وضعوني في وسط قاعة الحفل بجانب العروس وسلّطوا علي كل شيء: الأضواء ووجهة المقاعد ونظرات العيون... العزّاب من الضيوف كانوا ينظرون بغيرة إلى تشابك يدي بيد العروس... المتزوّجون من المدعوين كانوا يتذكرون من خلال حفل زفافي حفل زفافهم قبل ثلاثين عاماً خلت... الصّلع من الحاضرين كانوا يتفرسون شعْري ويقدّرون بداية تساقطه والجهة التي سيبدأ منها السقوط والتساقط... الدُّرْدُ، من أقصى زوايا قاعة الحفل، كانوا يحسبون لي أسناني ويبرّرون صحّتها بابتعادي عن التدخين والكحول... الشّيب كانوا يتصيّدون اللون الأبيض في شعْري ويحسبون شعيراته... تجار الألبسة كانوا يقيمون ثمن بدلتي ورباط عنقي وزوج أحذيتي... المتأزمون نفسياً كانوا يبحثون في حركاتي وإيماأتي عن مفتاح يقودهم إلى إسقاط أزماتهم على حركاتي وسكناتي... الجميع يتفرسني... ولا أحد يراني.