رأيتكمْ تخرجون إليّ ورأيتُني أخرجُ إليكمْ على أكتافِنا أحمالٌ غامضةٌ ممراتٌ ضيقةٌ، وبردٌ خفيفٌ رأيتكم تقْرعونَ الطّبولَ فتطوفُ الأسْماكُ حولي، وحولَ الشّمسِ أنا لا شأنَ لي بطُبولِكمْ وبما يفعلهُ الشوقُ بعَابِري الْخلاءِ أنا عبّادُ الشّمس والأسماكُ، والطرائدُ التي تطوفُ حول الشّمسِ، ورأسي رأيتكم تشمّونَ المراكبَ وتومِئون إلى أدخنةِ الْمسالكِ رأيتُني ألُمّ حُبيْباتِ الضّوءِ المكْسورِ على بابِ البئرِ وبقايا الروحِ في غٌبرةِ المسرعينَ إلى ظُلّةٍ أخيرةٍ لا شأن لي بالمراكبِ، وضوضاءِ المائلينَ إلى انْكسارِ الموجِ على حيطانِ بعيدةٍ أنا الموجُ، والزّبدُ الذي يلَحمُ المراكبَ الصغيرةَ بالملحِ، والضّوءِ، والنّسيانِ ويصْغي إلى آخرِ ضحكةٍ رمّمتْ حطامَ حصى الأرض المبلولِة واخْتفتْ بغتةً لا شأنَ لي باللهبِ الطّالعِ من جُنوبكمْ والعظامِ الْقصيرةِ التي تجُزّون بها ضفائرَ النّخلِ أفكّر في الهاويةِ، والولدِ الذي يلوّحُ من بعيدٍ أفكّر في ممرّ جديدٍ أفكّر، بخفّةِ برْقٍ طائشٍ ورَشاقةِ سنْبلةٍ!