استيقظ على غير عادته قبيل الفجر بقليل، رغم أنه سهر معظم الليل يجهز عدته، وكأنه ذاهب إلى حرب ضروس، لدى وضع جميع السينريوهات في اعتباره. استعدادا لامتحان البكالوريا في مادة الفلسفة.
تناول فطورا سريعا، ووقف أمام دولاب ملابسه غير المرتب أو المرتب (...)
كل الطرق تؤدي إلى روما أو إلى الجحيم،
كل الطرق تؤدي إلى قلبي المتخم بالجراح.
معارك الحب الخاسرة،
رفات الأسماء المتناثرة،
صخرة سيزيف المستقرة في أسفل التل،
صورة الراهب الحزين على مشارف الموت،
ساعة الفرح المعطلة،
رماد أزمنة الحزن السحيقة،
قبلة (...)
كان الجو معتدلاً، لم يكن هناك لا أنين المصلوبين ولا نواح الموجوعين، فقط بضع مارة من حين لآخر، كان الجحيم وديعا لطيفا لا كما حدثنا وصوره لنا ابن تيمية، سنوات المقام الأرضي، والذي علمت فيما بعد أنه قدم تظلما إلى سلطات السماء بدعوى أن عدم مطابقة الجحيم (...)
عابرا من شارع إلى شارع، متوغلا في الذاكرة، كانت فكرة المكان تسكنني قبل أن أسكنها، بزقاقها الضيق وقلبها الكبير كانت فكرة المدينة تثير في فتنة السؤال، كيف لي أن أعبر عن حب مدينة في كل حجر منها ذكرى؟ من أصيلة إلى تطوان كان الخيال يحط من محطة إلى أخرى (...)
على قهوة الصباح استقيظت،
كانت الشمس لازالت تلعب لعبتها المكشوفة بين الخفاء والتجلي.
أغرتني بدفئها أحرقتني في حقيقتها،
كأن الرماد نصيبي مصيري
هل كان يجب أن أسلك نفس الطريق الذي يؤول إلى اللامعنى،
تساءل ظلي وغاب في الغياب.
لم يكن أحد على الطريق سوى (...)
على مائدة النسيان،
جلست أرتشف نبيذ الوقت،
سألت أناي ماذا لو غادرتك الحمائم؟
ماذا لو سقط سقف أحلامك فوق الرأس.
أما هي فكانت تتسلى في رماد كلماتك،
بين حلم وحلم تتوغل في دماءك،
بين الآه والآه تتسلى بتعذيبك،
لم تحب فيك غير حبها للنسيان،
هي التي (...)
آن لهذا الحلم أن ينتهي
حول هذا الجسم المثقل بالمادة
التف الأعداء قبل الأصدقاء
وكل له في مكان ما من ذاكرتك المريضة
وقع خنجر، عشقا وكرها.
كان المعزون يتقاطرون عليك،
وأنت تتأمل مشهدك الأخير،
قبل الكشف.
في دور كنت فيه الحاضر في غيابك،
لم تستقر (...)
تلقيت منذ زمن غير قصير رسالة عبر البريد الالكتروني، تحمل توقيع الروائي المعروف للجميع كابريال كارثيا ماركيث يدعوني فيها للقيام ببحث تربوي حول ظاهرة الهدر المدرسي بمدينة ماكوندوا، وقد كان الرجل يهم بالقيام بهذه المهمة لولا أن فاجأه شيطان الإبداع (...)