انتقد شيخ الأزهر طريقة تناول عدد من المؤرخين العرب والعالميين، للفتوحات والمعارك التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام، للدفاع عن أنفسهم، أو لنشر القيم الإنسانية للرسالة الإسلامية. ووفق ما أوردته وكالة " قدس بريس " للأنباء ، رفض الدكتور أحمد الطيب، بشدة تسمية الفتوحات الإسلامية ب "الغزوات"، مؤكداً أن المسلمين لم يبدؤوا بالعدوان على الآخرين، وإنما كانوا في حالة دفاع عن النفس. وهاجم الطيب، خلال احتفال نظمته وزارة الأوقاف المصرية، بمناسبة ذكرى الانتصار في معركة "بدر" التي تعتبر أول مواجهة في التاريخ بين المسلمين وأعداءهم، التي تصادف يوم السابع عشر من رمضان من كل عام هجري، المؤرخين الذين يصفون المعارك الإسلامية بأنها "غزوات"، مشيراً إلى أن تلك الصفة تطلق على سبعة وعشرين من الفتوحات والمعارك الإسلامية، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا الأمر يزعجه بشدة "لأنها تعنى البدء بالحرب في حين أن المسلمين لم يبدءوا أبداً عدواناً على الآخرين، وإنما كانوا يدافعون عن أنفسهم ويتصدون لاعتداءات الكفار والمشركين، فليس من المنطقي أن نطلق لقب (الغزوات) على الفتوحات الإسلامية". واتفق الدكتور محمود حمدي زقزوق ، وزير الأوقاف المصري، في كلمته خلال الاحتفال، في الرأي مع شيخ الأزهر، قائلاً: "لا أرتاح مطلقاً لاستخدام كلمة غزوة، لأن هذه الكلمة تعنى العدوان، والمسلمون لم يبدؤوا في حروبهم بالاعتداء على أحد"، مشيراً إلى أن الجهاد شرع للدفاع عن المقدسات والنفس والأرض والعرض وليس الاعتداء على الآخرين، وهو ما حدث في الفتوحات الإسلامية، حيث كان عدد المسلمين في معركة بدر لا يتجاوز 314، في حين بلغ عدد المشركين ألف مقاتل". يشار إلى أن تنظيم "القاعدة" شرع في استخدام مصطلح "غزوة" لوصف العمليات التفجيرية التي يقوم بها في عدد من الدول التي يستهدفها، فيما أطلق على اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2002 على الولاياتالمتحدة بأنها "غزوة نيويورك " .