(1) الفتوحُ التي وهبَ الماءُ للعاشقينْ هيَ نفْسُ الفتوح التي عاجلتْ بابهُ مرّتينْ والفتوحُ التي صانها الماءُ نفْسُ الفتوحِ التي صاغها الحبُّ في لحظتينْ فارفعي ما تشائينَ من الخوفِ قد لا ينامُ الندى عن سرائرهِ الوارفاتْ وارفعي راية الأعطياتْ وادخلي جنّتي من بصائر شمسي (2) لم تكن كربلاءُ وحيدة إذ رفعتُ القصيدةْ على إصبعينْ لم تكن كالرياحِ العتيقةْ لم تكن غير أنَّ البلاءَ الحقيقةْ خطَّ في شمسِهِ ضفتينْ (3) وهبَ الماءُ طائرهُ للندامى والتحى جانباً يُضمرُ الخوفَ من ناعساتِ الخزامى فالتقى الفجرُ مع ظلّهِ والتقى الشّهدُ مع نجمةٍ في دمائي فادخلي في نشيدي غماماً تشيّعَ للناسكاتِ على تربةٍ من لجينْ وادخلي البحرَ في رحلتينْ رحلة الشّكِّ إذ يلتقي الخوفُ بالخوفِ أو رحلةٍ من يقين السماءِ (4) إنها تربةُ الصالحين ونايُ الذين رأوا سيرتي وخطّوا جدائلَ من زعفران الحنين وراحوا فرادى إلى ما وراءِ السماء البعيدة لأكتبَ في كلّ بحرٍ قصيدة وأودعها جمرةَ الحالمين ولكنَّ نبضي دنا وتدلّى فيا شمعةَ الماءِ في وارفاتِ اليدين من يفكُّ مواسير قلبي لأبكي وحيداً هنا وهناك وأمسح عن وردها دمعتينْ (5) أنا ابن شمسِ الكلامِ وريقُ الغمامِ وريش الحمامِ وسَلْمُ الندى في عبير المرايا أنا ابن سرِّ الحروفِ انتبهتُ لها وهيَ تُشعلُ كلَّ القواميسِ تُشعلُ كلّ العذارى وتبقى بلا أيِّ دربٍ وتفضي إلى آخر الدربِ شيئاً غريباً سوايا أنا ابن خوفي وإيقاع صمتي وإنْ حرّكتني المناديلُ أتركُ في دربها بصمتينْ بصمةَ الصمتِ، أو بصمةَ الشاهدينْ لأرحل وحدي أمام تشظّي النوايا أمام تدافع سيلِ الغزاةِ على ضفة الرافدينْ (6) وأعرفُ أني تخطّيتُ جرحي وبوحي، وأعرفُ أني تلظّيتُ رشدا وأيقنتُ أن الحقيقةَ في دارة الشوقِ تفرضُ سهدا وأعرفُ أني بلا أيّ دربٍ أسيرُ وأُتركُ فردا فلا تعجبي من قراءة سِفْري إذا جئتُ أفرغُ لحنَ الوداعِ الأخيرَ وأبحرُ بحراً وبرّا لأنّ الفتى ما فتى في الضلالةِ، لكنهُ أشرعَ البابَ في عمره مرتينْ حينما هاجمتهُ القصيدةُ بالحبِّ فجرا وحين التقى بالتي كوّرتْهُ على بابه، وانتحتْ لا تني تُغمضُ أجفانها، والفتى واقفٌ لا يني غير أن يدفع الهمَّ عن ثوبها ، ثمّ ينأى بعيداً ويقرضُ شعرا ويمسحَ عن خدّها دمعة النار في الخافقينْ (7) أنا الآن بين الهديلِ وبين انكسار الحمام على شاطئين أنامُ وأغفو أصلّي، وأشهدُ أنّ العناوين مكسورةٌ يا غزالُ وأشهدُ أنَّ الضحى عامرٌ والغزالةَ يسعى إليها الكلامُ الحلالُ فأين الفتاة التي ردّها الوجدً عن عاتق الأرجوانِ، وأينَ أنا يا غزالةُ أين دمي، والهواءُ، وأينَ الفؤادُ الذي عاجلتهُ المرايا وفي الأرضِ يسعى الخيالُ لأنّكِ سَمْحُ الغمامِ على ساحل العشبِ، يَخفى على زئبقي، ما تكسّرَ من لوعة الجمرِ، يخفى عليَّ المنالُ فأبقى وحيداً، على الخوفِ، ما من جوى في القصيدةِ ليس على المرءِ أن ينحني للرياحِ، ولكن على الريحِ أن تنحني للصفاء، على الريحِ أن تأتمرْ بالصفاء، عليها إذا مرّ جمرُ الحقيقة أن لا تُعمِّرَ، فالخوفُ نصفٌ على الأرضِ نصفٌ يُعمِّرُ فيه الجلالُ لأنك سمحُ الغمامِ أردُّ عن العينِ عيني ليقرأ صمتي الجمالُ (8) تعالي إذن كي نراجع معنى التردُّدِ، أو نصطفي من قناديلهِ ما يؤثِّثُ هذا الضميرَ، ليعلو الغناءُ المِثالُ تعالي لنصبرَ أكثرَ من صبرِ أيوبَ، حتى تُرحَّلَ عن مهجة الأرضِ هذي الجبالُ تقولين كيف تراهنُ كشف الخفاءِ، وما في السؤالِ منابعُ للكشف، أو منتهى للجواب تقولين لكنكِ الآن في حضرة الشعر، في حضرةٍ لا تخونُ السحاب فقد آثر الماءُ أن ينتمي للسراب وآثر شكلُ الحياة على سعةٍ أن يُنمّى قليلاً بجوف التراب لأنكِ في سالف الخوفِ عشتِ الحياة التي أُنزلتْ من أعالي الإياب على شكل تجربةٍ في الذهابِ إلى مرمرٍ في الدوالي تأخّر صمتُ الخراب (9) كأنّي أنا البينُ بَيْنْ ولي في التقاط الطيورِ كما أشتهي طلقتينْ ولي نصفُ كوكبها المشتهى ولي من عيون المها برقُ أحلام نفْسي ولي في الغيوم تراتيلُ حدْسي ولي كهرباءُ الضحى ولي دارةُ العمرِ تُغمضُ رأسي وتسبحُ كالكائناتِ على حدّ بحر ٍعريضْ ولي كلُّ ما لا يقفّى، ويخفى على النارِ في الفرقدينْ (10) سألتُ الوجودَ عن النبضِ قال اتكاءُ الحصى في الينابيعِ، قلتُ: إذنْ يا رسولي إليها، إذا لم تكن في فضاء النهار كلؤلؤةٍ، لا تعدْ بالجوابِ وإياكَ أن تبردَ الظلَّ، خلفي كمائنُ من مزرياتِ الذئابِ ....................... أحمد الخطيب/ الأردن