حدثنا المخدوع بن طامع قال : لما سمعت بانطلاق حملة الانتخاب، خرجت متسكعا في ارتياب، فتعجبت إذ لأول مرة تفتح في وجهي كل الأبواب، وأعامل معاملة المقربين والأحباب، وأنزل منازل ذوي الألباب، الكل يحييونني ويدعونني لشرب الأكواب، فتركت مراكب الهموم، وطرت (...)
الحياة في الشارع تستيقظ باكرا، يأتي القرويون على دوابهم يحملون عليها التين والألبان، ويصطف بجانبهم بائعو النعناع، وتنغل المحطة بالناس في الساعات الأولى من الفجر... يتسابقون على "الترانزيتات" يتجهون إلى الأسواق المجاورة. هو الآخر ألف الاستيقاظ باكرا، (...)
بدأ الفقيه "س العياشي" يتفقد شجرة التين الكثيفة الأغصان والفارعة الطول، وهي الشجرة الوحيدة في حقله، ودأب على مراقبتها منذ الأيام الأولى من حلول فصل الصيف باحثا عن أول تمرة تنضج يذوق بها "راس العام" على حد تعبيره. وكم كانت سعادته كبيرة عندما وجد (...)
تكالبت علي مشاكل البيت، ومشاكل العمل معا، حاجات الأطفال لا تنتهي، وشجاراتهم داخل البيت تثير أعصابي، ديوني تراكمت وأصحابها أصبحوا يطاردونني كالأشباح، أتحاشى لقاءهم، فكلما سلكوا فجا سلكت فجا غيره، التلاميذ لا ينجزون واجباتهم، شغبهم يتضاعف، حولوا حصص (...)
الحياة في الشارع تستيقظ باكرا، يأتي القرويون على دوابهم يحملون عليها التين والألبان، ويصطف بجانبهم بائعو النعناع، وتنغل المحطة بالناس في الساعات الأولى من الفجر... يتسابقون على "الترانزيتات" يتجهون إلى الأسواق المجاورة. هو الآخر ألف الاستيقاظ باكرا، (...)
ثارت الشعوب العربية، واكتفينا بالتحذير، وانتفضت، وناشدنا التغيير، قالوا للنظام ارحل، وتأدبنا، قلنا نريد للفساد أن يرحل عنا. هكذا عجلت الشعوب وتمهلنا. فطلع علينا النظام بمكره فخدعنا.قال لنا أزف لكم بشرى، هاتوا مطالبكم في العلن، وانسوا زمن القهر (...)
أصدر الدكتور عبد القادر حمدي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض، مراكش كتابا جديدا بعنوان "المصطلح النقدي والبلاغي بين النظرية والتطبيق، القسم الأول: قضايا نظرية "، وهو كتاب يقع في حوالي 161 صفحة من الحجم المتوسط، طبع في طبعته (...)
نظم مؤخرا منتدى شيشاوة للثقافة والفنون بشراكة مع مجلس الجماعة الحضرية لمدينة شيشاوة مهرجان شيشاوة الثقافي والفني في دورته الثامنة تحت شعار"شيشاوة عبق التاريخ: إشراقات الحاضر والمستقبل".وقد تميز اليوم الثاني من المهرجان بتكريم الناقد المغربي الدكتور (...)
لاحظ الطفل ليلة السادس والعشرين أجواء غير عادية في المنزل، طقوس غير مألوفة، فالأم تطوف البيت غرفة غرفة، حاملة مبخرتها، ودخان الأبخرة يملأ سقوف الغرف، ورائحتها تزكم الأنوف، وهي تتمتم ببعض الأدعية في جو من الخشوع. تردد كثيرا في سؤالها، لكنه ثار فضوله (...)
كانت الحافلة تشق عباب السواد بسرعة ثابتة، الظلام يملأ جنباتها، والركاب نال منهم التعب وبلغ منهم مبلغا أصبحوا معه مثل الدمى التي تعلق على زجاجة السيارة، يتهادون كما تتهادى، لاشيء يكسر الصمت سوى هدير المحرك والغطيط الذي ينبعث من حين لآخر من المقاعد (...)
جلس بوشعيب على حصير رث تحت خيمة المقهى الشعبي في السوق الأسبوعي مع العربي منتشيا، يقلب براد الشاي المنعنع، ويتبادلان أطراف الحديث عن أثمنة الخضر واللحوم، وعن الزحام، ويشكوان لبعضهما حاجيات النساء والعيال التي لا تنقضي، بينما كان الشواء بقربهما (...)
جلس على كرسيه معتدا بنفسه، يترنح ذات اليمين وذات الشمال، والطلبة أمام القاعة تكاد قلوبهم تبلغ حناجرهم من شدة الخوف. كيف لا والإمتحان نهائي، ومما يزيد في ارتباكهم هو أن هذا الامتحان شفوي. كان ينظر في ساعته تارة، ويجري مكالمة في هاتفه الخلوي تارة (...)
"بوخنشة" رجل شوارع، عُرف بهذا اللقب لأنه كان دائما يحمل على ظهره كيسا من أكياس الدقيق المستعملة مملوءا حد النصف غير آبه بثقله، فلا أحد يعرف شيئا عن اسمه ولا أصله، وهو رجل طويل القامة قوي البنية عريض المنكبين، له شعر طويل ولحية سوداء كثة يشبه في (...)
كان كلما سألته أمه عن أمنيته يجيبها بأنه يريد أن يكون محاميا حتى يسترجع لها أرضها التي سلبها منها إخوتها؛ حقها في الإرث الذي اغتصبوه منها ظلما. لكن الزمن لا يلد من رحمه إلا المفاجآت المفجعة، فقد وُجد والده ذات صباح جثة مرمية على حافة الطريق بعد آن (...)
لم يكن من الممكن طرح هذا السؤال قبل حوالي خمسة أشهر خلت قبل اللحظة الراهنة، بل كان الحديث عن هذا الموضوع من باب الخرافة والحلم، إن لم يكن من باب المستحيلات في رأي كل من ينظر إلى الأمور بنظرة مادية تستند إلى واقع العالم العربي الإسلامي.
والسبب (...)
دخل المقهى وكعادته اتجه إلى الزاوية التي كان يجلس فيها، هناك حيث يسلم من أعين المارة التي تعمل كرادارات في هذا الشارع، وبعد أن استوى جالسا على الكرسي أخذ محفظته الجلدية التي يحملها معه أينما حل وارتحل،وهي محفظة امتقع لونها وفقدت قبضتها التي تحمل (...)
لا شك أن كل من أدرك جدته عندما كان صغيرا -هو مثلي- كان يدخل الفراش ويستمع مع أقرانه للجدة وهي تقص عليهم حكاية من حكاياتها، تحكي ومرة مرة تختبر نومنا قائلة: أما زلتم مستيقظين يا أولاد؟ فتنطلق أصواتنا من تحت الأغطية ونحن نتثاءب: «آه». وإذا ما أنهت (...)