وشاءَ الرّبّ أن تهْبطَ الصّبايا
من دمْعتيْن عالقتيْن بِسكّةِ الْبرْق
إلى حبقٍ برّيّ بأقْصى الْمدينةِ
حافياتٍ، ومرْتبكاتٍ
من فوْرة النّهارِ الْموغلِ في خلْوتهِ
ومن منامِ الْفراشِ على فولاذِ الْعواصم
وشاءَ الرّبّ أن تفيضَ من أقْدامِهنّ
موسيقَى الماءِ (...)
يتعذر على الأمهات في أحايين كثيرة إمكانية الولوج إلى بعض خدمات المدرسة، ومشاركتهن في الإشراف على تعلم أبنائهن والحصول على مختلف البيانات والوثائق المتعلقة بتمدرسهم، والقيام بجميع التصرفات الإدارية التي تتطلب حضور "ولي الأمر".
يلاحظ في هذا السياق (...)
لا ينكر أحد أن اللباس تطور، بشكل، كبير ومتسارع منذ النصف الثاني من القرن الماضي؛ وصار موضوع دراسات وجدال بين الأفراد والمؤسسات على حد سواء؛ تارة باسم الأصالة، والوسطية، ومحاربة النماذج المستوردة، وما "يخدش الحياء العام"؛ وتارة أخرى باسم الانفتاح، (...)
كنتُ مخطئًا حين طلبتُ منكِ
أن تشْغلي الريحَ بالوقت السّائلِ من تجاويفِ الجدران
وأن تغْمسي قدميْكِ الصغيرتيْن في غبش المساء
وتنفخي من أنفاسك في كفّيّ
كي ترْبكَ العواصفَ رائحةُ الترابِ
وأوغلَ في الحريق مثل صرخةٍ تائهةٍ
بين فروجِ الجبالِ
لا الريح (...)
أبانا الذي علّمنا الخوفَ من رذاذِ الأماسي
والسّيرَ بين ظلالِ الكرومِ
مسْرعينَ، وهامسينَ
أبانا الذي خلفَ البابِ، وقبلَ البابِ
وأعلى قليلا من حبقِ الصّبايا
ها نحن، يتاماكَ العميانُ
رياحينُ الفرحةِ الأولى
عالقونَ بين الحجارةِ
والبرقِ المسفوحِ على ركبِ (...)
1. أولُ الكلامِ
كنتُ قريبا منهمْ
يا أبي
وما قادَنِي أحدٌ منهمْ إليّ
وما فطنوا إلى ندْرةِ القمحِ
في شَرايينِي
وما ملأتُ بئرَ المدينةِ
بالدّمعِ، والغمامِ
ولمّا مِتّ
أرشدتُهم إلى جثّتي
وبقايا الطّينِ بين أظافرِهمْ!
2. كثيرونَ في معطفٍ واحدٍ
في الطريقِ (...)
لأصبرنّ على سهْوكِ
فلِي في الصَّبرِ حماقاتٌ شتّى:
كأنْ أشعلَ ناراً، وأدخلَها حافياً
أو أرسمَ هاويةً
وأسقطَ منْها
ولا يحْملني أحدٌ إليَّ
كأنْ أفلتَ من مكيدةٍ
وأسرعَ إليها ثانيةً
بساقينِ ضامِرتيْنِ
وغيمةٍ حُبلى بين حاجبيَّ
أو أطلَّ من شرفةٍ عاليةٍ
على (...)
يداً في يدٍ
نعْبرُ الشّارعَ
ضاحكيْنِ
كأيّ عريسيْنِ
يخبّئانِ بين أكْمامِهما
نهاراً كبيراً
عيْناهُ على الْحافةِ
وعيْنايَ على ورْدةٍ
تطلُّ على الْحافةِ
هل كنّا ننْظرُ معاً
في اتّجاهٍ واحدٍ؟
لمْ أُصدّقْ أَبداً
أنّ ماءَ البحْرِ أبْيض
لمْ يُصدّقْ (...)
لوْ لمْ يكنْ هذا الطينُ لزِجاً، وكثيفاً
لو لم يكنْ ممزوجاً بالمراثي
وأدْخنةِ الأزْمانِ القديمةِ
لنجوْنا جميعاً من الموتِ
تحت أحذيةِ المشاةِ
أنا، وأنتِ، وحفارُ القبورِ
وحارسُها الوحيدُ
لو لم يكنْ حضنُكِ
أضيقَ من جمْجمةِ يائسٍ
وأعلى قليلاً
من فاصلٍ (...)
مفرد في زوايا
الحديقة
أيتها الوحْدة
ُلستِ قبيحةً إلى هذا الحد
ّبفضلكِ تمرّنتُ على المشيِ
إلى جانبي طويلا
ًلا يدٌ تعْبثُ بأزرارِ قميصي
وطعْمِ الحليبِ الأوّلِ في فَمي
لا حربٌ أُعدّ لها نبيذَ المساءِ
وبرْدَ الأقاصي
أمشي إلى جانبي طويلا
ًفي الممرّ (...)
فتح الله بوعزة
افْرِضْ يا " سانشو" أني مُنْدَفِعٌ
بِيَدَيْنِ مُمَلّحَتَيْنِ
و عَينيْنِ غائمتينِ قليلاً
و تَنتبهانِ إلى الأَشياءِ الدّقيقةِ
في أكمامِ الصّبايا
و أحملُ قُبعةً لا تليقُ بحزمِ الْقتيلِ
و قوساً لصيدِ الْغمامِ
و آخرِ ما فِي الْخوارجِ منْ (...)
مَناديلُ الْغريبِ
فتح الله بوعزة
لي وشمٌ أحرسُه من رذاذِ المساءِ
وكيدِ اللواتي نثرنَ الجدائلَ فوقَ السطوحِ
و قلنَ: تعالَ..إلى نذْرِنا
لي بحرٌ صغيرٌ
أحمله دائما في جيبي
أغري أسماكَه بالكلامِ
عن الصيدِ و الشرفاتِ (...)