هذا الرأس الذي يحمل فراغ الذاكرة منتشيا بحليب الشمس الباردة مزهوا ببياض الثلج وضباب الاغتراب اللندني لا بد أن هناك منفى على خريطة الوطن يتسع له وحده أريكة
أنا الآن مستلق على أريكة أحدق في ركام الغبارالمتراكم على سقف عريشنا غير أن هذا الغبار بدأ يتناسل كأنه أرنب الكتروني في حلبة السباق متبوعا بثور هائج فيختفي وراء عتمة تتثاءب في وجه الظلام دوار البحر
صرت كالسمكة التي تعاني من دوار البحر وما هي الا لحظات حتى جرفتني أمواج الذاكرة ثم توغلت بها بعيدا فأسدلت زبدها فوق مساماتي المشتعلة حلم صيفي
أحبو كالطفل المعتوه فوق جسر متحرك وكالمستيقظ من كوابيس سباته أحلم ببئر نفط غزير ووطن عربي غير محتل رتابة
ليس أمامي الآن سوى أن أصطاد أفكاري المتناثرة بين عتبات الزمن البطيئ ويبدو أنني كلما مسكت بخيط الضوء الا وفاجأتني العتمة فأضرم النار فيها لكي أتخلص من أيامي الرتيبة في نهاية الممر
في نهاية الممر أمر حذو ظلي الظئيل لأتفقد خطواته الشاردة أشرد أفكاري بعض الشئ وأستحم في خاصرة الظهيرة ثم ألملم ما تبقى من نسيم النهار أتجول في الجانب الآخر من السراديب وأدخل في أحشائها المحمومة كلما لمست وترا مغناطيسيا تحولت الى منوم سياسي ماهر ظلي الوارف يضع مولوده تحت جذع الشجرة لكي يستريح من عناء الفيء وبه صرت أقيس ضفائر الشمس الذهبية أشق صمت الظل لاصطاد أشباح الهواء لست الوحيد الذي يتعارك مع ظله رغم وعوده الكاذبة أنا وفي لظلي لكنه لا يتبعني نجمة متمردة
في الليل أصعد سلالم الرعشة لكي أنصب فخاخا لنجمة متمردة رأيتها ترمي حجرا في الماء الراكد معجزة أمة أرفع قبعتي أمام أمة لا تقرأ رغم انجازاتها الابداعية أمة تنتحر واقفة وتحت وسادتها عبوة ناسفة تنتظر معجزة من الأميين الجدد طلاسم مائية
لم أكن في حاجة الى فك أبجدية الطحالب و ما عدت أقرأ في كف البحر عن قوارب الموت ولا عن بيوت الرمل فبيوت الرمل لا تصلح أن تكون قبورا للمد والجزر حظ ذئبوي
أنام واصحو على عواء الذئاب صارت حياتي مبرمجة حسب الطلب في كل يوم أرمي نردا ليس ضروريا أن أكسب الملايين فحظي تم احالته على التقاعد ولم أحصد سوى تعاويذ الغياب كنت أدسها في شقوق الجدران