى للثقافة في أي مشروع نهضوي، يحضرني ما صاغه الفنان جورج ماتيو في كتابه "التجريد التنبُّئي" من أسئلة أجدها تنطبق على حالتنا المغربية بكثير من الإلحاح، (...)
يتعلق الأمر في كتاب "الهيمنة والاختلاف، في تدبير التنوع الثقافي" لأحمد بوكوس، بفهم الرهانات المختلفة التي تستدعيها ما يسميه " الإشكالية الثقافية بالمغرب المعاصر"، وذلك من خلال دراسة "المظاهر البارزة للوضعية الرمزية". ومن أجل تحقيق هذه الغاية قام (...)
كيف يمكن تقديم كتاب بالكثافة والمعطيات والأحداث والشخصيات والأفكار التي يتضمنها السِّفْر الذي يقترحه علينا الأستاذ عبد الواحد الراضي؟ ما هي أشكال التقاطع، أو التقارب، أو التضارب ما بين السياسي والمثقف فيه؟ وكيف يمكن الحديث عن الذات داخل مناخ ثقافي (...)
كثيرة هي الكتابات الإفريقية التي تتحدث عن إفريقيا أو عن تعاون جنوب- جنوب وكأنها عبارة عن عمل بلاغي، خصوصا حين تستدعي ثنائيات من قبيل: ماضي/ حاضر، أصالة/ حداثة، هوية/ استلاب، إفريقيا/ عالم. ويتمّ التعبير عن ذلك داخل أطر فكرية ونفسية تعطي لهذه (...)
يلاحظ بعض المختصين في شؤون الولايات المتحدة الأمريكية أن صعود "ترامب" تساوق مع تحولات بنيوية كبرى شهدها المجتمع، وتبدلات عميقة في القيم؛ حيث أصبح لممثلي الأقليات حضور ظاهر في المجال السياسي، وللنساء أدوار لافتة، كما أعطت هجرة مواطني أمريكا اللاتينية (...)
من المعروف أن تشكيل أحكام عن الآخر أو تكوين مشاعر استبعادية ضده من الآليات الذهنية والوجدانية التي تبدو سهلة التشكل لدى الأفراد والجماعات؛ ولكن تجاوز هذه الأحكام وإزاحتها من أصعب الإجراءات والعمليات، سواء التُجأ في ذلك إلى اللغة أو العرق أو اللون أو (...)
تكتسب الجماعة، كيفما كانت طبيعتها، بعض مقومات هويتها من داخلها ومع الآخرين. كما تستمد بعض عناصرها من خارجها وضد الآخرين. والأمثلة لا تنقص المرء للبرهنة على هذه القاعدة.
ومن المعلوم أن تكوين الصور النمطية عن الآخر، أو مشاعر الكراهية ضده، من أسهل (...)
لا جدال في أن مصطلح الحوار تحيط به التباسات عديدة، خصوصا حين تتداخل معه بعض الكلمات المجاورة له من حيث الدلالة والأداء.
ليس الحوار هو الحديث أو المحادثة لسبب رئيس هو أن المحادثة، باعتبارها كفاية تواصلية، لا تخضع لنفس القواعد التي يستلزمها الحوار. (...)
أنتجت الثقافة العربية الإسلامية أشكالا مختلفة من المفارقات، والنقائض، والنزعات. فمن قائل أنها حفّزت على إعمال العقل، ودعت إلى استبعاد الإكراه، وإلى التسامح ونبذ العنف، وشجعت الحوار والمناظرة؛ ولا جدال في أن المرء يجد حالات ازدهرت فيها فرص التحاور (...)
تفرض معطيات عالمية جديدة ذاتها على التفكير في كل مرة، لدرجة يجد المرء نفسه إزاءها أمام ضرورة استدعاء نموذج مفهومي مغاير لتقديم فهم مناسب للظواهر التي تبرز في مساحة الإدراك منذ بداية هذه الألفية، لأنه لا يمكن مقاربتها أو إدعاء استيعابها استناداً إلى (...)
من المعلوم أن تكوين الصور النمطية عن الآخر من أسهل الآليات النفسية والذهنية لدى الجماعات، غير أن تجاوز هذه الصور وإقصاءها من مساحة الوجدان والمتخيل من أعقد وأصعب الإجراءات. تكتسب الجماعة بعض مقومات هويتها من داخلها ومع الآخرين. كما تستمد بعض عناصرها (...)
إذا كان التواصل يعني، في أصله الاشتقاقي، تعميم رمز أو علامة أو شيء ما؛ أي جعله عامًا ومشتركًا بين مجموعة من الأفراد، فإنه، في مبدئه، يفيد الانتقال من الفردي إلى الجماعي، فيغدو شرطًاً مؤسسًا لكل حياة اجتماعية. ويتمثل التواصل، بصفة عامة، في تبادل (...)
إذا كان التواصل يعني، في أصله الاشتقاقي، تعميم رمز أو علامة أو شيء ما؛ أي جعله عامًا ومشتركًا بين مجموعة من الأفراد، فإنه، في مبدئه، يفيد الانتقال من الفردي إلى الجماعي، فيغدو شرطًاً مؤسسًا لكل حياة اجتماعية. ويتمثل التواصل، بصفة عامة، في تبادل (...)
يمثل الفيلسوف الألماني «يورغن هابرماس» لحظة فكرية من أعمق لحظات الفكر الغربي المعاصر؛ فقد أصبح مرجعًا، لا بد من الرجوع إليه، لكل من يهتم بالفلسفة والسياسة والتواصل. انتمى هذا المفكر في بداية تفلسفه إلى مرحلة تاريخية ألمانية، هي بداية الخمسينيات، (...)
لعلّ إحدى القضايا المتجددة التي يطرحها تدبير التعددية في التواصل السمعي البصري على الديمقراطية، يتمثل في التوسع التدريجي لمجالها. إذ أن مسار الديمقرطية يتطلب إدماج جماعات أو شرائح متنوعة في الحياة السياسية، بل وأحيانا مواطنين يستعملون وسائل جديدة (...)
لا أملك في هذه المناسبة الأليمة إلا أن أعبّر عن حزني الصادق لفقدان أستاذ ومفكّر وصديق. سالم يفوت لم يكن أستاذا عاديا، لأنه قرن دائما ما بين الفكر والأخلاق. لقد تصوّر في يوم من أيام شبابه أن السياسة وسيلة لتغيير العالم، وأن الماركسية هي منهجية هذا (...)
إن شباب اليوم، الموزّع بين الرغبة في المشاركة، وبين الخوف بأن يكون ضحية استعمال سياسيّ، يعيش، باستثناء بعض المحظوظين، في وضعية اللاّيقين والهشاشة، وبالتالي فهو يجد نفسه أمام «فضاء عموميّ» يحتكره فاعلون لا يرتقون بالممارسة السياسية
في كتابهما «الشباب (...)
لماذا لا تحتفل النخب السياسية والثقافية بأبنائها إلا بعد الفقدان؟ ما هي الأسباب العميقة التي تجعل أخلاق الاستبعاد هي الغالبة، ولا يُفرج عن بعض مشاعر الاعتراف إلا بعد الانطفاء والموت؟ هل تأسست بين الناس ما يشبه ثقافة جمعية للموت تمنعهم من الإقرار (...)
كان عبد الكبير الخطيبي وسيبقى مثقفا يمتلك كل شروط الجذارة الفكرية في سياق ثقافي مغربي كان يخرج، بصعوبات كبيرة، من الارتهان الفقهي التقليدي الذي قامت عليه الثقافة المغربية. وهو، وإن تناول موضوعاته بلغته المميزة وبأسلوبه الخصوصي الحديث دوما، لم يتعب (...)