مُشاهَدَاتٌ مِنْ بُرْجٍ مَائِلٍ لِلْغريبِ مواعيدُهُ: يفْتحُ رِئَتَيْهِ لأَوَّلِ طَيْرٍ يَحُطُّ على شرفةٍ في الخلاءِ القَصِيِّ وَ يَحْشو أصابِعَهُ بالنَّشيدِ و يَمْضِي إلى سهوِهِ فَرِحاً باللَّيْلِ الذي يعلو كعبَهُ! *** في الصَّباحِ يَمُدُّ سنابِلَهُ كيْ تُطِلَّ السَّباياَ على مَلَلِ الحُرَّاسْ! *** في المسَاءِ يَشُدُّ إلى حَجرٍ باقةَ ورْدٍ، و شتاءً رخواً و نافذةً للصَّهيلِ على ظاهرِ كَفِّهِ يتثاءبُ برْدٌ يابسٌ! *** في المساءِ يَعُدُّ منَازِلَهُ: صيدٌ واحدٌ أفلتَ هذا العامَ صيدٌ قليلُ الْهواءْ! *** الليلُ الذي يعلو كعْبَهُ صارَ عُشْباً و صارَ حذاءً للْعاشِقِ! *** في الغرفةِ فَوْضى نوايا و أسماءٌ تسْقُطُ من كلِّ الجهاتِ من السَّقفِ و الحيطانِ و عدَّادِ الماءِ .. حمَّالةُ القلب لا تعملُ جيداً! *** بردٌ يابسٌ هذا المساءَ أفكِّرُ كيف تدلى الليلُ إلى آخر ِالشّارعِ بقميصٍ شفّافٍ! *** مِنْ بَعيدٍ تضيءُ الصّبايا شموعَ العيدِ يَهَبْنَ الطّيرَ لساناً يَهَبْنَ الشتاءَ رخاوتَهُ لم أرَ جيدا كيفَ انْكَسَرَ الياسَمينُ وَ كيفَ عادَ الرّماةُ إلى لغْوهمْ في دقائقَ معدوداتٍ! *** مِنْ بَعيدٍ يُطِلُّ الهواءُ على نفْسِهِ: لم ألْبسْ قميصاً هذا اليومَ وَ لمْ أحملْ أغراضي كالعادةِ لَمْ ينَبِّهْني أحدٌ أبْدو غيرَ مكْترثٍ بالْغبارِ الذي يَستريحُ على قدميّْ! *** عرباتٌ تسيرُ إلى آخرِ الشَّارعِ عرباتٌ أخْرى تأْتي مِنْ آخِرِ الشَّارعِ هذا الآخِرُ لا تَجِفُّ مَدامِعُهُ! *** قاتلٌ أم مقتولٌ هذا الْقادمُ نحوي قوساً يَحْملُ أم فسيلةَ ريْحانٍ؟ دمْعةً يحملُ أم سِكيناً ؟ يا فَتى أَيْقِظِ الْقلبَ كي أبْصرَ ماذا يحْدثُ خلْفَ الظلمةِ! *** لم أفتحْ بابي هذا الصباحَ خواءٌ كثيفٌ في الخارجِ *** لا أنْوي الْبَقاءَ هُنا لا أنْوي الْبَقاءَ هُناكَ رفيفُ الحمامِ يلائِمُني! *** غايتي أنْ أضُمَّ الماءَ و أحْمِلَ رايَاتِهِ!