أعرب شيخ الأزهر عن انزعاجه الشديد من إطلاق اسم "الغزوات" على الفتوحات والمعارك الإسلامية "لأنها تعنى البدء بالحرب في حين أن المسلمين لم يبدءوا أبداً عدواناً على الآخرين، وإنما كانوا يدافعون عن أنفسهم ويتصدون لاعتداءات الكفار والمشركين". وقال خلال احتفال نظمته وزارة الأوقاف المصرية، بمناسبة ذكرى الانتصار في معركة "بدر": "فليس من المنطقي أن نطلق لقب (الغزوات) على الفتوحات الإسلامية". وانتقد الدكتور أحمد الطيب طريقة استعمال عدد من المؤرخين العرب والعالميين، اسم "الغزوات" على الفتوحات والمعارك التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام، للدفاع عن أنفسهم، أو لنشر القيم الإنسانية للرسالة الإسلامية. من جهته اتفق الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري، في كلمته خلال الاحتفال، في الرأي مع شيخ الأزهر، قائلاً: "لا أرتاح مطلقاً لاستخدام كلمة غزوة، لأن هذه الكلمة تعنى العدوان، والمسلمون لم يبدؤوا في حروبهم بالاعتداء على أحد". وأشار زقزوق إلى أن الجهاد شرع للدفاع عن المقدسات والنفس والأرض والعرض وليس الاعتداء على الآخرين، وهو ما حدث في الفتوحات الإسلامية، مستدلا على ذلك بكون عدد المسلمين في معركة بدر لم يتجاوز 314، في حين بلغ عدد المشركين ألف مقاتل.