حذاء السندريلا لم تكنْ قدمُ «السّندريلا» صغيرةً إلى هذا الحدّ: الحجارةُ الصّماءُ التي حملتها الخيولُ إلى أعالي الجبالِ المطرُ الغزيرُ الذي غمرَ القبائلَ القديمةَ وألواح الشّعراءِ الأزاهيرُ اليضاءُ، والحمراءُ وثغاءُ العاشقينَ على أعتابِ الغيابِ كلّ هذهِ الأشياءِ وأحمالُ القادمينَ من قلقٍ إلى قلقٍ جديدٍ تدفقتْ منْ هذا الحذاءِ! كتارسيس (catharsis) ليسَ هديرَ ماءٍ ما تسلّلَ إلى الْبيوتِ بعد منتصفِ الليلِ أوْ موسيقى صاخبةً تترنّحُ خلف ستائرِ الحاناتِ وليسَ برقاً يابساً يرتِقُ ما تفكّكَ في الأقَاصِي خذْ ضفيرتي إن لم يكنْ بكاءَ قيْصرٍ خدع الناسَ جميعاً حينما شنقَ القصائدَ كلّها بدلاً من أحذيةِ الغزاةِ! رقص متوحش هذا الذي بينَ كتفيّ مصباحُ محاربٍ قديمٍ أخطأ الطريقَ إلى الحياةِ فجاعَ طويلاً وأسرفَ في الرقصِ إلى أنِ امْتلأَ الوادي بالعظامِ والعبيدِ وحناءِ الكفوفِ المرفوعةِ إلى السّماءِ!