داهم اللصوص بيت الشاعر المتوفى وهم يعلمون بأن أبا نواس لا زوجة له ولا أبناء ولا أقارب... اقتحموا البيت الذي صار مهجورا ووهم يفركون أكفهم استعدادا للانقضاض على الغنيمة... في الداخل، لم يجدوا غير عود ورقعة شطرنج وكُرَاسة سُجََلَ عليها غرائب الألفاظ وحصير منْ دَوْم... وفي عز الصدمة، تهالك اللصوص على الحصير ورفعوا أكفهم للسماء بعيون دامعة ودعوا للرجل بالرحمة الوفيرة وبدخول الجنان السماوية الفسيحة وفراديسها الرحبة، متمتمين: - كنت حرا، يا أبا نواس. عشت فما كسبت ومت فما أورثت!