الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد
وضعية السوق العشوائي لبيع السمك بالجملة بالجديدة: تحديات صحية وبيئية تهدد المستهلك
منتدى الصحافيين والإعلاميين الشباب يجتمع بمندوب الصحة بإقليم الجديدة
تلميذ يرسل مدير مؤسسة تعليمية إلى المستشفى بأولاد افرج
معرض القاهرة الدولي للكتاب .. حضور وازن للشاعر والإعلامي المغربي سعيد كوبريت في أمسية شعرية دولية
لقاء ينبش في ذاكرة ابن الموقت
الولايات المتحدة.. طائرات عسكرية لنقل المهاجرين المرحلين
الخارجية الأمريكية تقرر حظر رفع علم المثليين في السفارات والمباني الحكومية
طنجة.. حفل توزيع الشواهد التقديرية بثانوية طارق بن زياد
إسرائيل تفرج عن محمد الطوس أقدم معتقل فلسطيني في سجونها ضمن صفقة التبادل مع حماس
بطولة إيطاليا لكرة القدم .. نابولي يفوز على ضيفه يوفنتوس (2-1)
تدشين وإطلاق عدة مشاريع للتنمية الفلاحية والقروية بإقليمي تطوان وشفشاون
الكشف عن شعار "كان المغرب 2025"
تفكيك شبكة تزوير.. توقيف شخصين وحجز أختام ووثائق مزورة بطنجة
الدفاع الحسني الجديدي يتعاقد مع المدرب البرتغالي روي ألميدا
ملفات التعليم العالقة.. لقاءات مكثفة بين النقابات ووزارة التربية الوطنية
أغنية "Mani Ngwa" للرابور الناظوري A-JEY تسلط الضوء على معاناة الشباب في ظل الأزمات المعاصرة
"الحُلم صار حقيقة".. هتافات وزغاريد وألعاب نارية تستقبل أسرى فلسطينيين
أوروبا تأمل اتفاقا جديدا مع المغرب
استمرار الأجواء الباردة واحتمال عودة الأمطار للمملكة الأسبوع المقبل
القنصلية العامة للمملكة بمدريد تحتفل برأس السنة الامازيغية
هوية بصرية جديدة و برنامج ثقافي و فني لشهر فبراير 2025
حصار بوحمرون: هذه حصيلة حملة مواجهة تفشي الوباء بإقليم الناظور
أيوب الحومي يعود بقوة ويغني للصحراء المغربية
هذه خلاصات لقاء النقابات مع وزارة التربية الوطنية
ملتقى الدراسة في إسبانيا 2025: وجهة تعليمية جديدة للطلبة المغاربة
الجمعية المغربية للإغاثة المدنية تزور قنصليتي السنغال وغينيا بيساو في الداخلة لتعزيز التعاون
إفران: استفادة أزيد من 4000 أسرة من عملية واسعة النطاق لمواجهة آثار موجة البرد
جبهة "لاسامير" تنتقد فشل مجلس المنافسة في ضبط سوق المحروقات وتجدد المطالبة بإلغاء التحرير
أداء الأسبوع سلبي ببورصة البيضاء
فريدجي: الجهود الملكية تخدم إفريقيا
وزارة الصحة تعلن عن الإجراءات الصحية الجديدة لأداء مناسك العمرة
كيف كان ملك المغرب الوحيد من بين القادة العالميين الذي قرر تكريم ترامب بأرفع وسام قبل مغادرته البيت الأبيض بيوم واحد
من العروي إلى مصر :كتاب "العناد" في معرض القاهرة الدولي
"مرض غامض" يثير القلق في الهند
الأميرة للا حسناء تترأس حفل عشاء خيري لدعم العمل الإنساني والتعاون الدبلوماسي
فعاليات فنية وثقافية في بني عمارت تحتفل بمناسبة السنة الأمازيغية 2975
وزارة الصحة تعلن أمرا هاما للراغبين في أداء مناسك العمرة
إطلاق أول مدرسة لكرة السلة (إن بي أي) في المغرب
السياحة الصينية المغربية على موعد مع دينامية غير مسبوقة
إس.رائ..يل تطلق سراح أقدم أسير فل.سط..يني
حماس تسلم الصليب الأحمر 4 محتجزات إسرائيليات
المغرب يفرض تلقيحاً إلزاميًا للمسافرين إلى السعودية لأداء العمرة
مونديال 2026: ملاعب المملكة تفتح أبوابها أمام منتخبات إفريقيا لإجراء لقاءات التصفيات
لقجع.. استيراد اللحوم غير كافي ولولا هذا الأمر لكانت الأسعار أغلى بكثير
تيرغالين: الوداد وبركان لم يفاوضاني
الربط المائي بين "وادي المخازن ودار خروفة" يصل إلى مرحلة التجريب
"حادث خلال تدريب" يسلب حياة رياضية شابة في إيطاليا
ريال مدريد أكثر فريق تم إلغاء أهدافه في الليغا بتقنية "الفار"
نوفاكو فاشن: احتجاجات العمال غير مبررة وتسببت في خسائر فادحة
اثنان بجهة طنجة.. وزارة السياحة تُخصص 188 مليون درهم لتثمين قرى سياحية
أرقام فظيعة .. لا تخيف أحدا!
بالصدى .. بايتاس .. وزارة الصحة .. والحصبة
غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة
أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام
المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين
ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير
الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
قصائد...حسن نجمي
حسن نجمي
نشر في
الاتحاد الاشتراكي
يوم 18 - 03 - 2011
رُخَام
هنا يتكلم الحجر
(إِلى الرَّائِعَة مُنَى السَّعُودِي)
رُخَامُهَا سَاخِنٌ. يَمْلَؤُهَا ضَوْءُ الظَّهِيرَةِ بِالحَيَاةِ. ظِلاَلٌ ثَمِلَةٌ وَتَعْبُرُهَا عَتَمَةٌ غَزِيرَةُ الخَمْرَةِ. قدِ غَمَرَتْهَا ذَبْذَبَاتُ الشَّغَفِ فَمَدَّتْ رُخَامَ يَدَيْهَا إِلَيْكَ.
وَأَنْتَ وَاقِفٌ لاَ تُصَدِّقُ. تَتَنَعَّمُ بِرَذَاذِ رُومَا وَتَشُكُّ في رُخَامِهَا.
تَقَدَّمْ قَلِيلاً وَمُدَّ يَدَكَ. فَفِي إِيطالْياَ يَتَكَلَّمُ الحَجَرُ. يَهْزَأُ المِعْمَارُ بِالأَزْمِنَةِ. وَيُمْكِنُكَ أَنْ تُصَاحِبَ مَنْحُوتَةً. تَغْسِلُ عَيْنَيْكَ كُلَّ صَبَاحٍ.
فِي المَسَاءَاتِ البَارِدَةِ تُحِبُّكَ وتُجَاسِدُكَ. تَحْكِي لَكَ تَارِيخَهَا وكَيْفَ كَانَتْ حَجَراً دَفِيناً فِي جَبَلٍ. وَكَيْفَ حَمَلَهَا عَبِيدُ الإِمْبْرَاطُوريَّةِ. وَكيْفَ مَرَّتْ بِهَا أَصَابِعُ الجِنِّ كَمَا تَمُرُّ بِالجَسَدِ رِيحٌ خَفِيفَةٌ. تَنْحَتُ القِوَامَ وَتَتْرُكُ نَدَبَةً فِي الرُّوحِ.
تَقَدَّمْ قليلاً وَالْمَسْهَا. سَتَرَاهَا تَسْتَيْقِظُ تَحْتَ أَصَابِعِكَ.
وَيُمْكِنُكَ أَنْ تُعَبِّرَ لَهَا عَنْ حُبِّكَ. كَلِّمْهَا بِكُلِّ لُغَاتِ جَسَدِكَ. سَتَسْمَعُكَ.
وَلاَ تَأْسَ إِنِ ابْتَسَمَتْ وَلَمْ تُكَلِّمْكَ. هَكَذاَ يَتَكَلَّمُ الرُّخَامُ - بِلاَ كَلِمَاتٍ.
غُرْفَةٌ في رُومَا
فِي رُومَا، فِيَّا سَالاَرْيَا (*)
فِي فُنْدُقِ «بَّانَامَا غَارْدَنْ» الَّذِي هُنَاكَ.
آثَرْتُ أَنْ تَبْقَى الغُرْفَةُ مُتَلَفِّعَةً بِالظَّلاَمِ.
وَأَنْ أَبْقَى وَحْدِي.
بِلاَ أَنْفَاسٍ أُخْرَى تَخْتَلِطُ بِأَنْفَاسِي.
بِلاَ ضَوْءٍ جَذَّابٍ فِي الغُرفَةِ أَوْ فِي الأَبَاجُورَةِ.
بِمَشَاعِرَ مُرَّةٍ تَلِيقُ بقَصِيدَةٍ.
لاَ أُبَالي بِالوَقْتِ يَمْضِي أَوِ بالآخَرِين مُحتَشِدِينَ.
وَحْدِي. بِلاَ ضَوْءٍ. بِلاَ شُمُوعٍ مُنْحَنِيةٍ كَابِيَةٍ -
أَقُولُ لِغُرْفَتِي المُطْفَأةِ: إِنِّي أَثِقُ فِي الظَّلاَمِ.
(*) Via Salaria ( شارع سالاريا)
أَحْلاَم الرُّومَانِي
أَحْلُمُ بِكِ وبِرُومَا.
بِيديْكِ تُوسِعَانِ فَرَاغَ الغُْرفَةِ.
بِأصَابِعِي صَاعِدة إلى صَدْرِِكِ المَغْسُولِ بِاليَاسَمِينِ.
أَحْلُمُ وَ أنَا أتّقدُ وأنَا أنْطَفِئُ علَى ذِرَاعَيكِ.
أَنْظُُر إليك مَغمُورَةً بِغُبارٍ مِنْ ذَهَبٍ في بّورْطا بّورْتيزِي.
َونَحْنُ معًا عند جُدرَانِ الكُولُوسِيُّو نَسْمَعُ نَفَسَ الأمْبرَاطُورْ
كَنَفَسِ أحَدٍ سَيَأْتِي. بِقُرْبِنَا قَرْقَعَةُ حَدِيدِهِ. سَطْوِةُ خُطََوتِهِ فِي نهْرِ
الزّمَنِ. مَعًا فِي مَكْتَبَةِ فِيلْتْرِنيللّي. مَعًا نَتََوقَفُ فِي سَاحَةِ الجَمْهُوِريِةِ
كَيْ نَشْرَبَ الكِينُو أوطّو. مَعًا فِي سَاحَةِ ڤِِينِتْسيَا نَتَبَادَلُ القُبلاتِ
كَمَا يُتَبَادَلُ الأسْرِى. فِي الحُلْْمِ الخَفِيفِ. فِي بياتزَا نَا_ونَا حَيْثُ يَتَراَقَصُ
المَاءُ فِي التّمَاثِيل الحَالِمَةِ بِمَجْدِهَا الرُّوماَنِي.
أحْلُمُ بِكِ الَّليْلة كُلّهَا -
(كَأَنّمَا هِيَ لَيْلَةٌ بِلاَ مَطْلَعِ فَجْرٍ!).
َونَحْنُ نَعْبُُرُ صَامِتَيْنِ كَمَا عَبَََر ريلْكَه كَنَائِسَ نَابّولِي.
تُوقِفُنَا كََمَا أوْقَفَتْهُ شَاهِدَةُ قَْبرٍ.
كَيْ يَتَمَتَعَ بِقَلِيلٍ مِنْ حَيَاةٍ فِي جَلاَلِ سَانْتَا مَاريَّا فُوْرمُوزَا.
.......................................................................
والآنَ. وَالصَّبَاحُ َرطْبٌ عَلَى حَافَةِ الناّفَِذةٍ.
قَدْ جَاءَ يُوقِظُنِي كَمَا يُوقِظُ ظِلاًّ.
أرَى شُعَاعًا حَييًّا يَتَسَلّلُ كَمُفْرَدَةِ مُعْجَمٍ.
يَضَعُ يَدَهُ الجَدِيدَةَ عَلَى مُلاَءَةِ السَّرِيرِ.
دَعِينِي إذنْ أُقيّْدْ صُوَرَ البارحَةِ.
أكْتُبِ القَصِيدَةَ التّي قَضَتِ اللّيْلَة فِي غُرْفَتِي.
دَمٌ على جَنَاحِ طائِرِ
إِلى خالد بلقاسم،
«مَنْ رَآنِي جَازَ النُّطْقَ والصَّمْتَ»
(النفري)
كُلَّمَا التَقَيْتُهُ رَأَيْتُه يَلْتَفِتُ يَمِيناً وَشِمَالاً وَيُكَلِّمُ نَفْسَهُ. رَأَيْتُهُ فِي الظَّهِيرَةِ يَجْمَعُ رَاحَتَيْ يَدَيْهِ الخَاوِيَتَيْن وَيَقُولُ لِي: أَلاَ تَرَى هَذَا المَاءَ؟ إِنَّ عَصَافِيرَ الدُّورِيِّ تَشْرَبُ. وَلَمْ أَرَهَا. أَسْأَلْهُ عَنْهَا... يَقُولُ لِي: قَدْ عَطِشَتْ وَلَهَا خَجَلٌ يَمْنَعُهَا مِنْ أنْ تَجْلُوَ للنَّاسِ. قُلْتُ: لِمَ تَخْجَلُ مِنِّي، وَأَنَا صَدِيقٌ لَهَا وَلَكَ؟ قَالَ هِيَ بِقُرْبِكَ يَا صَديقِي وَلكِنَّكَ لاَ تَرَى. وَقَدْ رَأَيتُهُ فِي العَشِيَّةِ يُقَلِّدُ هَدِيلَ النَّوارِسِ وَيَجْمَعُ قَبْضَةَ يَدِهِ. قَالَ لِي: إِنَّ طُيُورَ البَحْرِ جَائِعةٌ. أَلا تَرَى مَا في يَدِي مِنْ زُؤَانٍ؟ وَلَمْ أَرَ أَثَراً لِطَيرٍ مِنْ حَوْلِهِ. يَدُهُ الفَارِغَةُ فَقَطَُّ. قَالَ لِي صِرْتَ أَعْمَى يا صَدِيقِي. أَكُلُّ هَذَا الامتِدَادِ الأَزْرقَ وَلاَ تَرَى بَحْراً؟ وَهَذَا الهَدِيلُ كُلُّهُ وَلاَ تَرَى جَذَلَ النَّوَارِسِ مِنْ حَوْلِكَ؟ أَلاَ تَرَى أَمْ جئْتَ تُفْسِدُ سِرِّي؟ وَمَدَّ يَدَهُ فِي الهَوَاءِ. وَكَمَا لَوْ أَمْسَكَ بِطَائِرٍ سَأَلَني: أَلاَ تَرى هَذَا الجُرْحَ فِي الجَنَاحِ الأَبيض؟ أَلاَ تَرَى هَذا الرِّيشَ مُلطَّخاً بِالدَّمِ؟ َحَدَّقْتُ -وَلمْ أَرَ شَيْئاً. حَدَّقْتُ وَلَمْ أَرَ أَحَداً.
...........................
وَرَأَيْتُهُ يَشْلَحُ عَنْ جَسَدِهِ كُلَّ ثِيابِهِ. يَعْرَى مِثْلَ وَلِيدٍ بِلاَ أَقْمَاطٍ. رَأَيْتُهُ يُرَفْرِفُ بِذِرَاعَيْهِ. ويَهُبُّ مُسْرِعاً في الشَّارِعِ الطَّوِيلِ المُقْفِرِ: ما أَجْمَلَ أَجْنِحَتَهُ! ورَأَيْتُهُ يَقْتَحِمُ غَيْمَةً بَيْضَاءَ كَأَنَّ مَلاَكاً أَلْقَى عَلَيْهِ بِجَنَاحِهِ. وَلَمْ أَعُدْ أَعْرِفُ هَلْ رُفِعَ أَم تَحَلَّلَ سُكَّراً فِي الغَيْمِ.
رجل يطل على حياته
« أنا فارغ وأسود مثل فرن»
( ماكس جاكوب- Poèmes épars)
الشّرفات عارية تُلقِي ببعض الضّوء.
لعلّها تواصل السهر أو تَتَصَابَى في آخر اللّيل.
أرى الألوان على حبال الغسيل،
غامضة..
هناك فوق سُطُوحِ الجيران،
والحارس المغربيُّ يغتسل في حديقة السفارة.
واقفا أُطِلُّ من شرفة كأنها في لوحة زيت.
أََشُكُُّ في الغيم الذي يَعبُر على عجل في سماء مرتجفة.
أرى عُمَّالَ البلدية ينظفون الشارع.
فوق رؤوسهم لافتات نسيها المنظمون الكسالى.
آخر النَبَّاشِينَ يركن عربته.
يَدُُّّسُّ رأسه في قمامة الشارع الفارغ.
كلاب شاردة تداعب كلبة بدت محتارة في اللّيل.
أحصنة تتعانق على شاحنة عابرة.
كأنها في طريقها إلى الذبح.
سائق يَعْبُرُ سَكْرانَ كاد ينقلب عند المنعطف.
نوافذ ساهرة أثارتها الفرملة المضغوطة.
وألتفت لأنظر إلى نظرتك.
شيء بيننا مرتاب.
أفتح عينين واسعتين على شعاع وجهك.
كأنما أراه يسقط في الجهة الأخرى.
مثل َوتٍَر فقد رغبة الرّنين.
واقفا أنتظر أحدًا أو شيئًا.
أضع يدي على لوح الخشب البارد في الليل.
صرت أذْعَنُ للظلام كأن لم تعد روحي تشبهني.
في الشرفة - واقف أطلُّ على حياتي.
صَوْتُكِ..
كَأَنَّهُ الرَّبْوُ أَصَابَ الرِّيحَ!
هَذَا الزُّكَامُ. هَذَا السُّعَالُ. هَذَا العُطَاسُ. هَذَا الخَريفُ الطَّوِيلُ.
وَهَذِهِ البُرُودَةُ فِي الطَّابَقِ الثَّالِثِ. وَنَوَافِذُ الرِّبَاطِ عَالِيَةٌ تَسْتَدعِي منَاخَ الشَّمَالِ البَعِيدِ
(كُلُّ هَذَا الجَلِيدِ مِنْ حَوْلِي - مِنْ أَيْنَ يَهُبُّ الغُبَارُ؟).
غَدِرَ بِي صَوْتِي -وَأَصْعَدُ دَرْجَ العِمَارَةِ لاَهِثاً.
مَنَحْتِنِي أَنْفَاسَكِ لأَقْوَى
وصَوْتَكِ لأَتَأَلَّمَ.
الكَمَنْجَاتْ
عندما كان سقراط في سجنه ينتظر تنفيذ الحكم بإعدامه،
سمع موسيقيا يُغنّي قصيدةً للشاعرالصِّقلي سْتيزيكُوري
Stesichore )القرن6 ق.م) فالتمس منه أن يُلقنه الأغنية.
سأله الموسيقي عن الجدوى من تعلُّم هذه الأغنية، فأجابه
سقراط:عليّ أن أعرفها قبل أن أموتَ.
( Ammien Marcellin, XXXVIII,4)
أَنَا مِنْ هُنَاكَ.
تَأْتِينِي الرِّيحُ بِأَصْوَاتِ الكَمَنْجَاتِ.
وَأُغَنِّيَ أُغْنِيَةَ حُبِّي القَدِيمِ.
كَأَنَّ كَمَنْجَةً عَلَى رُكْبَتِي.
الخَيْلُ هُنَا فِي الأُغْنِيَةِ.
مَا مِنْ شَيءٍ غَيْرُ الشَّرَاشِفِ والمَلاَءَاتِ
(بَيْضَاءُ بَارِدَةٌ).
مَا مِنْ أَحَدٍ مَعِي غَيْرُ ذِكْرى صَوْتِكِ.
غَنِّي لِيَ غِنَاءَكِ.
غَنِّي لِي مَا لاَ يَطْلُبُهُ المُسْتَمِعُونَ.
سَأَسْمَعُكِ وَلَوْ مِنْ بَعِيدٍ.. وَلَوْ مِنْ وَرَاءِ التُّرابِ.
أُرَدِّدُ الكَلِمَاتِ الَّتِي غَنَّيْنَاهَا مَعاً.
أَطْفُو فِي صَوْتِكِ.
أَنْحَنِي بِقُبَّعَتِي تَحِيَّةً أَوِ اعْتِذَاراً لِلطَّرِيقِ.
وَأنَا أَمْشِي فِي الأُفْقِ وَحْدِي.
.........................
.........................
آهٍ.. لَوْ يَتَرَفَّقِ العَازِفُ بِالكَمَنْجَةِ قَلِيلاً -
إِنَّ قَوْسَهُ لا تُحْسِنُ الذَّبْحَ.
صَبيُّ المَسَاء
أُعَدِّلُ جُرْحاً بِجُرْحٍ
ذَلِكَ الصَّبِيُّ المُمْتَلِيءُ بِلَحْظَةِ المَسَاءِ.
الصَّامِتُ. المُتَكَِتِّمُ عَلَى أَسْرَارِهِ مِثْلَ أَكْمَامِ الوَرْدِ.
لَمْ يَعُدْ يَلْعَبُ الكُرَةَ أَوْ تُغْرِيهِ أَعْشَاشُ الدُّورِيِّ.
وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكْبُرْ بَعْدُ -كَلَّمْتُهُ أَمْسِ فِي اللَّيلِ:
عِنْدَمَا كُنْتُكَ لَمْ تَكُنْ ذِرَاعِي فَارِغَةً. لَمْ يَكُنْ جَسَدِي وَحِيداً.
لَمْ أَكُنْ بِلاَ حُلْمٍ. لَمْ أَكُنْ بِلاَ حُبٍّ.
وَلَمْ أَكُنْ بِلاَ صَلْصَالٍ يَتَنَفَّسُ فِي قَامَةٍ عَارِيةٍ هُنَا، فِي جِوَارِي.
إِنَّمَا تَعَطَّلَتِ الآنَ سَاعَةُ الرَّمْلِ.
لَمْ أَعُدْ أَقُولُ فِي القَصِيدَةِ أَيَّ شَيءٍ.
مَا زِلْتُ كَمَا كُنْتُكَ جَرِيحاً.
لََمْ أُشْفَ بَعْدُ - إنَّمَا أُعَدِّلُ جُرْحاً بِجُرْحٍ.
ذَلِكَ الصَّبِيُّ - هُنَاكَ تَبْقَى حَيْرَتُهُ.
البَنَاتْ
(إِلى بَنَاتِي: رِيمَا، لِينَا، شَامَة)
جَلَسْتُ لأَكْتُبَ قَصيدَةً جَديدَةً، اليَوْمَ - يَوْمَ أَحَدٍ بَعْدَ الظَّهِيرَةِ.
كُنْتُ فَكَّرْتُ فِي بَنَاتِي الثَّلاَثِ. فِي مَا يُوشِجُ بَيْنَنَا. ثُمَّ تَوَقَّفْتُ.
تَذَكَّرْتُ رِيتْسُوسْ. تَذكَّرْتُ قَصِيدَتَهُ (Graganda) وَالبَنَاتِ الثَّلاَثِ لِصَانِعِ التَّوابِيتِ. كُنَّ يَجْلِسْنَ عَلَى حَافَةِ النَّافِذَةِ وَهُنَّ يَكْسِرنَ الجَوْزَ - وَاحِدَةٌ بِحَجَرٍ فِي يَدِهَا. وَاحِدَةٌ بِأَسْنَانِهَا. وَاحِدَةٌ بِيَدِ مَهْرَاسْ.*
................................
هُنَّ بَنَاتِي.. غَيْرَ أَنِّي صَانِعُ حَيَاةٍ.
رَجُلٌ فِي المُفْتَرَقْ
وَاقِفٌ فِي مُفْتَرَقِ الطُّرُقِ.
يُشَيِّعُ العَابِرينَ بِتَلْوِيحَاتِ يَدَيْهِ.
مِثْلَ مُتَرَنِّحٍ لَمْ يَتَسَاهَلْ مَعَ كَأْسِ اللَّيْلَةِ -
كَانَ يُكَلِّمُ نَفْسَهُ بِصَوْتٍ عَالٍ.
(يده لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ كَيْفَ تُلَوِّحُ).
كَانَ بِلاَ أَمَلٍ لِيَخِيبَ.
كَانَ بِلاَ كِيَّانٍ لِيَتَجَذَّرَ فِي كِيَّانِهِ.
كَأَنَّمَا كَانَ بِلاَ طَرِيقٍ لِيَمْشِيَ.
................
وَاقِفٌ فِي المُفْتَرَقِ.
وَحِيداً يُبَدِّدُ مَا تَبَقَّى مِنْ غيْمٍ.
وبِلاَ عَيْنَيْنِ، كَانَ، لِيَرَى.
الأَعداء
»عند كل انهيار للأَدِلَّة
يُجِيبُ الشَّاعرُ بِرشْقَةِ مُسْتَقْبَلٍ«
(روني شار)
عَاصِفَةٌ تَجْتَاحُ رَأْسَكَ -
تُدَاعِبُ الرِّيحُ أَوْرَاقَ خَرِيفِكَ اليَابِسَةَ.
السَّمَاءُ قُرْبَ يَدَيْكَ.
الصَّمْتُ الذي حَوْلَكَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُسْعِفَكَ أَكْثَر.
لَكَ أَنْ تَسْتَمِعَ إِلى صُراخِكَ القَدِيمِ كلّه.
لَكَ أَنْ تُطِلَّ مِنْ نَافِذتِكَ المُشْرِفَةِ عَلَى النَّهْرِ.
وأن َتَنْظُر إِلى العَصَافِيرِ المُحَلِّقَةِ كَأَسْْمَاك الأَكْواريُومْ.
لاَبُدَّ أَنْ تَسْتَعِيدَ نَظْرَتَكَ الأُولَى.
...........................
كَجُنْدِيٍّ قَدِيمٍ نَسِيَتْهُ الحَرْبُ فِي الخَنْدَقِ -
يُمْكِنُكَ أَنْ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ قَلِيلاً.
(حَذِراً كَأَيِّلٍ يَقْتَرِبُ مِنْ غَدِيرِ السِّبَاعِ).
لِتَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ رَصَاصَ الأَعدَاءِ نَفَدَ.
وَأَنَّ الأَعدَاءَ انْصَرَفُوا.
وَأَنَّ الشَّمْسَ مَا زَالَتْ هُنَا.
وَحَدَهَا، الشمس، لَمْ تَتَخَلَّ عَنْكَ.
الانْصِرَافْ
»إنَنَا خَارْجَ العَالَم.. هو القَبْر«
(رَامْبُو)
الفَمُ المُمْتَلِئُ بِكَلِمَاتِكَ زَمَّ شَفَتَيْهِِ.
يَدُكَ تَمْسَحُ حَبَّاتِ العَرَقِ عَنْ جَبِينِكَ.
صِرْتَ تَبْحَثُ عَنْ زُرْقَتِكَ مِثْلَ بَحْرٍ.
صِرْتَ بِلاَ خُضْرَةٍ كَشَجَرةِ حَطَّابٍ.
امْتَلأْتَ بِالنََّبِيذِ لَعَلَّكَ تَعْثُرُ عَلَى ذِكْرَى الدََّالِيَةِ.
تَقَدَّمْتَ فِي الفَرَاغِ كَأَنكَ تَخَتَرِعُ نَهَاراً آخَر لِيَدَيْكَ.
أَرَاكَ تَتَرَجْرَجُ مِثْلَ حَيَاةٍ انْكَسَرَتْ أَجْنِحَتُهَا.
تَعْلُو كهَوَاءٍ خَانِقٍ وتَنْخَفِضُ سَطْحَ مَاءٍ تَأَسَّنَ.
تَسْقُطُ كَسُلَّمِ خَشَبٍ لَهُ طُمُوحُ السَّمَاءِ.
ثُمَّ تَكَثِّفُ الضَّوْءَ لتَمُوتَ قُرْبَ جِدَارٍ -
كَمَا يَمُوتُ ظِلٌّ فَقَدَ الأَمَل.
..........................
أَيْقِظِينِي مُبَكّراً -
أُرِيدُ أَنْ أُسَافِرَ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أنا الذي أُجيدُ التَّساقطَ في الظَّلامِ ببصيرةِ الضَّوء
محمَّد حلمي الرِّيشة
أنا الذي أُجيدُ التَّساقطَ في الظَّلامِ ببصيرةِ الضَّوء
الحريرُ يدُكِ.. و الرّخامُ أيضا .
"تلحيم المنقسم" في شعر سلمى بلحاج مبروك
أبلغ عن إشهار غير لائق