عشقت منذ طفولتي ثلاث قصص تأثرت بها تأثرا عظيما: قصة الدجاجة التي تبيض ذهبا وقصة الدجاجة النشيطة أما القصة الثالثة فهي قصة الدودة التي ضاقت ذرعا بالزحف على صدرها وبعيشة حياة الديدان فتذرعت لله طالبة الالتحاق بالطيور، شاكية باكية، حتى تحقق لها (...)
حَيْرَةٌ عَاطِفِيَّة
ٌفي البداية، كنت شعلة متقدة تحرق الخمول في أفئدة المهملين وتفجر الشرود في أعين التائهين مثلي إذ كنت تؤيدين كل فكرة من أفكاري فكنت ترسمين بشفتيك "نَعَمْ!" وبعينيك "نَعَمْ!" وبجلستك "نَعَمْ!" وبإيماءاتك "نَعَمْ!" وبسكناتك (...)
Tweet
قدم المضيف لضيفه فنجان القهوة وهو يعترف له بأسى واضح:
- كل الناس في هذا البلد مخبرون. العاطل يحترف الوشاية ليسرق عملا، والعامل يحترف الوشاية ليترقى في عمله، وكبار الموظفين وأرباب العمل يحترفون الوشاية ليتقربوا من السلطة ويحتموا (...)
محكمة!
في قضية الغش في بناء القبور التي هوت على رؤوس أهاليها من الأموات، حكمت المحكمة ب"عدم الاختصاص".
وفي قضية الغش في بناء حي سكني خاص بالوافدين من أحياء الصفيح وما نتج عنه من هلع وفوضى في صفوف الساكنة، حكمت المحكمة على المنعش العقاري (...)
وضعوني في وسط قاعة الحفل بجانب العروس وسلّطوا علي كل شيء: الأضواء ووجهة المقاعد ونظرات العيون...
العزّاب من الضيوف كانوا ينظرون بغيرة إلى تشابك يدي بيد العروس...
المتزوّجون من المدعوين كانوا يتذكرون من خلال حفل زفافي حفل زفافهم قبل ثلاثين عاماً (...)
لأنه لا يملك يدا، لم يطرق الباب المفتوح.
ولأنه لا يملك أذنا، لم يستأذن أحدا ولم يتوقع سماع إذن.
ولأنه لا يملك عينا، لم يلتفت لا يمينا ولا يسارا.
ولأنه لا يملك غير فوهة، فقد صوبها مباشرة خلف جمجمة الرجل الجالس وراء مكتبه لتحرير (...)
في البداية، كنت شعلة متقدة تحرق الخمول في أفئدة المهملين وتفجر الشرود في أعين التائهين مثلي إذ كنت تؤيدين كل فكرة من أفكاري فكنت ترسمين بشفتيك "نَعَمْ!" وبعينيك "نَعَمْ!" وبجلستك "نَعَمْ!" وبإيماءاتك "نَعَمْ!" وبسكناتك "نَعَمْ!" لتسريع التقارب في (...)
في البداية، كنت شعلة متقدة تحرق الخمول في أفئدة المهملين وتفجر الشرود في أعين التائهين مثلي إذ كنت تؤيدين كل فكرة من أفكاري فكنت ترسمين بشفتيك "نَعَمْ!" وبعينيك "نَعَمْ!" وبجلستك "نَعَمْ!" وبإيماءاتك "نَعَمْ!" وبسكناتك "نَعَمْ!" لتسريع التقارب في (...)
مهداة إلى كل الأصدقاء بمناسبة حلول فصل الربيع
عندما يحل فصل الربيع، لا أطلب غير الشاي في سطيحة هذه المقهى، وأستمتع برؤية النادل يحمله لي في إبريق صغير يطل النعناع العطر من فمه. حتى إذا وضعه على المائدة قبالتي، رفع يده إلى الشجرة فوق رأسينا وأقتطع (...)
في مكتب ملك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وفي عز الورطة مع أعضاء حكومته، كان الوزراء يتناوبون على إقناع الملك "إدوارد" لتغيير رأيه في موضوع زواجه من "ووليس"، الأرملة الأجنبية:
- جلالة الملك، يجب أن تعلم بأنك تمثل أمة عظيمة وبأنك شاب في (...)
التفت الصغير إلى صديقه الجديد، اوليفر تويست، قائلا:
- إذا واظبت على معاشرتنا، ستثبت ذاتك وتضمن لنفسك سبل البقاء ولكنك، بالمقابل، ستصبح ذئبا في عين المجتمع. وآنئذ، سيهرب منك الجميع.
عقب أوليفر تويست على رفيقه مستفسرا:
- وما أكونه، الآن؟
فرد (...)
بعد عشر سنوات خارج الوطن، صرتُ الفتى الذي يقول: "ها أنذا".
بعد عشر سنوات من التشرد والجوع والإذلال والكد والتعب في بلدان الناس، ها أنذا في وطني بالصورة التي طالما رسمتها لنفسي مند سنين خلت: رصيد في البنك، ورصيد في الجيب، ورصيد في كل إيماءة من (...)
اجتمع سكان الحي أمام باب البيت الذي صار سيء السمعة وطرقوا بابه لسماع توضيحات في أمر تحوله إلى قبلة لجحافل الرجال الغرباء فتدفقت نساء الداخل إلى الخارج بملابس داخلية قصيرة شفافة تظهر بجلاء رخامية الأجساد الأنثوية وهن يصرخن:
- "نحن أحرار في استقبال (...)
داهم اللصوص بيت الشاعر المتوفى وهم يعلمون بأن أبا نواس لا زوجة له ولا أبناء ولا أقارب...
اقتحموا البيت الذي صار مهجورا ووهم يفركون أكفهم استعدادا للانقضاض على الغنيمة...
في الداخل، لم يجدوا غير عود ورقعة شطرنج وكُرَاسة سُجََلَ عليها غرائب (...)
الصمت الذي يخنق القاعة الفسيحة تُضاعف منْ سطوته النوافذ الموصدة دون السرير الوحيد المحاصر في الوسط حيث يتمدد رجل ربطت أطرافه بالسلاسل مع قوائم السرير الذي بدأ يهتز بفعل اضطراب النائم الغارق في كوابيسه: أشباح تلاحقه في كل مكان ومن كل جهة: رجال بلباس (...)
إلى كاتب مغمور فكّر في تجريب الكتابة في السنة الرابعة قبل تقاعده وموته في آن. إلى من لم تسعفه العبارة ففكر في تجريب مونولوج ينفتح فيه على ذاته فقابل المِرْآة حيث هالته بشاعة خلقته بوجهه الكالح وجبهته التي تمتد من فوق حاجبيه مُنزلقة نحو ظهره على متن (...)
إلى كاتب مغمور فكّر في تجريب الكتابة في السنة الرابعة قبل تقاعده وموته في آن.
إلى من لم تسعفه العبارة ففكر في تجريب مونولوج ينفتح فيه على ذاته فقابل المِرْآة حيث هالته بشاعة خلقته بوجهه الكالح وجبهته التي تمتد من فوق حاجبيه مُنزلقة نحو ظهره على متن (...)
(إلى كاتب مغمور فكّر في تجريب الكتابة في السنة الرابعة قبل تقاعده وموته. وحين لم تسعفه العبارة، فكر في تجريب مونولوج ينفتح فيه على ذاته فقابل المِرْآة حيث هالته بشاعة خلقته بوجهه الكالح وجبهته التي تمتد من فوق حاجبيه مُنزلقة نحو ظهره على متن صلعة (...)
إلَى زَكَريَاء السّاحْلي
تساءل منذ أول يوم وطأت قدماه عتبة المدرسة عن الغاية من التمدرس والجدوى من انتظار النتائج تلو النتائج...
في المدرسة، أجلوا أسئلته للمرحلة الإعدادية ما دام سنه أصغر من فهم الأجوبة التي تنتظره.
وفي الإعدادي، أجلوا إصراره (...)
تساءل منذ أول يوم وطأت قدماه عتبة المدرسة عن الغاية من التمدرس والجدوى من انتظار النتائج تلو النتائج...
في المدرسة، أجلوا أسئلته للمرحلة الإعدادية ما دام سنه أصغر من فهم الأجوبة التي تنتظره.
وفي الإعدادي، أجلوا إصراره على الجواب إلى ما بعد مرحلة (...)
لاحظت، من خلال تصفحي لببليوغرافيا الإبداع المغربي والعربي، تَرَفُّعُ الأدباء المغاربة والعرب عن الاعتراف ببعضهم البعض ومصاحبة بعضهم البعض في أعمال مشتركة. فالكاتبات النساء تتهربن من الأعمال المشتركة مع كاتبات من جنسهن ربما لأنهن يريْن في الأمر ردّة (...)
محكمة!
في قضية الغش في بناء القبور التي هوت على رؤوس أهاليها من الأموات، حكمت المحكمة ب"عدم الاختصاص".
وفي قضية الغش في بناء حي سكني خاص بالوافدين من أحياء الصفيح وما نتج عنه من هلع وفوضى في صفوف الساكنة، حكمت المحكمة على المنعش العقاري (...)
من أعلى المنبر، كان الشيخ جمال الدين الأفغاني يرغد ويزبد في وجه الحشود الغفيرة من المصلين الخاشعين، ويلعن ويسب نظام الشاه الذي حول بلاد فارس إلى حظيرة أغنام، غير عابئ بصفوف الجنود الفرس الذين استباحوا حرمة المكان ودخلوا بأحذيتهم يتخطون صفوف المصلين (...)
الحي بأكمله ينتظر اليوم الذي سيفرح فيه "بُوفْرَاحْ" فيتدافع الكبار والصغار كالفراش ليتحلقوا حول المنزل الذي ستنبعث منه روائع الإيقاعات وتصدح منه أجمل الأصوات وتُبَثَُ منه أحلى الأغاني إلى كل أحياء المدينة فينجذب لها الكبار والصغار من الأحياء الأخرى، (...)