-ع- فضاء واسع في عيونهم، والأرض المبللة تستقبل القطرات بامتعاض فترميها سيولا، تمتزج بالوادي الصغير هناك في بركة قديمة ولا من يضم هذا الزخم بساط فيه من الشوك ما يدمي الارجل الحافية وبين داك الفضاء البعيد، السماء لا ترغب في المزيد -ب- الطريق الطويل يلف بقايا انزياحات برسم بصمات، ويفتح آفاقا وعلى الطريق إشارة متجددة. -ر- يأتون من بعيد من ذاك الفضاء الرحب أو ذاك الوادي السحيق، يرتجلون الوداع ليعودوا في المساء متعبين والطاقة الزائدة تصنع محركات صغيرة ليستمر اللعب على هذا المنوال ينسلخون من كل الحمولات، والعرق وحده يزين وجوههم، في المساء يعودون كما جاؤوا سوى واحد ظل في نقطة لا يكف لسانه عن السؤال للعابرين. -و- شاعر يحمل القصائد، نثرها كما العقيق يتناثر على صفحة مرمر، يتوقف لحظة ليتنفس الصعداء، تعبر ملامحه، تقاسمه، لحظة جارفة، بدأ يحس أن بصمة من بصماته ستطبع هنا، وأن الهيام بهذه القصيدة قد يستمر قد يحفر في شكله انبثاق الروح، تأتيه معزوفة، ثم يبدأ النظر في ما حوله، صفحة هنا تحمل توقيع شاعر ما .كلمات هنا تثلج الشرايين. والبقية هدايا من الأسماء التي مرت هنا قبله، يبتسم من الأعماق يحمل أملا في صدره ثم يمضي على هذا المنوال. -ا- كاتب لم يبك كثيرا مع شخصية من شخصيات حكاياته، غيمة واحدة علمته هذا الطريق. انسل غير خائف الى رسالة بريدية واحتسى نشوة عارمة حين تأكد أن البصمة له وأن الصفحة لم …. لم يكن وحده عابرا، سلم على الكثيرين مثله، والروح كلها اندفاع- هيأ لنفسه فضاء آخر والحمائم تلتقط السجايا، والصفحة تشهد أنه مر من هنا. يجمع أوراقه، عيناه لامعتان .صدره أوسع من ذي قبل والفرحة كانت على جبينه يودع المساء ويرسل قبلاته إلى من مر من هنا.