بعد الكآبة الشديدة التي عانى منها (س) من مصائب الحياة كل يوم قرر أخيرا أن يلجأ إلى محلل نفساني لعله يستطيع أن يزيح عن كاهله هذا الثقل الذي حرمه من النوم والأكل حكى له عن مشاكله النفسية والمعنوية. استمع إليه بكل دقة إلى نهاية كلامه. اسمع ما أقوله لك ليس هناك دواء أو وصفة تستطيع علاج الحالة التي تعاني منها بكل صراحة حالتك مستعصية. ولكن لا تفقد الأمل، هناك طريقة واحدة تجنبك الكآبة التي تنتابك. فالكآبة تكاد تقتلني هي طريقة صعبة في البداية وستسبب لك بعض الحرج، ولكنها ناجحة إذا ما واظبت عليها. وأنا موافق عليها مهما كانت إذا كان في ذلك شفاء. الطريقة بكل بساطة هي أنه كلما واجهك موقف مؤلم وصعب يثير غضبك، اضحك عليه بصوت مرتفع كي تتخلص من الكآبة التي تنتج عن ذلك الخبر والموقف. ولكن هذا صعب جدا. نعم أعرف ولكنه العلاج الوحيد الذي عندي. وأنت حر لكن أحذرك أن الكآبة مرض مزمن ويستطيع أن يدمر حياتك لذا يجب أن تضحك من قلبك ودون توقف. طيب سأجرب. عظيم والآن تفضل بدفع أجرة الكشف كاد (س) أن يفقد أعصابه ولكنه، تذكر النصيحة وبدا يضحك أحس ببعض الراحة بعد الضحك، عاد إلى عمله، ولكنه، تأخر نصف ساعة وفور وصوله إلى العمل وبخه المدير، خرج (س) من مكتبه وهو يضحك حتى أن زملاؤه، ساورهم الشك بأنه قد حصل على منحة أو ترقية . في المقهى يتصفح الجرائد إلى أن قرأ خبرا عن إفلاس البنك الذي وضع فيه مذخراته، فنتابته، نوبة جنونية من الضحك حتى أحس بقلبه يكاد يتوقف ولكنه استمر في الضحك وهو يجرياتجاه البحر. ويصيح مالي، ولهذا العالم المجنون.