في كل القضايا المجتمعية الكبرى تُستدعى المدرسة لتقييم مدى مساهمتها في التعاطي معها إيجابا أو سلبا. ولقد شكل الحصاد الأولمبي فرصة لتقييم أداء القائمين على الشأن الرياضي بشكل مباشر، وكذا الإشارة ولو من جانب خفي إلى دور المدرسة في إنجاب الأبطال الذين (...)
الامتحان إرث تربوي عريق، عرفته الصين القديمة في بداية القرن السابع الميلادي: الامتحان الإمبراطوري. ما لبث أن انتشر في الدول الآسيوية المجاورة: فيتنام وكوريا واليابان، ثم انتقل إلى الغرب بعدما تبنته بريطانيا رسميا؛ لما أظهر اختبار الموظفين الذي أجرته (...)
ليس هناك من شك أن العالم ثورة صناعية رابعة، في ظل انصهار تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي، وانعكاس كل ذلك على مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وهو ما دفع ناصر بوريطة في القمة الإفريقية الأخيرة إلى التأكيد على أهمية وضع (...)
للأمكنة حضور وجداني وثقافي يتجاوز بكثير أبعادها الجغرافية، وحدودها السياسية، يرتبط بها الإنسان وتشكل بوتقة هويته التي تنصهر فيها كل العناصر المكونة لها. وللعرب حظ وافر في التعبير عن هذا الحضور أدبيا وفكريا، تجسد في الشعر كما في النثر. وقد احتفلت (...)
للحروب أهلها القادرون على خوضها، كذلك لها إن صح التعبير أخلاقياتها وإن كانت في حد ذاتها فعلا غير أخلاقي، أو ما يسمى بقواعد الاشتباك وتناسب قوة الرد. وتبقى فئة عريضة خارج ساحاتها، هي أولى بالحماية والمعاملة الإنسانية، بتوفير أسباب البقاء، والتي تعد (...)
اعتادوا التداعي إلى مقهى الحي لزوما عند كل أصيل، ونافلة بعد الزوال لما تسنى له ذلك، وإن حصل فهو برجوازي كمل يحلو لكبير الندماء نعته؛ فالمقهى غدت محل إقامة، والبيت محل عبور، متى تسنى الفرار منه، فهي فرصة يُعض عليها بالنواجذ حتى لا تنفلت. لكن هذا (...)
طال أمد الحديث عن أزمة القيم وقصور المدرسة وعجزها عن رد الناشئة إلى جادة المنظومة القيمية الرشيدة، وهو الدور الذي قامت به بكفاءة وتقدير كبيرين طيلة عقود من وجودها؛ فأمام تعدد المتدخلين في عملية التنشئة، الذي يملك بعضهم إمكانيات تأثيرية غير محصورة (...)
كلمة "سيبر" جذورها تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، وهو مصطلح يحاول وصف الحلقات المغلقة لأنظمة المعلومات. وفي السياق الراهن لشبكات الحاسوب، نشأ المصطلح -كما يشير إلى ذلك فرد كابلان في كتابه "المنطقة المعتمة"، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة- عن رواية (...)
يأبى الإنسان إلا أن يشارك الطبيعة أفراحها، ويعزف معها سيمفونية الجمال والخلود، فالكلمة المعبرة عن الفكرة الثاقبة تخلد، رغم فناء قائلها ولا شك، وهي تجري على لسان الشعراء أكثر من غيرهم، لأن "من الشعر لحكمة". وبمقدم مارس، يحل بدارنا فصل رمز لكل معاني (...)
الحوار قيمة لا يمكن للمرء تحت أي ضغط أن يصرف النظر عنه، أو أن يختار غيره بديلا في تدبير علاقاته على المستوى الفردي والجماعي، لأن غير ذلك يعني ركوب موجات الصراع والتشنج الاجتماعي، والمكر السياسي والظلم الاقتصادي. وهي مظاهر أبعد ما تكون عن السلوك (...)
طنجة تستعيد أمجاد السياحة الثقافية، بعدما شهد رحاب المدينة العتيقة ترميم وتهيئة "برج النعام"، ليكون حاضنة لمركز ذاكرة ابن بطوطة، ومن خلاله ذاكرة كوكبة من المغاربة والأندلسيين، الذين أسهموا في إثراء المعرفة الإنسانية، كالشريف الإدريسي وابن جزي الكلبي (...)
للناس أمنيات وأحلام ينتظرون الفرص المناسبة للبوح بها، وإخراجها إلى العلن حينما تضيق الصدور وبواطن القلوب، عن مزيد احتمال كتمانها. يلجأ المرء إلى ثقافة البوح، كلما انسدت أمامه إمكانية الفعل. ليس بدافع الثرثرة، وإنما للتنفيس وإضعاف قوة ضغطها تجنبا (...)
ظل التعليم وما زال في مغرب الاستقلال، ذلك المشروع الذي لم يهدأ النقاش بصدده، ولم ترس سفنه على شاطئ الاستقرار البيداغوجي، والوضوح الغائي. وحُق له أن يكون محط اهتمام وتفكير، بل أكثر من ذلك، أن يتحلى بالأولوية بعد القضية الوطنية. فمنذ 1956 ومشاريع (...)
يرتبط التعليم وهندسته بالسياسة العامة للدولة، وتدبيره موكول للحكومات والهيئات والمنظمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يساهم كل من زاويته ومجال تخصصه واشتغاله، في اقتراح التصورات واستشراف آفاقه المستقبلية. ويبقى إقرارها وتبنيها من اختصاص المؤسسة (...)
بعد موسم دراسي احتجاجي، حيث رفعت عاليا المطالب الفئوية المادية، وأهملت المطالب المجتمعية التي كانت المدرسة برجالها ونسائها سباقة لتبنيها والتنبيه إليها. ستعرف المنظومة إشراقة بيداغوجية، متمثلة في الأيام التكوينية على التربية الدامجة، تكريسا لهدفها (...)
يمكن الحديث عند إقبال شهر رمضان الفضيل من كل سنة، عن ثورتين: إحداها لفظية صاخبة، طافحة بمعان روحانية وأخلاقية، وثانيهما عملية لا تمت إلى الأولى بأي صلة، إيقاعها يتسم بالكثير من الفوضى والارتباط بكل ما هو مادي استهلاكي، منفلت من كل الضوابط القيمية. (...)
في ظل المحن والأزمات، يلوذ الإنسان بحصنه الثقافي للاحتماء والدفاع عن الكينونة، والبحث عن معنى الحياة، وإضفاء متعة وبهجة عليها، بما جادت به أنامل الفنانين، وقرائح المبدعين. فهو سلوى وعامل تنفيس وترميم لما يصيب النفس من كدر ووهن في مقاومة غارات (...)
غيرت الجائحة الكثير من سلوكياتنا، بالقدر نفسه الذي ساهمت فيه بتجلي أجمل ما يكتنزه الإنسان من قيم، وأنبل ما يذخره من مشاعر. فكل هذا وذاك كان محل عناية، ومحط إشادة من طرف العديد من الأقلام، وهاجت بذكرها الألسن وخفقت لها القلوب. فالكل التقط من الإشارات (...)
فرضت الجائحة على المنظومات التربوية والتكوينية خوض غمار نماذج بيداغوجية غير مسبوقة، ومنها التعليم حضوريا وذاتيا مناصفة؛ وهي تجربة أسالت من النقد والتجريح الشيء الكثير من طرف الأسر وممثليها، في حين استحسنت من طرف آخر، خصوصا الأساتذة وبعض ممن لهم من (...)
منذ 2014 والنموذج التنموي الجديد في مختبر التداول والنقاش، عسانا أن نظفر بصيغة تنموية يطال نفعها الجميع، بعدما شهدت النسخة السابقة تفاوتات في اغتنام عائداتها، مما جعل البرامج التنموية، والميزانيات الضخمة المرصودة لها، ينقصها السداد في إصابة أهدافها. (...)
تطرح تربية الأبناء ورعايتهم تحديات على الآباء والأسر، في مختلف الأزمنة والظروف. ويتم مجابهة هذه التحديات وتجاوز الصعوبات، بمساعدة مختلف المتدخلين ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، من مدرسة ونواد رياضية وهيئات المجتمع المدني... التي تشغل بأنشطتها حيزا مهما (...)
تأسست المدرسة الحديثة بداية القرن السادس عشر، مع المد التنويري الأوروبي. باعتبارها المكان "الذي يتفتق بعطاء المعرفة، ويتضوع بأريج العلم، ويعبق بمعاني الحكمة، وينهض بأسرار الجمال". ففيها يتلقى الناشئة بالإضافة إلى مناهج العلوم وأصول المعرفة، المبادئ (...)
تستعين الدول بالتلفزيون كوسيلة لتوجيه الرأي العام، وتحسيسه بالقضايا التي تهم واقعه الاجتماعي والاقتصادي.... للمساهمة في تطويره أو الحد من تدهوره. وما زال له التأثير الكبير رغم المنافسة الشرسة للوسائل الاتصالية الحديثة، وخصوصا في ساعة الأزمات واشتداد (...)
"الحكمة تأتي من الشرق"، وكل الأدب والفنون العربيين كانت تضع الشرق في قلب الصورة، والغرب تاليا أو مضمرا، إلى أن قيد الله لهذا البلد الأمين الأستاذ عبد الله كنون بمنجزه "النبوغ المغربي"، الذي أماط اللثام عن الأدب المغربي والعلوم التي أبدع فيها رجاله، (...)