-ع-
فضاء واسع في عيونهم، والأرض المبللة تستقبل القطرات بامتعاض فترميها سيولا، تمتزج بالوادي الصغير هناك في بركة قديمة ولا من يضم هذا الزخم بساط فيه من الشوك ما يدمي الارجل الحافية وبين داك الفضاء البعيد، السماء لا ترغب في المزيد
-ب-
الطريق الطويل (...)
هذا الموقف لم أفكر فيه ولم يخطر لي على بال، وإلا لاكتفيت بالقلق أنيسا وما جازفت بهذا الخروج الذي أوصلني لما أنا فيه.
تقلبت في فراشي ولم يغمض لي جفن بل لم يحمل إلى الليل نصحا بل إن النوم استعصى علي وقتا طويلا، ظلت عيناي مفتوحتان تحدقان في الظلام، (...)
من أنت أيها الرفيق الغريب…. يا المدى المجهول وشقيق المغامرة؟… أيها البحر طالعا من دفاتر المهاجرين، من أنت من أنت؟
حامت الأسئلة تتراءى في الليل البحري الغامض… والرجل النحيل الصامت يواكب موجا يتلاطم، والفنار الوحيد يلوح واهنا بعيدا، يتدفق الليل (...)
انتفض المنبه معلنا بدء يوم جديد ليمعن في إيقاظها من راحة طارئة أبت أن تزورها في الفجر. تلمست موضعه على الطاولة قبل أن تخرسه بلكمة من كفها لتفتح جفنين مثقلين بالنوم على ذات الأشكال الهندسية التي تتقاسم الجدران. أشاحت بوجهها وهي تتمتم في سرها لم يحرص (...)
قدرها أن تسكن زقاقا يسمى الأمل سيدة في مقتبل العمر، فقدت زوجها في ظروف غامضة، ولم يمض على زواجها غير وقت قصير، لا تغادر منزلها إلا عند الضرورة، تنتظر مولودها، الذي سوف يولد يتيم الأب، كل ما يشغل تفكيرها، هو طفلها، كم كانت تتمنى له أشياء جميلة.
يجاور (...)
بعد الكآبة الشديدة التي عانى منها (س) من مصائب الحياة كل يوم قرر أخيرا أن يلجأ إلى محلل نفساني لعله يستطيع أن يزيح عن كاهله هذا الثقل الذي حرمه من النوم والأكل حكى له عن مشاكله النفسية والمعنوية.
استمع إليه بكل دقة إلى نهاية كلامه.
اسمع ما أقوله لك (...)
ما بين الغفوة والصحوة تراءى لها عمق الهاوية قرب قدميها. فتمالكتها الرغبة في البقاء. انطلقت تبحث في الأزقة عن الجذور لتغرسها في الطين. لتسقيها لتورق وليختفي شعورها الدائم بأنها إمرأة بلا جدوى. طافت على الحدائق، تبحث عن مقعد من (خشب) تسأل العابر عنه (...)
ما بين الغفوة والصحوة تراءى لها عمق الهاوية قرب قدميها. فتمالكتها الرغبة في البقاء. انطلقت تبحث في الأزقة عن الجذور لتغرسها في الطين. لتسقيها لتورق وليختفي شعورها الدائم بأنها إمرأة بلا جدوى. طافت على الحدائق، تبحث عن مقعد من (خشب) تسأل العابر عنه (...)
ترنو للسماء المتلألئة بالنجوم في ظلام الوجود والعدم بعينك الذابلتين المرهفتين فأحس وأنا أنظر إليك من شرفتي المقابلة كأنك تلقي حبالك على المدى الذي تحيطه عيناك. لتقربه إليك أكثر من حبالك تنزلق في كل مرة جارحة بكلاباتها نسيم الصيف فيداهمك إحساس بالفشل (...)
لما بلغ العاشرة كانت أقصى أمانيه أن يستمتع بالحياة وأن يرى نفسه في المرآة بشارب كث يغطي أعلى شفتيه العليا، وحين وصل العشرين، اكتشف أنه بقي أمرد وأنه سيواصل ما بقي من عمره، دون شارب ولحية ورغم ذلك لم ييأس وواصل حياته بأمل وطموح ورغبة جامحة في أن يعيش (...)
«ابتسم أمام عدوك دائما»……… هو أحق بالسخرية من أي شيء آخر هكذا كان أبي يقول لها دائما…. وأن أقف معه في الشرفة كل ليلة قبل أن تدق الساعة ويتوسط القمر سماءنا برقة...
ويتوسط القمر سماء برقة ……… طقوس خاصة تلك التي يفعلها عندما يتحدث إلي عن الحياة، فيخرج (...)
-هناك الكثير من الحقائق لا يريد الانسان تصديقها.
ولن نصدقها خاصة اذا كانت ستلغي حقائق أخرى مترسخة في أذهانها كمن فقد أمه الحنونة ينام كل ليلة على أمل أن تأتي صباحا لتوقظه تسحب الغطاء بلطف تلامس وجهها بأناملها.
-انهض ياولدي طلع النهار.
لكن هيهات تغدو (...)
يقال : إنك أجمل نساء المدينة...
... إن القلب حين يطير، يمتلئ ضياعا، وهكذا صارت قصتي، تحاكي القلب، منذ زمن ليس ببعيد، وبالتالي تبخرت معه سفن عشقنا الموروثة حيث أنظر إليك أحس أن ساعة من التأمل تكفي لتفسير العالم والحياة، أكثر من أي شيء.. وما بين النطق (...)
تبدو المدينة خلفها كطبق نحاسي في هذا الوقت الذي يسبق الغروب بقليل.
هو وهي في الهواء الطلق بين الشجار بعيدا عن الأنظار.
في هذه الساعة، تفوح روائح النباتات باعثة في النفس مشاريع مختلطة تؤنس الروح حيث تذيب أصفاد الجسد.
وإذ تذوب اصفاد الجسد تصهل هي كقطة (...)
تواصل سيدة الأمر عدوها السريع تتضخم بصورة لافتة تلك المرأة، تحاول جذب اللذة من عمقها وإبادتها تحت غطرسة عينيها الماردتين. تم الطرد خارج الحجرة. أخرج حاملا وجودي وحقيقتي المتآكلة تدريجيا دون إجبار اللسان على إتيان خرطوشة صغيرة تشق سماء المقابلة.. (...)
إذا كان الأدب والكتابة هو ما يجمعنا هنا والآن، فلا بد أن هذا المسمى أدبا يملك حكاية ما أو أكثر من حكاية وإلا لما تطلب منا جميعا تنظيم لقلءات من أجله وطبع كتب ودعوة الناس إلى قراءته. شخصيا لم أشك يوما في أهمية أو قيمة الأدب وتحديدا القصة القصيرة التي (...)
أغمضت عينيها لتزيل آثار ليلة طويلة من الأرق وقد تراءى لها ثانية وقد غلفه ضباب بعيد ينادها بصوت الحب، ويطالبها باللحاق به خلف تلك الغيوم تمردت عيناها على ظلام الرؤى تسللت منها آهة عميقة لطالما دفعتها بين أنفاسها نفضت عنها غبار الألم وأزاحت عنها أغطية (...)
الكل يناديه «هبري» لارتباطه بذلك الجبل الشامخ حيث يقيم في عزلة تامة مع قطيعه لا يرى طيفا ولا يسمع همسا إلا فيما ندر، ومن قمة الجبل يتأمل الرحل وهم مع معزهم في بحث دائم على الكلأ..لقد كانت مؤونته تصل كل أسبوع على ظهر دابة تشق الطريق بين شعاب الأودية. (...)
كل إنسان رأيه محترم، والإنسان النزيه هو الذي يعتبر نفسه على حق دائما بل يكون مستعدا لتغيير رأيه مقابل لغة المنطق، والدليل الأقوى، وللحوار مع الآخرين وسماع رأيهم يقتضي وجود آخر نتحاور معه. فالحوار عملية فكرية تعتمد التساؤل والمساءلة ولهذا من واجب (...)
الساعة الثانية عشرة ليلا، إذن علي أن أوي الى فراشي. هو من سرير قطعت أسلاكه المتشابكة التي تربط جنباته وفي أطرافه بذلة زرقاء قديمة اشتريتها قبل أربع سنوات من سوق الملابس المستعملة ألبسها اتقاء البرد أثناء النوم..فكرت أن أخيط لها أزرارا لكني أهملتها، (...)
شرعت أبواب النوافذ لكي أتأمل رئة الليل، وأحظى بأنفاس الصبح راجعت شريط الذكريات ألف مرة. تأسفت لعمر تجاوز الأربعين. توسلت الظلام أن يمخر سبيله نحو عالم آخر ما عدت احتمل السكون كأنه يمضي ويجرد نحولي ويجرد ثوب أملي. التهمت ما لدي من الكتب عشرات المرات (...)
شرعت أبواب النوافذ لكي أتأمل رئة الليل، وأحظى بأنفاس الصبح راجعت شريط الذكريات آلف مرة تأسفت لعمر تجاوز الأربعين توسلت الظلام أن يمخر سبيله نحو عالم أخر ما عدت احتمال السكون كأنه يمضي ويجرد نحولي ويجرد ثوب أملي التهمت ما لدي من الكتب عشرات المرات (...)
مطر ناعم
رائحة المطر تسجل في القلب أشياء كثيرة مبهمة............
يمتصني الشارع الطويل، فأمضي مبللا» من قمة رأسي إلى أخمص قدمي.......
أتذكر دون تركيز وجه أبي. كان يجب أن يستمر تدفق المطر، الناس مسرعون. أتوقف فجأة عند محطة الحافلات أتطلع إلى الوجوه (...)
منذ صرختي الأولى وأنا ميال للتهريج، والألاعيب الصغيرة، أو بعبارة أدق هكذا كنت، ولكنني نفضت يدي الآن من هذا كله، ولم يعد يريق لي. في هذه السطور، سأروي كيف حدث هذا التغيير، في مزاجي وسلوكي، والسر في ذلك حكاية مخجلة لكن هذه الحكاية المخجلة نسجت أدوارها (...)