توجه الناقد المغربي محمد الداهي، في فورة النشاط السردولوجي المغربي واستئثار الرواية بثماره الناضجة، إلى الانشغال النظري والمعرفي بالسيرة الذاتية كنوع سردي وتخييلي في آن، في وقت كان يُنظر فيه إلى هذا النوع بازدراء واستخفاف. وقد أثمر جهده الأكاديمي (...)
بالوجع يكتب الشاعر نور الدين الزويتني فيلد «تصاوير وأخيلة لا تعني العالم في شيء»، ومن زوادة الألم يسكب ماءه ليروي عطش القابضين على الجمر، أولئك الصامتين الذين يصدرون ضجيجا لا يسمعه إلا هو، فينتعل خوذة الشعر.. يدمر اللغة ويعيد بناءها ليستعيد الأخرس (...)
الشِّعر، الشِّعر.. يُطْرح الملفوظ كما لو كان الأمر يتعلّق باستغاثة من وسط غابة أخذت تحترق، وأحيانًا تتخيل طقطقة الخشب وهو يحترق، واللحاء وهو يحترق، بل الثمار وهي تحترق. تريد أن تتخيّل العصافير وهي تحترق، فلا تقدر. ولا الأنساغ كذلك. دالّ «لا تقدر» هو (...)
(1)
بدءاً من «رؤى في موسم العوسج» (1970)، مروراً ب من «نشيد البجع» و»غيمة أو حجر» و «سدوم» و»بعكس الماء»، إلى «قليلاً أكثر» ف»أخسر السماء وأربح الأرض» (2014)، كان محمد بنطلحة يُطوِّر مشروعه الشعري بصبر وأناة، خارج ادّعاءات النظرية وذائقة التلقي (...)
نظمت وحدة دكتوراه النص والخطاب التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر-أكادير، ندوة نقدية في موضوع "الخطاب الأدبي والنقدي"، وذلك طوال يومي الجمعة والسبت 26 و27 ماي 2016. وقد سعت الندوة التي شهدت أوراقًا ومداخلات متنوعة ركزت على إنتاجات (...)
تتعلق مسألة أنواعية الشعر بكُلّ ما يتعلق بتصنيف الشعر إلى أنواع، وهو ما يخضع الشعر لمفهوم يرى فيه نمطاً أدبيّاً قائماً على أنواع. وبالتالي، فإن أنواعية الشعر يندرج ضمنها كل الدراسات التي تناولت الشعر بوصفه خطاباً أنواعيّاً.
في كتابه «أنواعية الشعر» (...)
بمناسبة ملتقى المضيق المتوسطي للشعر (18-20 مارس 2016)، التأمت ندوة نقدية حول تجربة الشاعر المغربي الكبير محمد السرغيني (86 عامًا)، الذي تحمل دورة الملتقى الثالثة اسمه، وشارك فيها النقاد: نجيب العوفي، بنعيسى بوحمالة وعبد اللطيف الوراري.
أخلاقيات (...)
تحت عنوان «شجرة الأكاسيا: مؤانسات شعرية في الشعر العربي المعاصر»، صدر للناقد بنعيسى بوحمالة كتابٌ جديدٌ ضمن مشروعه النقدي المائز الذي نذره منذ ثلاثة عقود، إنْ للشعر الإنساني بعامة، أو للشعر العربي والمغربي بخاصة.
تحت عنوان «شجرة الأكاسيا: مؤانسات (...)
كان مسعود من السابقة إلى الحيِّ، وهو رجلٌ شارف السبعين من العمر، حمل معه حصانه الذي بِلَوْن الأرض، لم يُفرّط فيه تحت أي طارئ وظلَّ يرعاه ويأنس به في تلك الأيام. كُلّما تسلّلتُ إلى بيته وجدْتُه يقتعد مصطبة من التبن يمسح غُرَّتَه بتؤدة وعَيْنُه في عين (...)
لحظة المعرض الدولي للنشر والكتاب في مدينة مثل الدارالبيضاء هي، في حدّ ذاتها، لحظة حضارية ورمزية شديدة الأهمية، أكثر من كونها دورة موسمية ترتبط بمتوالية العرض والطلب. يكفي أنّ الكتاب هو حلقتها الرمز التي تشدّ الناس بعضهم إلى بعض، وتنعقد حولها الأفكار (...)
من الفجر
كنْتُ أسمعها
من مكان آخر
يدٌ في المقصورة. يدٌ بسبّابتين من فيلم الرعب.
ضجيجٌ لا يُطاق يُهرّبُ العصافير من فكرة الصباح،
ويقطع الحلم على بندول مُجاوِرٍ لمكتبة بأكملها.
مع شيء من الضباب الذي بقي من عزم الشتاء
حرّكتُ كَأْساً بالفانيلا، (...)
1.
قبل خمسة أعوام، رحل الشاعر وعالم الشعريّات الفرنسي هنري ميشونيك (18 سبتمبر 1932/8 أبريل 2009. تاريخ من السؤال وإعادة السؤال يصاحب برنامج ميشونيك النقدي الذي يرتبط بتأمل مختلف الخطابات من وجهة نظر الشعرية الّتي نظّر لها كمعرفةٍ تبحث في صيغ الدلالة (...)
في مقابل شعراء عملوا على الإيقاع، فارتفعوا به كدالّ رئيس في بنية القصيدة، وجدّدوا فيه بنسبٍ متباينة، بمن فيهم محمد الميموني، وعبد الكريم الطبال، وإدريس الملياني، وأحمد بنميمون، وعلال الحجام، ومالكة العاصمي، وأحمد بلحاج آية وارهام، ومصطفى الشليح، (...)
صدرت حديثاً، عن دار بوليغلوت- باريس، مختارات شعرية لشعراء مغاربة وفرنسيّين ينتمون لأجيال ورؤى وحساسيات مختلفة ومتنوّعة، انتقاها وقدّم لها وترجم نصوصها العربية الشاعر والمترجم المغربي المقيم في فرنسا ناصر الدين بوشقيف.
وقد ضمّت الأنطولوجيا نحو ثمانين (...)
منير بولعيش.. وداعاً:
الشّاعر الذي انتهى تمثالاً في متحف الشّمْع !
عن مرضٍ عُضال لم يُمْهله الأدنى، ودّعنا أول أمس الشاعر المغربي منير بولعيش بطنجة التي أحبّها وظلّ يتفيّأ ظلالها حتّى مات. في هذه الساعات الثقيلة التي يُحتفى فيها بالشعر تحت أليافٍ (...)
أصدر «بيت الشعر في المغرب» عدداً مزدوجاً من مجلّته الفصلية المحكمة التي تُعنى بقضايا الشعر وترجمته ونقده، وهو يقارب حضور الموت والغياب في الشعر العربي الذي بات «ينطوي على مسار خصيب لدلالة الموت ولحضوره الجمالي، إن لم يقترن دوماً بدالّ الموت، (...)
1 -
عن المائة عامٍ وعام، يرحل المفكِّر الفرنسي كلود ليفي- ستروس[1908 2009م] عن عالمنا. وقد ذاع صيت الرجل في المنتصف الثاني من القرن العشرين باعتباره رائد البنيويّة وعالم الأنثروبولوجيا الذي قادتْهُ مغامرات فكره إلى استكشاف الآليّات الخفية للثقافة (...)
1- شرْط أرض
لم يكُنْ محمود درويش شاعراً تحت هذه اليافطة أو تحت، تبعاً لسيرورة عمله الشعري وتاريخيّته، أو كان هو نفسه يقبل بذلك بسبب التأويل السياسي المفرط لذلك العمل، إنّما هو، بالأحرى وفي نهاية التحليل، شاعرٌ إنْسانيٌّ شرط قصيدتَه ببلوغ المعنى (...)
1.
هو، بِالتّأكيد، آخر روّاد القصيدة الحديثة الّتي لم يكلَّ، منذ نصف قرنٍ عاصِف، عن تجديدها وتطوير دوالّها وتقليب طبقاتها البلّوْرية، حتّى عُدّ وجهاً بازغاً في تاريخ الشعرية العربية برُمّتها. يرتبط سعدي يوسف، لدى كثيرين من قرّائه، باسم الأخضر بن (...)
بدْءاً من «نشيد البجع»، مروراً ب«سغيمة أو حجر» و«سدوم» و«بعكس الماء» )صدرت المجموعات الشعرية في كتاب جامع بعنوان «ليتني أعمى»، فضاءات مستقبلية، الدار البيضاء، 2002(، إلى «قليلاً أكثر» يُطوِّر الشّاعر المغربي محمد بنطلحة مشروعه الشّعري بصبْرٍ وأناةٍ، (...)
مضت ثلاث سنوات على رحيل المفكر المغاربي جمال الدين بن الشيخ، وفي رحلته الفكرية والعلمية والأدبية الكثير من صفات المثقف الشمولي، الذي كان يمثله المثقف العربي القديم، استهوته الشعرية وخصص لها دراسة رصينة بيّن فيها خصوصيات هذه الشعرية. كان متوجها إلى (...)
لا ينسى قارئ الشّعر العربيّ تلك الآصرة الآسرة الّتي عقدها الشّاعر الفرزدق مع ذئب يشاركه الطّعام غير مذعورٍ منه كأنّ في قرارة نفسه ولاوعيه ظلالا من حبّه السّحيق لهذا الحيوان، وانجذابه إليه يصادقه ضدّ القوى الأخرى، ويدنو من حوزته الرّهيبة يتعلّم منها (...)
في هذا الحوار، يقدّم الكاتب وعالم السيميائيات الإيطالي إمبرتو إيكو U. Eco، بخبرة الموسوعيّ وحرصه على الاستقصاء، رؤيته للتّرجمة، القبح والْجَمال، الأنترنت، السّرعة، الحرب الباردة، الرّوك، التلفزيون، جورج كلوني، جيروم بوش، الشّر والخير ثمّ مستقبل (...)