فتح الله بوعزة افْرِضْ يا " سانشو" أني مُنْدَفِعٌ بِيَدَيْنِ مُمَلّحَتَيْنِ و عَينيْنِ غائمتينِ قليلاً و تَنتبهانِ إلى الأَشياءِ الدّقيقةِ في أكمامِ الصّبايا و أحملُ قُبعةً لا تليقُ بحزمِ الْقتيلِ و قوساً لصيدِ الْغمامِ و آخرِ ما فِي الْخوارجِ منْ ياسمينٍ و افْرِضْ يا " سانشو" أني راقصٌ أخلعُ جلدي و أنا طائرٌ في الْخواءِ و أفرشُهُ لِلَّواتِي وَهبْنَ الْمناديلَ شكلَ الطَّيْرِ أُنَاوِلُهُنّ بَقايا دَمي و أعودُ إلى رقْصتي طائرا في الْخواءِ كأنَّ الْهواءَ تَخثَّرَ حوْلي كأنِّيَ آخرُ منْ دسَّ الْخوارجَ في صُفوفِ الْخوارجِ و افْرِضْ أنِّيَ مجنونٌ يَحرسُ الْعالَمَ، كلَّ الْعالَمِ و يفكِّرُ كَيفَ يَزجُّ بهِ في قارورةِ عطرٍ و يُدحرِجُهُ صوبَ النّارِ التي أوقَدْناها و الْخِيامِ الّتي انْتَصبتْ مثلَ نافورةٍ متهالكةِ الأكْتافِ و بعدئذٍ يَمسحُ شَعرَهُ بالْحِنَّاءِ البلديِّ و ماءِ الْوردِ و يُسْنِدُ سَهْوَ الْغَزَالَةِ كَيْ لاَ يَسْقُطَ مِنْ شُرْفَةِ الْقَلْبِ غَيْمٌ آخَرُ / أَرْضٌ أُخْرَى دَمٌ آخَرُ كُنَّا أَعْدَدْنَا سَنَابِلَهُ لِلْحِجَاجِ فهلْ تَحملُ عنِّي جمْري يا " سانشو" أم تتركُ رغْوتٍي عرضةً للغزالاتِ الحافياتِ المتَّشحاتِ بِسهْو النَّدى؟.