" اجل إن مهمة الناقد الغربلة. لكنها ليست غربلة الناس. بل غربلة ما يدونه قسم من الناس من أفكار وشعور وميول. وما يدونه الناس من الأفكار والشعور والميول هو ما تعودنا ان ندعوه أدبا. فمهمة الناقد، إذن، هي غربلة الآثار الأدبية، لا غربلة أصحابها. وإذا كان (...)
إليه الذي خرج من ضيق السعة إلى سعة الضيق
شاقا حجب ظلمات ثلاث
صارخا…
رافضا…
متمردا
إلى ولدي…
معتصم
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
سورة الأحزاب
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم (...)
غضب
- غاضب أنت إلى حد الغضب، بل تجاوزت كل الحدود حتى أثقلت كاهل الغضب، وناقم أنت إلى حد انك أحنيت ظهر النقمة، مشتعل أنت حتى أني احسب النار ستصطلي حين تلامس الوهج الخارج من كل حروفك وفواصلك، ثائر أنت حتى أني أخشى على البراكين من ثورة أعماقك، عاصف (...)
دم...
دم...
دم
أشلاء وأشلاء...
دموع، وصراخ، وعويل.
بكاء، وقهر، وكبت، وذهول.
على رمال شاطىء غزة المفتوح على البحر، المفتوح على السماء، المفتوح على الآفاق والآماد، على تلك الرمال البيضاء، بياض البراءة والطهارة والنقاء، كانت طفلة غزة تتلوى، فوق الرمل، (...)
هي الأشياء المُتكالِبة المتجذِّرة التي تمتَدُّ في أعماقنا بخَفاءٍ لا يُضاهِيه خَفاء، تنتَشِر، تَمُدُّ أَذرُعها ومَلامِسها إلى مناطق العقل والنفس، مناطق التوتُّر والغَلَيان والراكِدة، والتي تَعمَل بطريقةٍ مبهمة، حين تُمسِك النفس وتغلُّها، تُكبِّلها، (...)
كم من الآهات بيني وبينك يا دنياي؟ يا اياما احتضنت وجودي وانتشاري فوق الحياة؟ ويا دفقا أرهق كاهلي واحنى قامتي وقوس قدماي؟
انا انسان، فقط انسان، ولد ليحمل ذاته على كتف الايام، وعلى منابر الاحتمال، حتى الشوكة الصغيرة، المستدقة تستطيع ان تدمي فؤادي، (...)
أتدري، كيف تتكثف الغيوم وتتلبد، تتكدس فوق ظلماتها ظلمات، وتتكور بنواة أعماقها بؤرة سوداء ممعنة بالسواد المتثاقل بين قبر يرزح في أعماق غابات مجهولة المكان والزمان، وبين قبر يرقد في سويداء القلب ونقطة العين؟
حين تمتد ذراع الوطن من تحت تراب الموت (...)
أحقا يبكي الرجال ؟
وهل يبكي الرجال إلا الرجال ؟ وهل ترحل الأوطان من مسافات الزمن إلا حين تهمي دموع الرجال ؟ وهل تنسكب البراكين من عيون غير عيون الرجال حين تستسلم للدموع والبكاء ؟
للموت مذاق آخر ، لا يشبه مذاق الموت القادم من ملك اصطفاه الله – جل (...)
في عام 2006 قلت في مقالتي المعنونة “فلسطين من ضياع الى ضياع” ما نصه: (إن رئيس الوزراء إسماعيل هنية مكلف الان شرعا وعقيدة وإيمانا واحتسابا لله ولرسوله الكريم أن يقف ليعلن انه يرفض وبشكل لا يقبل التأويل أو التحوير إدخال الفرقة العقدية بين أبناء الشعب، (...)
ليس هناك أدنى شك، لدى الانسان الحر، الوطني، وخاصة الانسان الثائر، المُسْتَعمَر، بأن إيران بقضها وقضيها، وأقصد بذلك نظام الحكم، ومن تبعه من افراد وفصائل، تمثل أقصى درجات الإرهاب والجريمة المنظمة، التي تعمل بالدسائس والمكائد والخبث والمرواغة، لتحطيم (...)
صمت يجلله صمت، ورهبة تجلل برهبة، ووحشة تجلل بوحشة، ومجهول يغوص بالمجهول، وغموض يهوي إلى قعر أعماق الغموض.
الشمس هنا تختلف عن شمس الأرض ، هنا تغلي الأشياء على مرجل الهيبة المنبثقة من رعب المخفي تحت الثرى ، تلتهب الأشياء وتصفر الحشائش ، ترى الحزن (...)
لماذا نغادر الأشياء؟ ولماذا تغادرنا الأشياء؟
حقا أنا لا اعلم عن من ماذا أتحدث، لكنها الحيرة التي تداهم النفس أحيانا، دون معنى ودون سبب، تأتي هكذا لتضع العقل والنفس أمام تساؤلات غامضة مثيرة، مجهولة معلومة، تؤلم الذات، تستنهض الوجع، ترج الصدر، حتى (...)
ماذا تريد؟
أتبحث عن بقايا النفس أم بقايا الناس؟
الأرض لها ألوان كما السماء، والأشجار الغائرة في الانهيار والنمو والبسوق والانخفاض، تبدو كملامح الأموات النابزة من شقوق المقابر.
النهر الجميل المتدفق من النبع إلى المصب، تتخلل شفافيته طحالب متعفنة تزخر (...)
الغرابة الحقيقية، ان تستهجن المتكرر، الثابت، المعهود، في قضية عمرها أكثر من خمسة وسبعين عاما. مثل هذا، ينطبق على الاعلام العربي، المواطن، المفكر، والمحلل السياسي، مما ينقلك الى التفكير المُؤجج للسخط، كيف يستطيع العرب علك واجترار ذات البدهية، ذات (...)
“1”
لريما
كل المسافات
كل الثواني
وكل البدايات
ككون مشدود من ثرى الأرض
للثريا
في قبة سماء
في رحم مظلل بسماء
وسماء
وزيتونة الفية
تمسك الازمان من كلها
من نهايات النهايات
“2”
لريما
كل شيء ممكن
مباح، حر، طليق،
نسر يحمل الأرض من أطرافها
يلملم الأوراق من (...)
عزيزي يوسف
لا أعرف تماما لماذا أكتب لك هذه الرسالة، ولا أدري لماذا اخترتك دون غيرك من بين جميع أصدقائي لأوجه لك هذا الخطاب. ولكني على يقين تام بأنك كنت تربك هواجس نفسي لا شعوريا، حين كانت تحلق أفكاري على مساحات الوحدة والانطواء، التي لفعتني بظلالها (...)
كنت نهبا موزعا بين الإقدام والإحجام، حين تكورت فكرة كتابة بعض من وصايا أمي، أأكتبها باللهجة العامية التي تحدثت بها، أم أعاود صياغتها باللغة التي اعتز بجزالتها وفخامتها، وأخيرا قررت الكتابة باللغة الفصيحة، حتى لا يأتي يوم واندم فيه على ما بدر مني.
يا (...)
في قرية ” سلمة ” بالقرب من يافا، ارض البحر الممتد من خاصرة الوقت والزمن، لخاصرة النصر والشهادة، في تلك القرية العابقة بروائح الحنون والزعتر، انبثقت نجمة أضاءت الكون وأرهقت الشمس، نجمة غطت أفاق الأرض والبحر، وانتشرت في عروق البرتقال والزيتون، نجمة (...)
قبل أيام، التقيت أحدَ الأصدقاء، كان يَحمل في جوفه همًّا يود بثَّه إلى كائنٍ ما، لكنَّه ظل موزعًا بين الإحجام والإقدام، بين إفصاحٍ ظنَّ أنه سيقوده إلى نضج غير مكتمل، ورؤيةٍ صائبة في صلب ما يفكر به.
انتقلنا من موضوع إلى موضوع، وأنا أدفع به – من حيث لا (...)
ليست رثائية، ولا بكائية، ولا حزنا يتشابه مع حزن الفقد، ولا كمدا يتفق مع كمد الغياب، ولا قهرا يحاكي الضياع والخسران والاندثار.
فالأبطال، الآحاد، الذين ينبثقوا من ضياء الحق، ونور اليقين، وعزم الايمان، وإزْماع ونواة العقيدة الراسخة المتأصلة في أعماق (...)
شدي يديك
على شفاه الأرض
افتحي ذاكرة الارض للريح
خبئيها بين أقراص زعتر بري
يسيل زيتا وشهدا
ينثر الشغف خيوطا من شمس
لا تغيب
التقطي الندى
على جناح فراشة
تهاجر نحو نهايتها
هنيهتين
تساويان شهيق وزفير
*****
افترشي الوطن
من قمته
المصطدمة (...)
تتسارع الأشياء، تكتمل، تتوالج الظلمات مع انبثاقات النهار، تتوثب الرؤى لتنازع المعلوم مرورا لطيفا بين خفقات المجهول، تندفع الطاقة الكامنة من روح تشعر بتحدب اللحيظات القادمة، تتدلى أيام العمر أمام العينين، كعناقيد من وهج متفجر، ترسل بريقا يمتزج فيه (...)