لأنه لا يملك يدا، لم يطرق الباب المفتوح. ولأنه لا يملك أذنا، لم يستأذن أحدا ولم يتوقع سماع إذن. ولأنه لا يملك عينا، لم يلتفت لا يمينا ولا يسارا. ولأنه لا يملك غير فوهة، فقد صوبها مباشرة خلف جمجمة الرجل الجالس وراء مكتبه لتحرير مسودته. ولأنه لا يجيد من الحروف سوى حرفا واحدا قاتلا، فقد أطلقه رصاصة مدوية شتتت الجمجمة ولونت الورقة بالأحمر. سرى الدم في شرايين الورقة فبدأت تنبض بالحياة وحروف الإدانة تكتمل عليها: " لا للاغتيال".