كنتُ مخطئًا حين طلبتُ منكِ أن تشْغلي الريحَ بالوقت السّائلِ من تجاويفِ الجدران وأن تغْمسي قدميْكِ الصغيرتيْن في غبش المساء وتنفخي من أنفاسك في كفّيّ كي ترْبكَ العواصفَ رائحةُ الترابِ وأوغلَ في الحريق مثل صرخةٍ تائهةٍ بين فروجِ الجبالِ لا الريح اكتفتْ بالجدران ولا القمح غطّى حوافَ الجراحِ ولا أنتِ تدلّيتِ إلى آخرِ البئرِ وزرعتِ غيمةً أو دمعتينِ! لمْ أكنْ جادًّا تمامًا، حينَ قلتُ إنّي متهورٌ وسريعُ الْجريانِ، مثل حرْبٍ صغيرةٍ تُطلّ من كفّ خائفٍ الشّتاءُ الذي هطلَ البارحةَ، لم يكنْ دمْعي والرّياحُ التي تفرّقتْ بين شبابيكِ الْبحرِ لم تكنْ أنْفاسي طفلًا خائفًا، كنتُ بالْكادِ أحْصي أزرارَ قميصي ومُنعرجاتِ الماءِ في عيونِ الحَزانَى أشير إلى مخابئِ الخطّائينَ وكفّايَ تُطلّ منهما حربٌ سائلةٌ وموْتى يصغونَ إلى الحياةِ بانتباهٍ شديدٍ! كانت مزحةً حين قلتُ إني جسورٌ، ومقدامٌ وراعي أشجارِ تتفرّقُ منها الغزلانُ، والأيامُ كانت مزحةً فقطْ حين قلتُ إنّ عظامي من حديدِ الموْتى وصيحاتِ القراصنةِ الهائجينَ بينما أنا لاعبٌ شطرنجٍ فقطْ خبيرٌ بمسالكِ الحطّابينَ وأحرسُ رفاقي من العياءِ، والسّهوِ وكيدِ الرفاقِ هذه رقعتي، وتلكَ أحْمالُهم وهذي الجثامينُ ليستْ لي أنا أمهرُ الرّماةِ بين أدخنةِ المعاركِ أرفعُ هامتي دومًا في المكانِ الخطأ كلما نطقتُ تلاشيْتٌ!